جديد 4E

لماذا غزة؟

 

عبد الحميد غانم :

مات شارون وفي حلقه شوكة غزة، ولم يستطع أن يبتلعها، وفشلت كل اعتداءات كيان العدو ومحاولاته التي جاءت تحت مسميات متعددة لاحتلال غزة، ومحوها من الوجود، فمات شارون وبقيت غزة.

وها هو اليوم نتنياهو يعاود الكرة، وسيسقط ليلحق بسلفه بعد الهزيمة المدوية التي أصابت الكيان سياسياً وأمنياً وعسكرياً ونفسياً في أعقاب فجر السابع من تشرين انطلاق الملحمة البطولية “طوفان الأقصى” الذي يغرق الكيان اليوم في أزمات كبيرة ومعقدة، وسيدفع كلفتها قادة الكيان لسنوات وسنوات، كما حصل عند نصر السادس من تشرين الأول ١٩٧٣.

لكن لماذا تتجه الأنظار اليوم إلى غزة؟

لولا العملية البطولية للمقاومة لردع الاحتلال، لكان العدوان الإسرائيلي قادم إلى غزة، لأنها شوكة في وجه المخططات الصهيونية للسيطرة على ساحل فلسطين بالكامل، من أجل السيطرة على منابع الغاز قبالة هذا الساحل، خاصة بعد الاكتشافات التي دلت على وجوده في هذه المنطقة منذ عقود، لذلك جاء العدوان الإسرائيلي آنذاك تحت مسمى “الرصاص المصبوب” عام 2008 للتخلص من قطاع غزة والقضاء على مقاومته، لكن مخططاتهم فشلت، وبقيت غزة البطولة صامدة.

اليوم تتكرر المخططات بعد الإعلان عن مشاريع الممر الاقتصادي البري الواصل من الهند إلى الخليج إلى شاطئ فلسطين، وأيضاً طريق الحرير الذي يمر أيضا إلى الساحل الشرقي للمتوسط وساحل فلسطين جزء منه.. كل هذه المشروعات أثارت لعاب كيان العدو للاستفراد بثروات الغاز وبالسيطرة على هذا ساحل فلسطين ذي الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، حتى يكمل مخططاته بمنع أهلها وحرمانهم من أية فائدة اقتصادية من ثروات وطنهم ومكانة ساحلهم الاقتصادية، فكان العدو يخطط للقضاء على غزة وترحيل أهلها، لكن المقاومة أدركت مبكراً هذه المخططات الاستعمارية، واستبقتها، ففاجأت العدو وعاجلته بضربة هزت كيانه، وهو يغط في سبات عنجهيته وغروره بأنه القوة التي لا تقهر.

من هنا ندرك.. لماذا غزة اليوم؟

غزة الصامدة ستبقى مهما حاول العدو بكل صلفه وعدوانيته، ومهما جاءت الأساطيل الأميركية لحمايته وإنقاذ نتنياهو وإنقاذ بايدن نفسه أيضاً الذي يبحث عن إنجاز قبل انتخابات العام القادم.

ستنتصر غزة وتنتصر فلسطين.. ويسقط نتنياهو ليلحق بسلفه شارون، ويسقط بايدن .. أيضاً.

صحيفة الثورة – البقعة الساخنة – 16 تشرين الأول 2023م