جديد 4E

الأمانة السورية للتنمية تبادر بالاحتفال في يومهم العالمي.. المُسنّون بركة الحياة وذاكرة المجتمع الجميلة

 

السلطة الرابعة –4e :

بادرت الأمانة السورية للتنمية بالاحتفال باليوم العالمي للمسنين من خلال إطلاق برنامجَ التأهيل المنزلي للمسنين ممن هم فوق ال 60 عاماً.

وقالت الأمانة في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي – فيسبوك – يوم الاثنين 2 تشرين الأول، بأن المجتمعاتُ تقوم على خبراتِ وخطواتِ الأجداد والجدات التي مهدّت الطرقَ للأجيال اللاحقة، وأسست نسيجاً من العلاقات والتجارب أعطى لكلِّ مجتمع ملامحاً وخصوصية، وبيّنت الأمانة بأنها أقامت هذا الاحتفال لأن عملها المجتمعي يبحثُ في الأساس ويؤمن بدور كلِّ فردٍ في التغيير الإيجابي؟

ويقوم برنامج الاحتفال على التشاركية مع المسنين في هواياتهم ومعارفهم وخبراتهم، إضافة للاهتمام بصحتهم عبر خدمات الرعاية التمريضية التخصصية، فضلاً عن المشاركة بنشاطات أسبوعية ترفيهية ضمن نواد المسنين التي تحتضنها منارة باب شرقي  ومنارة دير علي والتي تعدُّ بيئات تفاعلية تساعد كبار السن على التركيز وتنشيط ذاكرتهم وتمكنهم من التعبير عن آرائهم وأفكارهم ومناقشتها مع الشباب من أبناء الجيل الجديد لإعطائهم نصائح وخلاصة تجاربهم الحياتية.

تضاعف عدد المسنين

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت في عام 1990 أن اليوم الأول من شهر تشرين الأول / أكتوبر من كل عام هو اليوم العالمي للمسنين.

وجاء هذا الإعلان لاحقا لمبادرة خطة العمل الدولية، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 51/37 المؤرخ 3 كانون الأول/ديسمبر 1982.

وتشير بيانات الأمم المتحدة أنه في عام 1991، اعتمدت الجمعية العامة بموجب قرارها 91/46، مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بالمسنين. وفي عام 2003، اعتمدت الجمعية العامة الثانية للشيخوخة خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة للاستجابة للفرص والتحديات لفئة السكان التي ستواجه الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين، وكذلك لتعزيز تطوير المجتمع لكل الفئات العمرية.

وتقول البيانات أن عدد المسنين تضاعف (أي أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر) 3 مرات من حوالي 260 مليوناً في عام 1980 إلى 761 مليوناً في عام 2021. وبين عامي 2021 و2050، من المتوقع أن ترتفع الحصة العالمية من المسنين من أقل من 10٪ إلى حوالي 17%.

يؤكد النمو السريع في عدد الأشخاص الذين يصلون إلى سن أكبر على أهمية تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وعلاجها طوال مسار الحياة.

من الأهمية – حسب الأمم المتحدة – التكيف مع العدد المتزايد من الأفراد المسنين الذين يمتلكون مجموعة متنوعة من القدرات الوظيفية في المجتمعات التي تعاني من شيخوخة السكان.

وترى المنظمة الدولية بأن القدرة على القيام بالوظائف الأساسية والمشاركة في الأنشطة اليومية لا تتأثر فقط بقدرة الفرد المتأصلة ولكن أيضاً بالبيئات الاجتماعية والمادية التي يقيم فيها. حيث تلعب البيئات الداعمة دوراً محورياً في مساعدة المسنين على الحفاظ على مستويات نشاطهم واستقلاليتهم مع تقدمهم في العمر.

حقائق وأرقام

تقول منظمة الأمم المتحدة أنه من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر في جميع أنحاء العالم، ليرتفع من 761 مليونا في عام 2021 إلى 1.6 مليار في عام 2050. ويتزايد عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاما أو أكثر بشكل أسرع.

من المتوقع أن يعيش الأطفال الذين ولدوا في عام 2022 71.7 عاماً في المتوسط على الصعيد العالمي، أي 25 عاماً أطول من أولئك الذين ولدوا في عام 1950.

شيخوخة السكان تسير للأمام ولا رجعة فيها، في عام 2021، كان عمر شخص 1 من كل 10 أشخاص في جميع أنحاء العالم يبلغ من العمر 65 عاماً أو أكثر. وفي عام 2050، من المتوقع أن تمثل هذه الفئة العمرية شخصاً واحدًا من كل 6 أشخاص على مستوى العالم.

تميل النساء إلى العيش لفترة أطول من الرجال، وبالتالي يشكلن غالبية المسنين. ففي عام 1950، كان من المتوقع أن تعيش النساء إلى ما يقرب من أربع سنوات أكثر من الرجال على مستوى العالم. وفي عام 2021، ارتفع الفارق بين الاثنين إلى أكثر من خمس سنوات.

من المتوقع أن يرتفع عدد الأفراد المصنفين على أنهم في سن العمل الأكبر سنا (55 إلى 64 عاما) من 723 مليونا في عام 2021 إلى 1075 مليونا في عام 2050، وفي نهاية المطاف إلى 1218 مليونا بحلول عام 2100.

رسالة بمناسبة اليوم الدولي لكبار السن

يتزامن اليوم الدولي لكبار السن لهذا العام مع الذكرى السنوية الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

ولتحقيق ما وعد به الإعلان، يجب أن نضاعف الجهود لحماية كرامة كبار السن وحقوقهم أينما كانوا.

والتحديات في هذا الصدد ما أكثرها. فالتمييز ضد كبار السن متفشٍّ في المجتمعات. وسواء تعلق الأمر بجائحة كوفيد-19 أو بالفقر وحالات الطوارئ المناخية، غالبا ما يكون كبار السن من بين أول ضحايا الأزمات.

وإن معالجة هذه المشكلات وغيرها واجبٌ تحتمه حقوق الإنسان ومن شأنه أن يعود بالنفع على الجميع.

فكبار السن مصدر قيِّمٌ للمعارف والخبرة، ولديهم الكثير مما يسهمون به خدمةً للسلام والتنمية المستدامة وحماية كوكبنا.

وعلينا أن نحرص على قيامهم بدور فاعل، وعلى مشاركتهم بصورة كاملة وتقديمهم مساهمات جوهرية – بما في ذلك من خلال وضع سياسات اجتماعية وسياسات خاصة بمكان العمل تراعي الاحتياجات الخاصة بكبار السن.

ويجب علينا أن نشجع التعلُّم مدى الحياة والرعاية الصحية الجيدة والشمول الرقمي.

ويجب أن نشجع الحوار والوحدة بين الأجيال.

فلنعمل معاً على إقامة مجتمعات أكثر شمولا ومراعاةً لكبار السن، وعلى إقامة عالم أقدر على الصمود في مواجهة الصدمات لما فيه مصلحة الجميع.

كتبها: الأمين العام للأمم المتحدة

أنطونيو غوتيريش