جديد 4E

استثمارات “الكتمان”

 

زياد غصن :

سلامات

وحده الغموض والكتمان يسمحان بالشائعات، يضخمان الأحداث، وينشران البلبلة في أوساط الناس.

وأنصع مثال على ذلك، عقود التشاركية والاستثمار الحكومية مع القطاع الخاص، التي لا يعرف المواطن مضمونها وغايتها إلا بعد أن تصبح ترند على شبكات التواصل الاجتماعي، وتتحول الحكومة بذلك من موقع المبادر المفترض إلى موقع المدافع، وغالباً ما تخسر هذه المعركة…

فما الذي يمنع الحكومة من أن تكون شفافة في تعاملها مع الرأي العام، تطرح بكل صراحة ما تفكر فيه وما تعمل عليه من خطط ومشروعات، وعندئذ لن يتاح للشائعات أن تنتشر، ولن يكون بمقدور أحد أن يجتهد بحس أو سوء نية.

في البداية ستكون هناك ردود فعل شعبية قاسية على ما تعلنه الحكومة بسبب ما خلفته سياسة الكتمان من تراكمات سلبية وشكوك واسعة، لكن تدريجياً سيعتاد الناس على هذه الخطوة، وينتقلون من مجرد الهجوم عليها بهدف انتقاد أداء الحكومة، إلى نقاش مضمونها وتقديم مقترحات وملاحظات قد تكون مفيدة غالباً.

إذا لم يكن لدى الحكومة ما تخاف منه أو تخفيه، وإذا كان ما تفعله يصب في خدمة الاقتصاد الوطني، فالأولى أن تكون شفافة في أعمالها ومشروعاتها وخططها… لا العكس كما تفعل حالياً.

ليخرج علينا وزير ما في هذه الحكومة، ويقول لنا بوضوح:

لماذا تم طرح هذه المؤسسة العامة للاستثمار الخاص، ولم تطرح تلك؟

لماذا تم إلغاء شركة إعلامية كانت قادرة حتى وقت قريب على تأمين رواتب عامليها، ولم يتم إلغاء شركة صناعية متوقفة عن العمل منذ عقدين من الزمن؟

هناك عشرات الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة حكومية صريحة ومقنعة، والتأخر أو التهرب من فعل ذلك يعني السماح للفضاء الافتراضي أن يتولى القيام بهذه المهمة، سواء أعجبتنا إجاباته أم لا.

دمتم بخير

الصفحة الأخيرة – شام إف إم