جديد 4E

بعد الكورونا … تعاون و سلام أم توترات و حروب ..؟

أحمد تكروني

كثرت في الآونة الأخيرة، التفسيرات و التحليلات و الاستنتاجات التي يذهب معظمها إلى أن العالم ما بعد كورونا سيكون مختلفا عما قبله، مع أن المنطق يقول أنه يجب حدوث تغيير فعلا، ولكن كم هو حجم هذا التغيير..؟ وما هي الآثار التي سيتركها مستقبلا على البشرية؟ هذا ما لا نعرفه. وإن كنت اعتقد أن التفاؤل زاد عن حده، ومن يتابع ما تم الحديث عن التغيير المقبل، وما كتب قد يدفع الإنسان الطيب للقول: أن الكورونا جاء نعمة على البشرية و إن حصد مئات الآلاف من الأرواح؟ المهم الخلاص من امريكا و جرائمها

فما فعلته أمريكا و دول الاتحاد الأوروبي التابعة لها ليس قليلا، وقد تكون ضحايا أعمالهم وما نتج عنها من فقر، ومرض، وقهر ، وتدمير وقتل وتحريض البشر على بعضهم البعض و استخدام كل الأسلحة الممكنة على دناءتها من عرقية و طائفية و …نتائجها المرئية و غير المرئية أكبر و أقبح من وباء الكورونا و أسقط.

رغم كل ما يجري من أحداث وتصرفات أمريكية قميئة موجهة نحو شركائها الاوربيين فان هؤلاء المتحضرين الذي نظن أنهم سيثأرون لأنفسهم، أو يتخذون على الأقل موقفا فيه شيئا من الكرامة ، كرامة شعوبهم، أو… لكنهم لم يفعلوا و أعتقد أنهم لن يفعلوا، فتلك الدول التي تسمى أوروبية استمرأت الذل و الاستعباد و استكانت ورضيت به بعيدا عن آلام شعوبها ومرارته كما الدول الخليجية المسماة عربية؟

أمريكا التي تأمرت مع الشركات الاسبانية التي تصنع الأجهزة والدواء لمكافحة وباء الكورونا لبيعها تلك الاجهزة، واستجابت تلك الشركات لجني المزيد من الربح، مستهينة بأرواح أبناء شعبها الأسبان.

 أمريكا التي حاولت بالشركات الألمانية فعل ذلك، لم تنجح.

أمريكا التي حاولت جاهدة تحويل ملايين الكمامات التي اشترتها فرنسا من الصين تمكنت من ذلك بعد أن كانت على متن طائرة تستعد للإقلاع من مطار شنغهاي إلى فرنسا و أمام أعين الفرنسيين أنفسهم.

أمريكا التي استنجدت بالصين لمدها بأجهزة التنفس الضرورية، و استجابت السلطات الصينية لها إنسانيا و رغبة في تخفيف وقاحتها لكن بعد أن مدتها بخبراتها و أجهزتها عادت لتوصم الصين بأنها هي مصدر الفيروس و قد أخرت العالم أكثر من ستة أسابيع لم تتحدث بها عن الوباء، الذي كان بالإمكان العمل لمجابهته، فردت الصين على تلك الأكاذيب، وأكدت أنهم أعلموا الأمم المتحدة و الأمريكان و غيرهم من الدول منذ البداية.

فهل نتوقع بعد كل ذلك أن يتغير العالم بعد الكورونا ذلك التغيير الكبير؟

الصين وروسيا وعشرات الدول طرحت في مجلس الأمن ضرورة رفع العقوبات الأحادية الظالمة عن إيران التي تعاني من الوباء وتجد الصعوبات الكثيرة في العمل للقضاء عليه و السبب يعود بالدرجة الأولى للعقوبات الأمريكية والتحايلات الأوروبية … وترفض أمريكا رفعها  و تؤيدها دول الاتحاد الأوروبي باستثناءات ضئيلة.

وما ينطبق على إيران ينطبق على سورية وفنزويلا و كوبا والدول التي لا تخضع للإرادة الأمريكية.

والسؤال هو إذا كانت عقوبات ظالمة فرضتها على دول فقيرة نامية دون سبب منطقي أو أخلاقي لم تقبل برفعها، فكيف تتنازل عن سدة العرش الذي تعتليه..؟ كيف تتنازل عن قيادة العالم بسهولة ؟ هل تقبل بعالم متعدد الأقطاب؟ هل تتخلى عن نهبها لخيرات الشعوب المستضعفة؟

ربما يحدث عكس توقعات الخبراء و المحللين الذين يتفاءلون بعالم جديد يسوده التعاون؟

إن الوقاحة الأمريكية التي نشهدها في أمكنة كثيرة من العالم و في سورية والعراق يجعلنا نتوقع منها فعل الكثير الذي يزيد العالم توترا وخرابا.