جديد 4E

أساساً.. لا يوجد أساس !!

العلم في الصغر كالنقش في الحجر، أليست هذه المقولة تبلغ مبلغ الحقيقة الثابتة أو القانون المتفق على صحته مثل القوانين الفيزيائية؟! طبعاً هي كذلك وكلنا متفقون على مدى أهمية تطبيقها، لكننا من الأقوام الذين يرددونها ببغائياً من دون أي محاولة.

يكمن السر الكروي إذاً حسب هذه القاعدة الذهبية في القواعد والأساس، أي في الفئات العمرية التي تكلمنا كلنا حول كونها الحل، ونقول: كلنا، رؤساء أندية وإدارات، ومدربون وفنيون، ولاعبون، وذوو خبرات، وإعلاميون رياضيون، بل ومشجعون، كلنا متفقون على هذا، ولكن أين هو الأساس في كل أنديتنا؟ أين أي نوع من العناية بالفئات العمرية التي هي الأساس، وبالتالي هي الحل ؟وأين دوري المدارس؟ بل وأين الرياضة كلها على بعضها في المدارس؟ أليست حصة فراغ مثلها مثل الفسحة؟ أليس لعب الكرة ممنوعاً في المدارس خلال الفسحة التي يجب أن يقضيها الطالب في أكل الأندومي والفلافل؟!.

نحن نداري الفشل المستمر والمتراكم ونعزوه إلى أسباب مؤقتة مثل انتقاد المدرب أو الإدارة أو النقص المالي وكلها أمور مؤقتة لأننا لا نريد أن نعالج المرض الدائم والمزمن، رغم أن علاجه سهل ومتاح، فإن إعداد فريق، يلزمه أولاً أن يتم زرع العقلية في المراحل العمرية المبكرة وهذا عمل من؟! إنه ببساطة عمل الإدارة المحترفة والمؤهلة لدور كهذا، وهذا ما نفتقده للأمانة في الكثير من الإدارات وليس كلها لكيلا نقع في فخ التعميم، ومن دون الحط من قدرات أحد أو جهوده.

كيف يبنى الأساس المتين؟ يبنى بواسطة الاحتراف من الإداريين في المقام الأول، فهم الأساس الذي تقف عليه اللعبة، ومن غير الممكن أن تتم إدارة كرة القدم وتحديداً مهمة بناء أساس من الفئات العمرية بالعقلية القديمة، فأين الجديد من القديم؟! وكيف نرجو أساساً متيناً من لا أساس ونحن ننظر إلى أمور النادي واللاعبين في الفترة المسائية بعد نهاية الدوام، وننتظر أن نصبح مثل غيرنا الذي يعمل صباحاً ومساءً بغية تحقيق طموحاته !!.

صحيفة الثورة – ما بين السطور – 30 آذار 2023م