جديد 4E

مسيلمة الكذّاب للقرن الواحد والعشرين وبامتياز : فرانك هوغربيتس

 

السلطة الرابعة – علي محمود جديد :

احتلّ الدجّال الهولندي فرانك هوغربيتس، منصة الشيطان بامتياز، فما اجتمع رجل وامرأة .. بل وما اجتمع اثنان إلاّ وكان هذا الفرانك ثالثهما في هذه الأيام العصيبة المشبعة بالقلق والترقب والخوف .. بل وبالهلع عند الكثيرين كارتدادات نفسية من هول الزلزال الذي حصل في السادس من شباط الماضي في سورية وتركيا، ومخاوف ارتداداته التي ما تزال مستمرة، ولا ندري كيف ظهر هذا الدجال الهولندي الذي توقّع حدوث الزلزال وبالصدفة حصل، فلم يعد يهدأ وكأن جنوناً مسّه بلا ضابط ولا رادع ليبدو كمن يمتلك ريمونت كونترول زلازل العالم، فراح يسيد ويميد، ولم يسمع لكل الاختصاصيين ولا للكثير من العلماء بأن أحداً لا يمكنه علمياً أن يحدد وقوع أي زلزال، ومضى بلا توقف يرعب الناس ويدب الذعر في نفوس الملايين، وهو سعيد – بمنتهى الهبل – بحجم اللايكات التي حصدها جراء ما يقترفه من الجرائم الإنسانية الموصوفة، فزعم بوقوع زلزال مدمر آخر في 22 شباط ولم يقع، كما زعم بحدوث زلزال غيره مدمر فظيع في الأسبوع الأول من آذار الجاري، وسيكون أفظع من ذلك الذي حصل في السادس من شباط، وسيصل إلى 8 درجات على مقياس ريختر، وتارة كان يقول في 3 أو 4 أو 5 آذار .. وتارة 6 أو 7 أو 8 آذار، وراح يكرج في تلك الأيام ويزلزلها، فدبّ الذعر في القلوب دون وازعٍ من ضمير وامتدّ هذا الذعر إلى العديد من الدول البلدان وفرانك الكذاب مستمر في توقعاته المجنونة بلا توقف، رغم انقضاء الأسبوع الأول وانقضاء يوم الثامن من آذار أمس دون أن يقع أي زلزال، فكذبته الأيام ولم يرتدع، وسخّفت مزاعمه الكثير من الردود عليه التي صدرت عن علماء ومتخصصين في العلوم الجيولوجية والأرضية ومع هذا لم يرتدع ، واستمرّ بوقاحته وأكاذيبه ودجله حتى بدا اليوم كمعتوهٍ نظامي يحتاج من حكومة بلاده أن تقوده إلى مصحٍّ عقلي لتعيده بذلك إلى صوابه ويتوقف عن ذاك الهراء الذي دبّ المزيد من الذعر والرعب في نفوس الملايين من الناس جراء أكاذيبه التي صار من خلالها ( كمسيلمة الكذاب ) الذي ادّعى النبوّة في زمن النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) فبدت أكاذيبه فاقعة جداً، ولكن بالنهاية كان له أتباع، ولو كان بذاك الزمان ما بزماننا من لايكات لربما كان من الصعب على مسيلمة أن يتفوّق بلايكاته على لايكات فرانك الذي هو الآخر ادّعى اختراق العلم في زمن العلم والعلماء، ولم يرتدع رغم كل التصويبات التي أوضحت خطأ نهجه وأقاويله، فبدا هو الآخر فاقع المزاعم، ولكن – بالنهاية مع الأسف – وجد من يصغي إليه  ..

آخر الهرطقات والردود

فرانك أطلق العديد من التنبؤات الجديدة، وتوقع أحداثا كبيرة تشهدها المنطقة، فيما يقول إنه يستند في معلوماته على حركة الكوكب.

وفي آخر فيديوهات مسيلمة القرن الواحد والعشرين توقع حدوث زلزال ومجموعة من الكوارث الطبيعية والعديد من التقلبات بالغلاف الجوي، وخاصة يوم الأربعاء 8 آذار / مارس 2023، وتوقع زلزالا يصل إلى 8 درجات، وقال: “الأسبوع الأول من شهر مارس سيكون حرجا للغاية”. ليتبيّن لنا اليوم ونحن الآن عند كتابة هذا المقال بعد ظهر التاسع من آذار، هرطقة كلامه وأكاذيبه.

رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية الجيوفيزقية في مصر، جاد القاضي، أثار انتباهه بأنه منذ وقوع زلزال تركيا وسوريا، كثرت الأقاويل والتنبؤات بشأن حدوث زلازل، وقد خرج علينا الكثيرون يقولون بقوع هزة أرضية عنيفة، الأمر الذي يدخل الرعب في نفوس المواطنين، وأصبح المواطن يهتم ويتابع جميع ما ينشر عن حدوث زلازل، ويتم ربطها بصورة غير صحية بزلزال تركيا”.

وقال القاضي في تصريحات صحفية: إن جميع الذين يتنبؤون بحدوث زلزال سواء في مصر أو خارجها، لا يستندوا إلى أي دليل علمي على كلامهم، وأن منهم ليس بعلماء زلازل.

وأضاف أنه “لم يتم رصد نشاط زلزالي غير معتاد، مؤخرا، وأننا لم نشهد أي زيادة في معدلات تسجيل الزلازل اليومية الذي يتم رصده، وأن الوضع والنشاط الزلزالي في مصر لا يشير إلى إمكانية حدوث زلزال مدمر في مصر”.

وشدد على أنه “لا توجد علاقة على الإطلاق بين حركة الكواكب والقمر بوقوع الزلازل، ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بحدوث زلزال”.

ولكن المسيلمة فرانك كان يقول : نرى تقاربا في هندسة الكواكب.. هذا الأمر سيكون مهما جدا وقد يحدث أيضا في اليوم الرابع والخامس، في اليوم الأول لدينا عطارد والشمس والمريخ معا. وستتبعهم في وقت مبكر من اليوم الثاني الأرض والزهرة والمشتري معا. وفي غضون 9 ساعات، سيكون هناك اقتران كوكبي آخر، يشمل الأرض أيضا. سيكون ذلك حرجا”.

وقد رد الدكتور زكريا هميمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي لأخلاقيات علوم الأرض، ورئيس اللجنة الوطنية للعلوم الجيولوجية بأكاديمية البحث العلمي، على توقعات ما يسميه البعض العالم الهولندي فرانك هوغربيتش، في حين أثبتت الوقائع أنه الجاهل الهولندي فرانك، وقال الدكتور هميمي بأنه لا يوجد لديه أي مقومات للتنبؤ أو التوقع بحدوث زلزال، مشيراً إلى أن فرانك ليس عالماً وليس لديه أي خلفية عن هذا الموضوع، وأن من له الحق في التحدث عن حدوث الزلازل، هم المتخصصون فقط في تشوهات أو تحركات القشرة الأرضية، والمتخصصون في علم الزلازل.

كما نفى عالم الجيولوجيا، فاروق الباز، إمكانية تعرض مصر لزال مدمر وقال إن “الأمر لا أساس له من الصحة”، مشيرا إلى أن الزلازل التي تشهدها سوريا وتركيا وبعض الدول المحيطة، بمثابة توابع للزلزال المدمر يوم 6 فبراير.

وقال صلاح الحديدي، أستاذ الزلازل بمعهد البحوث الفلكية والجيولوجية “إننا نشهد حرب شائعات وجميعها لا تستند إلى أي حقائق علمية”.

وهناك الكثير الكثير من الردود والتفنيدات المحلية والعربية والدولية التي تضحد مزاعم وتهويلات مسيلمة القرن الواحد والعشرين فرانك هوغربيتس.