جديد 4E

انتظار وترقب!

مازن أبو شملة :

ازدادت حدة الإثارة في الدوري الكروي الممتاز، وعاد التشويق والترقب، ولكن ليس من بوابة اتساع رقعة المنافسة، ولا من طريق ارتفاع حرارة المباريات ووصولها إلى درجة الغليان، فهذه الأمور باتت من المنسيات، ولكن من خلال الاعتراضات على التحكيم وحالات التوقف، كما حدث أمس الأول في مباراة الكرامة وضيفه جبلة، وعلى الرغم من أن اتحاد كرة القدم لم يبت في شأن هذه المباراة، وعلّق نتيجتها بما ستقرره اللجان المختصة المنبثقة عنه، بعد سماع الشهادات والاطلاع على تقارير الحكام والمراقبين، فإن البعض اعتبر أن المباراة لم تستكمل، وانسحب فريق الكرامة من الملعب، مطالبين أن يكون القرار الاتحادي حازماً وحاسماً، ويراعى فيه الإنصاف والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأندية، وبالتالي تطبيق اللائحة الانضباطية بدقة وحرفياً، الأمر الذي أثار حفيظة البعض الآخر، الذين أكدوا أن الانسحاب من المباراة لم يحصل، وأن الاعتراض على قرار الحكم باحتساب ركلة جزاء لفريق جبلة لم يصل درجة الانسحاب، وبقي جميع اللاعبين في الملعب، حتى أطلق الحكم صافرة النهاية، لذلك ومن وجهة نظرهم أن العقوبة الاتحادية يجب ألا تتجاوز خسارة المباراة قانونياً.

اتحاد كرة القدم مازال يمحص ويدرس ويستمع ويناقش، وجميع المهتمين والمتابعين والجماهير، ومعهم أندية الدوري الممتاز كلها تترقب القرار الاتحادي الفصل، وتنتظر ببالغ اللهفة والتشوق، ما سيقرره الاتحاد!!

فصل جديد من فصول مسرحية الدوري الكروي يوشك أن ينتهي، تاركاً الكثير من إشارات الاستفهام والتعجب؟!!والمزيد من التساؤلات والدهشة، سواء ما يتعلق بعمل اتحاد الكرة ولجانه المختصة، أم بالواقع التحكيمي الهش والأخطاء التحكيمية التي بات قسم لا يستهان به منها لا يندرج تحت بند الخطأ البشري!! أم بتفشي ظاهرة الاعتراض على التحكيم والانسحابات، والاستهانة بكل العقوبات الاتحادية الفاقدة للجدوى، والمجردة من عامل الردع!!

وهذا كله ليس إلا رافداً لتدني مستوى المسابقة وتدهورها الفني، وحالة الفقر المدقع الذي تعاني منه معظم الأندية، والتوقفات والتأجيلات الكثيرة التي طرأت على جدول المباريات، والتي سحبت من رصيد الدوري صفة الممتاز أولاً، ثم الدوري ثانياً، وجعلت منه مجرد نشاط كروي ومباريات لا طائل منها، ولا تقدم نتائجها ولا تؤخر، ولا تفرز لاعبين مميزين للمنتخبات ولا تصقل المواهب ولا تمنح الخبرة.

صحيفة الثورة – ما بين السطور – 29 / 1 / 2023م