جديد 4E

مجرد ثرثرة

 

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

زارني قبل أيام صديقي أبو الافكار الخنفشارية والاقتراحات العجيبة وقال: هل تعلم بأني وقعت عل حل سحري يمكن أن يحل أزمة المرور ويخفض نسبة التلوث البيئي ويقلل التشفيط في الشوارع وعسكرة الزعران أمام مدارس البنات، ويمكن أن ينهي الحالة الشاذة لبيع البنزين على الطرقات العامة بضعف سعره الرسمي، والأهم من كل ذلك أنه “يجلط” عدداً لا بأس به من ناهبي المال العام، وبالتالي هو يوفر مبالغ ضخمة تتكبدها خزينة الدولة دون فائدة.. ؟!

قلت: يا عفو الله “من أين لك هذا”، قصدي كيف وقعت على حل سحري وأنت لا تبرح معتقلك الاختياري “منزلك” إلا في حالات الضرورة القصوى، ولا شغل لك إلا “الفزلكة” على مواقع التواصل الاجتماعي وإهداء المجاملات المجانية لمن يستحق ولا يستحق..؟!

قال: القضية بسيطة ولا تحتاج إلا إلى قرار شجاع..!

قلت:  شوقتني كثيراً لسماع اقتراحك العجيب وإذا أعجبني سأسكبه في وجوه قراء موقع السلطة الرابعة في أسرع وقت ممكن عله يطبق على أرض الواقع..!

قال: اقترح أن يتم تخفيض مخصصات السيارات الحكومية التي تملأ البلد، شرط أن تستثنى السيارات المخصصة للخدمة العامة كالإسعاف والاطفاء والنجدة بالإضافة إلى سيارات ترحيل القمامة وسيارات نقل الموظفين والعمال الحقيقيين إلى أماكن عملهم ووظائفهم.

قلت: لقد صمت دهرا ونطقت كفرا.. فهل أنت واع لخطورة ما تقول..؟!

قال: بالطبع أنا أعي ذلك، فلدي معارف مخصصون بمثل هذه السيارات لا شغل لهم إلا بيع البنزين الحر بالطرقات، في حين ينتظر المواطن العادي عشرين يوما لتعبئة سيارته ب 25 ليترا “مدعوما” ونحو شهرين لتعبئتها ب 20 ليترا من البنزين المباشر، وهناك مسؤولون يسمح لهم بتعبئة ألفي ليتر مازوت لأغراض التدفئة، في حين مازال الكثير من المواطنين يحلمون بخمسين ليتر فقط للتدفئة في هذا الشتاء القاسي، وهذا يعني أن العدالة مختلة لصالح شريحة من علية القوم..؟!

قلت: ولكن هذه هي امتيازات يحصل عليها أصحاب المناصب والمواقع من أجل زيادة الانتاج وتحسين قدرتهم على الابداع والارتقاء بالوضع العام والخدمة العامة..؟!

فقال: بالله عليك، ماذا تقدم “الصياعة” في الشوارع والملاهي والمطاعم والشاليهات والفنادق الفخمة بسيارات حكومية من أحدث الماركات والموديلات، وماذا يمكن أن يبدع هؤلاء في هذه الأماكن سوى هدر الأموال العامة المنهوبة على شهواتهم ونزواتهم، أليست “جريمة”  أن يكون لدى أحدهم اسطول من السيارات المخصصة لخدمته وخدمة عائلته وأقاربه وذويه بوقود مجاني، في حين لا تجني الدولة من خلفه سوى الاستياء الشعبي جراء قراراته “البلهاء” التي تزيد الوضع سوءاً…!

لا أنكر أن كلام الصديق قد هزني قليلا وحرك في داخلي مشاعر مكبوتة، لكنني فضلت ألا أتبنى منه حرفا واحدا، وذلك مخافة أن يأكل الصدأ أسطول السيارات المركون في مرآب منزلي..!

أصدقائي الأعزاء أرجو أن تعتبروا ما قاله الصديق مجرد ثرثرة عاطل عن العمل لا تقدم ولا تؤخر، فلا أنا سمعت ولا أنتم قرأتم.. وفهمكم كفاية..!