المحامية رؤى رمضان :
قبيل المغرب بقليل وصلت كراجات العباسيين أكثر نقطة مزدحمة في سورية بالهموم و الناس و الحافلات و الدراجات النارية و لكنها في هذا التوقيت كانت شبه خاوية من الركاب و المواصلات
بحثت في وجوه الواقفين عن أحد مِن سكان عدرا لتقوم بتدبير حافلة تقلنا الى بيوتنا لم أَجِد
و بعد انتظار نصف ساعة رأيت وجها مألوفا سألته إن كان ذاهبا إلى عدرا فأجاب نعم
و انضم إلينا طفل شديد النحول لا يتجاوز عمره العاشرة
قال لي
/خالة أنا واقف من الساعة 4العصر و ما لقيت مواصلات/
اتفقت مع الرجل على أن نستأجر سيارة تكسي
طلب السائق الاستغلالي 5000ليرة لكل راكب
قال لي الطفل بنبرة حزن (يبدو أنه لا يملك نقودا )
خالة انتو طلعو انا بدّي انتظر السرفيس
قلت له لا ستركب معي في المقعد الأمامي و سيتسع المقعد لي و لك
انطلقت السيارة كنت أنوي أن أسأله لماذا أنت وحدك يا صغيري بعيدا عن منزلك حوالي 20كم و ماذا تفعل في هذا الوقت المتأخر ؟
و لكنه نام .. أسند رأسه بشعره الأشعث على كتفي أحطته بذراعي بقوة و نامت معه كل أسئلتي التي أعرف أجوبتها سلفا