جديد 4E

خبير سياسي سوري: انتصار سوريا يفرضها كلاعب اساسي على المستوى الاقليمي والدولي

مهند الحاج علي

السلطة الرابعة – 4e :

قال المحلل السياسي والعضو السابق في مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي ان موقع سوريا الجغرافي وانتصارها على اكبر معركة في التاريخ على الارهاب، يفرضها بقوة كلاعب اساسي على المستوى الاقليمي والدولي، وهذا ما حدث .

وفي حديث مع “شفقنا العربي” استعرض النائب السوري السابق مهند الحاج علي أحدث التطورات على الساحة السورية بما فيها صمود سوريا وكذلك اليمن امام العدوان والارهاب والانجازات التي حققاها في الحرب ضد الارهاب وأكد أن موقع سوريا الجغرافي وانتصارها على اكبر معركة في التاريخ على الارهاب، يفرضها بقوة كلاعب اساسي على المستوى الاقليمي والدولي.

و بخصوص تطورات سوريا والاجتماعات التي شهدتها المنطقة في الآونة الاخيرة بما فيها قمة بغداد بحضور دول الجوار للعراق وسوريا مثل فيها ايران وتركيا وغياب سوريا عنها شدد الخبير السياسي السوري ان سوريا كانت حاضرة بقوة في قمة بغداد.

واضاف : صحيح ان سورية لم تكن حاضرة في هذا الاجتماع بشكل مباشر ولكن كانت حاضرة من خلال التواجد الايراني، حيث رأينا كيف ان السيد وزير الخارجية الايراني توجه الى سوريا مباشرة بعد الاجتماع والتقى الرئيس الاسد من أجل ان يضعه في صورة ما حدث، وكيف أن الجميع لا يمكن ان يغفل دور سوريا الجيو سياسي والجيو اقتصادي الذي تؤثر من خلاله على دول الجوار وتتأثر به، وعلى ذلك نؤكد أن سورية كانت حاضرة وبقوة، يبدو انه كانت هناك ضغوط امريكية لمنع توجيه دعوى الى سوريا كما ان التواجد التركي وتواجد بعض وفود دول ناصبت العداء لسورية اثر في القرار ، فلا يمكن بعد ما حدث في سوريا ان تجلس مع الخصوم وكأن شيئاً لم يكن، هناك ترتيبات وابداء حسن نية من دول جوار سوريا إذا ارادت فعلا ان تتجاوز المرحلة السابقة. كما ان الأشقاء الايرانيين ، حلوا محل الوفد السوري وتكلموا بلسان حال سوريا بالتنسيق مع القيادة السورية . فحل ازمات كل المنطقة العربية ينطلق من سوريا.

وبشأن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي ونظيره التركي في موسکو قال مهند الحاج علي: ما رشح عن هذا اللقاء قليل، ولكن يبدو ان اردوغان كان يستجدي من القيادة السورية عبر الاصدقاء الروس تأجيل عمليات ادلب، لعدة اهداف سياسية اهمها الانتخابات المقبلة البرلمانية والرئاسية لاردوغان، لان اردوغان داخليا لا يتحمل اي هزيمة عسكرية في ادلب وستؤدي الى انعكاسات سياسية خطيرة ، وخصوصا امام مناصريه . لذلك بدأ التلويح بعد ان اصطدم بصلابة القرار السوري، بأنه سيحرك بعض القوات الى منطقة تل رفعت بحجة وجود التنظيمات الانفصالية الكردية .

وبعد التماسه اصرار الجيش العربي السوري على المواجهة ، وحتى الذهاب الى حرب مفتوحة معه ، وايضا هذه كلفة لا يتحملها اردوغان لا سياسيا ولا حتى دوليا ، يرسل له الاصدقاء الروس طوق نجاة من خلال عقد مؤتمر استانة القادم، من اجل الضغط عليه اكثر ، لتنفيذ وعوده في ادلب .

وتعليقا على الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد إلى دمشق قال الخبير السياسي السوري الامارات من الدول العربية التي لم تقطع العلاقة مع سوريا، وكان التنسيق الأمني مستمر طيلة فترة العدوان على سوريا وفتحت السفارة الاماراتية في دمشق منذ اكثر من ثلاثة اعوام.

واوضح ان زيارة السيد وزير الخارجية الإماراتي والوفد المرافق له تعبر عن طيب العلاقات السورية الاماراتية ، وتنتقل بها الى تطوير العلاقات الاقتصادية الذي فيه دعم كبير للشعب السوري بعد عشر سنوات حرب، وانفتاح اكثر على سوريا، لان القطيعة مع سوريا تؤثر اقتصاديا على كل دول المنطقة .

وشدد بالقول : إن الامارات فعلا تلعب من تأسيسها دورا مهما في المنطقة من خلال سياسة تقريب وجهات النظر بين الفرقاء ، ولا ننسى الدور الايجابي الذي لعبته تجاه ايران، والانفتاح عليها، على عكس موقف بقية الدول الخليجية ، والآن نستطيع ان نقول انها تقود لواء الانفتاح على سوريا من منطلق سياستها السلمية .

كما لا ننسى انها سحبت قواتها من ما يسمى الحلف العربي من اليمن ورفضت الاستمرار في هذا العدوان الذي يشن على الشعب اليمني .

من هذه المنطلقات المبدئية نفهم موقف الامارات المتحدة من سوريا ، وبالتالي الامارات تدفع الجميع للاعتراف بالانتصار السوري .

وفي جانب اخر من الحوار سلط العضو السابق في مجلس الشعب السوري الضوء على مستقبل علاقات سوريا مع جوارها بما فيها العراق و الاردن ولبنان في ضوء المشاريع الاقتصادية بما فيها نقل النفط والغاز الى لبنان عبر الاراضي السورية واوضح : هذا المشروع هو قديم وليس بجديد توقف في فترات العدوان على سوريا كون ان الجماعات الارهابية سيطرت على بعض المناطق التي يمر بها هذا الخط .

واوضح ان موافقة سوريا على اعادة مد خط الغاز والكهرباء عبر اراضيها الى لبنان، يأتي من رغبة سورية للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني، وان السياسية السورية سياسة غير انتقامية، رغم ان بعض الاحزاب اللبنانية كانت وما زالت تناصب العداء لسوريا، وتفضل التعامل مع الكيان الصهيوني، على التعامل مع سوريا .

 

اما بالنسبة للعلاقات مع الاردن، رأت سورية تغيرا في الموقف الاردني اتجاهها وانا اعتقد ان هذا الموقف قد تغير نتيجة الارتدادات الاقتصادية والامنية على دول الجوار نتيجة الصمود السوري، لذلك كانت هناك مواقف ايجابية من العاهل الاردني، وبادلتها بالمثل من منطلق ايمان سوريا بانتمائها العربي وحسها القومي ومن منطلق مصالح شعبها في اعادة انعاش الاقتصاد السوري الذي تضرر نتيجة الحرب.

وكان ترحيب بعض الدول العربية بما فيها العراق والاردن والجزائر بعودة سوريا الى جامعة الدول العربية ضمن القضايا التي استعرضها الخبير السياسي مهند الحاج علي حيث قال: ان الصمود السوري اليمني قوض تماما المشروع الامريكي للمنطقة ، واصبح غير قابل للتنفيذ بل على العكس كون سوريا واليمن جزء من محور المقاومة ، فإن هذا الصمود أعطى قوة اكثر نحو قضية هذا المحور وبالتالي فعلا اصبح العدوان على سورية واليمن معركة تستنزف الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وليس العكس.

اما بالنسبة للجامعة العربية ، اذا كانت الجامعة تريد العودة لدمشق ، فلا مشكلة في ذلك ، لأنه بصراحة اعتقد ان هناك رغبة عربية كبيرة ، بإعادة الثقل السياسي الدولي لهذه الجامعة، الذي فقدته نتيجة تجميد عضوية سورية في الجامعة بطريقة غير قانونية، وسوريا لن تنفصل ابدا عن واقعها العربي والاقليمي .

واعتبر العضو السابق في مجلس الشعب السوري استهداف قاعدة التنف وهي أخطر قاعدة أميركية في شرق المتوسط تحولا جديدا في نوعية رد محور المقاومة على الاعتداءات الامريكية ، واختيار التنف ، فيه تطبيق لقرار قادة محور المقاومة بإخراج القوات الامريكية من المنطقة خاصة بعد اغتيال الجنرال سليماني .

واختيار هذه القاعدة تحديدا فيه رسالة للأمريكي ان أيام الوجود في هذه المنطقة باتت معدودة ، كما أن طبيعة الرد اختلفت، وهي رسالة من محور المقاومة للأمريكي بأن المحور يمكن ان ينتقل من حالة الردع الى التحرير .

وبالتالي هي رسالة واضحة للأمريكي بان ايامه باتت معدودة في المنطقة وانا واثق ان ادارة الديمقراطيين غير قادرة على تحمل كلفة الدم الناتج عن اي مقاومة اتجاه قواتها . لذلك هي تماطل فقط للحصول على ورقة تحفظ بها ماء وجهها اثناء الخروج من سوريا .

 

عن الموقع العراقي ( شفقنا العربي )

الحوار من ليلي . م . ف / نُشر بتاريخ 25 تشرين الثاني / نوفمبر 2021م