السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:
دخل عليّ صديقي المتفائل فوجدني متكدرا متجهماً أتفحص “فيش” الراتب، فقال: أراك عصي الدمع شيمتك الصبر..فما قصتك؟
فقلت: لعل الشاعر أبا فراس الحمداني ينوب عني بالإجابة على سؤالك الغليظ في بيت آخر..!
فقال: هل تقصد “وهل بفتى مثلي على حاله نكرُ”..
قلت: نعم..وهل هناك أحد في العالم يستطيع أن ينكر الكوارث التي تحيط بنا من كل حدب وصوب..!
فقال: أنت لا تتغير أبداً ..ولا تريد أن تنظر إلى النصف الملآن من الكأس..يا أخي انظر حولك واسمع الأخبار الجيدة..!
قلت: أخبار جيدة.. وما هذه الأخبار الجيدة التي تستحق أن استمع إليها..؟ّ
قال: هناك عضو في المجلس طالب الحكومة بزيادة الرواتب..؟!
قلت: صح النوم…ومتى كانت الحكومة تستمع إلى المجلس وتعيره أي اهتمام إذا كان الشعب كله خارج أجندتها..؟!
فقال: كلامك مبالغ فيه.. وهناك أدلة كثيرة تدحضه..!
قلت: افدنا يا حكيم زمانك..؟!
فقال: هناك إنجازات كثيرة تخص الشعب حدثت.. وأخرى ستحدث.. وأخرى موعودون بحدوثها، فمثلا: سيتوفر زيت دوار الشمس في صالات السورية للتجارة بأسعار منافسة اعتباراً من الأسبوع القادم وما عليك إلا انتظار الرسالة..؟!
قلت: هذا خبر جيد فهل هناك من مزيد..؟!
قال: بعد أن تم “تعديل” سعر اسطوانة الغاز ستصبح متوفرة وستتقلص مدة الرسالة إلى أربعين يوماً..؟!
قلت: وماذا لديك أيضاً ..؟
قال: بعد رفع أسعار الكهرباء سيتحسن التقنين قليلاً وسنستفيد – حسب وزير الكهرباء – قليلا من خط الغاز العربي المغذي للبنان..؟!
قلت: هل هناك شيء يخص الرواتب والأجور ..ولاسيما أنها تحتاج إلى معجزة كي تغطي الحد الأدنى من احتياجات أمثالنا..؟!
قال: هناك دراسة لتحسين الرواتب والأجور حسب وزير المالية بانتظار توفر موارد إضافية تغطيها، وهناك برنامج دعم جديد مطلع العام القادم لن يكون نقديا سيتوجه إلى الشرائح المستحقة..؟!
فقلت: وماذا عن المسؤول الذي تم الاحتيال عليه بمليار ونصف مليار ليرة سورية ..هل سيسأله أحد من أين لك هذا يا هذا..أم سيقوم الشعب بتعويضه عن الخسارة !
فقال: لا معلومات لدي حول هذا الأمر.. ولكن أنصحك بعدم التطاول على الشرفاء..فهناك شاعر يقول: لسانك لا تذكر به عورة امرئ……فكلك عورات وللناس ألسن
وعاشِرْ بِمَعروفٍ وسامِحْ مَن اعتَدى… ودَافع ولكن بالتي هِيَ أحسَنُ
فقلت وهناك شاعر آخر يقول:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته……………وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
ويقول آخر: إذا امتلأت كف اللئيم من الغنى….تمايل إعجابا وقال أنا انا.
هامش:
تراجع السيد وزير حماية المستهلك عن وعده بتوفير الغاز رغم رفع السعر وتذرع بأزمة الغاز في أوروبا.