جديد 4E

للتفاؤل حدود..!

 

عبد الحليم سعود:

لا أنكر بأن حدث تشكيل الحكومة الجديدة قد دفعني لتغيير موضوع الزاوية هذا الأسبوع بالنظر لأهمية الموضوع وعلاقته المؤثرة بحياتنا اليومية والمعيشية، فالتغيير الحكومي – كما يعلم الجميع – قد طال أهم وزارة معنية بأحوال الناس “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، وهذا “ربما” يدعو إلى بعض التفاؤل عند شريحة من الناس، فالوزير القادم – من خلال متابعتي لما يكتب على صفحته الفيسبوكية – يتشارك مع الناس التعبير عن تذمره من الأوضاع المعيشية والخدمية، ويطرح حلولا للكثير من المشكلات التي نعاني منها ، وأتمنى صادقاً أن تتاح له فرصة تطبيق نظرياته على أرض الواقع – كي لا يضيع هذا القليل من التفاؤل هدرا كما يضيع الكثير من وقت الناس على أبواب ونوافذ العديد من المؤسسات والمديريات التابعة لوزارته.

لا يختلف سوريان – حتى لو كان أحدهما مؤيداً والآخر معارضاً – حول فشل أداء الوزراء السابقين في هذا المنصب في التقليل من المنغصات المعيشية المتعلقة بحياة وقوت المواطن السوري، بل يرى الكثيرون أن بعض القرارات التي اتخذتها وزارة حماية المستهلك في السنوات الماضية فاقمت الأوضاع سوءاً لدى معظم السوريين ولا سيما في موضوع الخبز ومسألة توطينه على البطاقة الإلكترونية، وقد يكون الاختبار الأهم الذي ينتظر الوزير الجديد هو “رغيف الخبز”، وهنا لا بد من حل ثلاثة قضايا وهي حالة الرغيف المتردية، والازدحام والفوضى أمام المخابز، والسوق السوداء الرائجة حالياً، حيث تباع ربطة الخبز بجانب المخبز بخمسة أضعاف ثمنها الرسمي، وسابقاً كانت تباع بعشرة أضعاف ..وهي نسبة ربح  قياسية لا يقبلها مجنون ولا يتحملها عاقل..؟!

الوزير الجديد هو وزير اتصالات سابق، وسبق أن عمل في شركة مايكروسوفت الأميركية للبرمجيات وساهم في تأسيس الجمعية السورية للمعلوماتية، وهذا يعني أن لديه خبرة كبيرة بالمعلوماتية ويمكنه حل ألغاز البطاقة الإلكترونية التي باتت الشغل الشاغل للسوريين على مدى ال 24 ساعة.

السيد الوزير تعهد بالعمل ليل نهار على المحاور الكثيرة لوزارته ضمن جدول زمني، واعتبر أن جدول أولوياته يبدأ بالفقراء وتأمين قوتهم بكرامة وعزة تليق بمقامهم العالي.

وأهم ما قاله الوزير على صفحته بأنه لن يبرر لنفسه أو لفريقه أي شيء وسيصارح المواطنين بكل شيء، وسيبتعد عن الظهور الإعلامي للدعاية.

ومما كتبه الوزير على صفحته قبل تعيينه “عندما نقول أن رفع أسعار المازوت والخبز قد وفر ما يقارب التريليون ليرة في العام وأن زيادة الرواتب قد كلفت تريليون ليرة فهذا يعني عدم توفير شيء، ويعني ارتفاع أسعار كل شيء، وانتقد الوزير آلية توزيع الخبز الجديدة قائلا: “آلية توزيع الخبز الجديدة الرديئة وكمياتها لن تحسن أو توفر شيئاً فالدقيق مدعوم وهو باب للسرقة وإمكانية التلاعب على الآلية الجديدة ما تزال نفسها، ويقترح الوزير لحل هذه المشكلة تحرير أسعار الخبز مقابل دفع مقابل نقدي لكل مستحق للدعم عبر الدفع الالكتروني المتاح والممتاز.

أما بخصوص الكهرباء فيقول: بلدنا يولد حاليا أقل من 2500 ميغاوات وهو يحتاج إلى 10 آلاف ميغاوات، لذا علينا أن نعلم أن كلفة 7500 ميغاوات باستخدام الطاقة الشمسية فقط يكلف ما لا يقل عن 120 مليار دولار وسيستغرق عشرين عاماً على الأقل.. وهذه رسالة مباشرة لأصحاب الطاقة الشمسية الذين صرعونا في الأيام الماضية..!!

يملك الوزير الجديد الكثير من الأفكار الجذابة لتحسين الأوضاع المعيشية للناس ومعالجة الخراب المتراكم في وزارته ووزارات أخرى، ولكن السؤال الكبير هل تستطيع هذه الأفكار أن تخترق الرؤوس الإسمنتية الحامية للفساد أو تؤثر فيها ..؟  علينا أن ننتظر لبعض الوقت رغم أني – على الصعيد الشخصي – شبه متأكد من أن البيان الوزاري جاهز وأن حجم التفاؤل “محدود” للغاية ….!!