جديد 4E

قطع المحتل التركي ومرتزقته المياه عن مليون إنسان في الحسكة مازال مستمراً ويتفاعل

الاتحاد البرلماني العربي يدين الممارسات التركية غير الإنسانية بتكرار قطع إمدادات المياه عن محافظة الحسكة

الاتحاد يطالب تركيا باحترام علاقات حسن الجوار وعدم زج المدنيين الأبرياء في تصفية حساباتها السياسية والعسكرية

الاتحاد يهيب بالأسرة الدولية بكل أطيافها ومنظماتها المعنية بحقوق الإنسان لتمارس الضغوط الفورية على السلطات التركية لوقف هذه الانتهاكات

الاتحاد يطالب السلطات التركية أن تتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والدينية وأن تبادر فوراً إلى استئناف إمدادات المياه إلى المناطق السورية

حرمان سكان محافظة الحسكة من إمدادات المياه ينذر بكارثة إنسانية لن تقف عند الحدود السورية بل ستنعكس آثارها السلبية على كل المنطقة

رئيس مجلس الشعب السوري حمودة الصباغ يوجه 48 رسالة حول قطع تركيا مياه الشرب عن سكان الحسكة

مجلس الشعب

الحكومة السورية تعلن إدانتها الشديدة للممارسات التركية الوحشية المتكررة بقطع مياه الشرب من محطة عللوك عن مدينة الحسكة وضواحيها

سورية تدعو المنظمات الدولية للضغط على الاحتلال التركي لوقف ممارساته الإجرامية بقطع المياه عن المواطنين في الحسكة

خليل اقطيني

*السلطة الرابعة ــ خليل اقطيني: 

*مازالت قضية إقدام الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة له على توقيف محطة مياه عللوك وقطع المياه عن السكان المستهدفين من هذه المحطة في منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها البالغ عددهم مليون إنسان، تتفاعل على مختلف الصعد المحلية والإقليمية، وذلك لأن هذه المشكلة مازالت قائمة حتى كتابة هذه السطور ولم يتم حلها إلا جزئياً، وبالتالي عدم تشغيل محطة مياه عللوك بكامل طاقتها، وضخ كميات قليلة منها باتجاه محطة ضخ الحَـمّـة ومنها إلى السكان     المستهدفين.

*الاتحاد البرلماني العربي يصدر بياناً

صقر غباش – رئيس الاتحاد البرلماني العربي

والجديد في هذه القضية هو دخول الاتحاد البرلماني العربي على الخط، وإصداره بياناً شديد اللهجة يستنكر فيه “الممارسات التركية المتمثلة في القطع المتعمد والمتكرر لإمدادات مياه الشرب عن محافظة الحسكة وضواحيها السكنية”.

وقال الاتحاد في بيان صادر عن رئاسة الاتحاد البرلماني العربي باسم الاتحاد وحمل توقيع رئيس الاتحاد البرلماني العربي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى السلطة الرابعة نسخة منه: “إن هذه الممارسات تحصل في وقت تشهد فيه المنطقة ارتفاعاً بدرجات الحرارة وفي شهر رمضان، إضافة إلى الوضع الصحي المتفاقم بسبب انتشار فيروس كورونا، والحاجة الملحة للمياه، ومع كل ما تنطوي عليه هذه الممارسات من صور التعذيب للبشر، والتبعات الكارثية لحرمان المدنيين الأبرياء من مياه الشرب، لاسيما النساء والأطفال وكبار السن”.

بيان الاتحاد البرلماني العربي

وطالب الاتحاد الحكومة التركية “باحترام علاقات حسن الجوار وعدم زج المدنيين الأبرياء في تصفية حساباتها السياسية والعسكرية”.

واستذكر الاتحاد “ما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة وأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان من حماية لحقوق الأشخاص المدنيين وقت الحرب، حيث ينبغي على جميع أطراف النزاع المسلح حماية مرافق الحياة الأساسية لإدامة حياه المدنيين، بما فيها تلك المتصلة بتوزيع المياه والصرف الصحي”.

وأهاب “بالأسرة الدولية بكل أطيافها ومنظماتها المعنية بحقوق الإنسان، لتمارس الضغوط الفورية والعاجلة على السلطات التركية لوقف هذه الانتهاكات، ولتتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية والدينية، وأن تبادر فوراً إلى استئناف إمدادات المياه إلى المناطق السورية التي حرمتها من تلك المياه، منعاً لكارثة إنسانية لن تقف عند الحدود السورية، بل ستنعكس آثارها السلبية على كل المنطقة المحيطة بهذا الصراع.

وأعرب الاتحاد البرلماني العربي عن دعمه لجميع الجهود والمساعي الهادفة لحل سياسي يعيد للجمهورية العربية السورية سلامها وأمنها ودورها المحوري في المنطقة العربية والعالم، بوصفها ركناً أساسياً في العمل العربي المشترك، ولضمان الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والشرق الأوسط”. 

والاتحاد البرلماني العربي منظمة برلمانية عربية تتألف من شُعب تمثل البرلمانات والمجالس العربية. تأسس في حزيران ــ يونيو عام 1974.

48 رسالة باسم مجلس الشعب السوري

وكان رئيس مجلس الشعب السوري، حمودة الصباغ، وجه 48 رسالة باسم مجلس الشعب إلى أمين عام الأمم المتحدة ورؤساء الاتحادات والمنظمات البرلمانية الدولية والجمعيات البرلمانية الإقليمية والعربية ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.

وقال صباغ فيها: “استنكر الجريمة النكراء والمستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بقطع مياه الشرب عن محافظة الحسكة وجوارها”.

ودعا في رسائله إلى الضغط على النظام التركي لوقف “جريمته بحق السكان الآمنين”.

وطالب صباغ “بضرورة ممارسة كل أشكال الضغط على النظام التركي المحتل للإيقاف الفوري لهذه الجرائم النكراء وإيصال مياه الشرب فوراً إلى أكثر من مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة وجوارها”.

الحكومة السورية تدين الممارسات التركية الوحشية

وجددت الحكومة السورية إدانتها الشديدة للممارسات التركية الوحشية المتكررة بقطع مياه الشرب من محطة عللوك عن مدينة الحسكة وضواحيها داعية المنظمات الدولية للضغط على سلطات الاحتلال التركي لوقف هذه الممارسات ولتسليط الضوء على تداعياتها الكارثية على السوريين ولإعادة ضخ المياه من المحطة فوراً.

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها: تستمر قوات الاحتلال التركي ومرتزقته بممارساتهم الإجرامية وانتهاكاتهم بحق المدنيين السوريين من أهالي محافظة الحسكة حيث قامت مجدداً بقطع مياه الشرب من محطة علوك عن المدينة وضواحيها لأكثر من 16 يوماً على التوالي عن أكثر من مليون سوري بالرغم من الوضع الصحي الحرج المرتبط بجائحة كوفيد 19 والحاجة للمياه، للشرب وللمحافظة على النظافة في وقت تشهد فيه المنطقة ارتفاعاً كبيراً بدرجات الحرارة في شهر رمضان المبارك ما فاقم بشدة من المعاناة الكبيرة لسكان مدينة الحسكة وضواحيها.

وتجدد الحكومة السورية إدانتها الشديدة لهذه الممارسات التركية الوحشية المتكررة التي تجاوز عددها الـ 23 مرة منذ شهر تشرين الأول 2019 والتي تنتهك أحكام القانون الدولي الإنساني خاصة ما يتعلق بعدم جواز استخدام المياه كسلاح حرب وهو الأمر الذي تتعمده قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الجماعات الإرهابية المسلحة علاوة على انتهاكها لأحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يضمن حق كل إنسان بالوصول إلى مياه الشرب الآمنة باعتباره من الحقوق الأساسية الواجب احترامها من قبل جميع الدول وباعتباره حقاً أساسياً يضمن الحق بالحياة والحق بالتمتع بالصحة ولاسيما في سياق التحدي المتمثل بالتصدي لجائحة كوفيد 19.

تأمين مياه الشرب من الصهاريج

 تدعو الجمهورية العربية السورية المنظمات الدولية ولاسيما منظمة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر للضغط على سلطات الاحتلال التركي لوقف هذه الممارسات الإجرامية بحق السوريين الأبرياء في محافظة الحسكة ولتسليط الضوء على هذه الانتهاكات وعلى تداعياتها الكارثية على المواطنين السوريين ولإعادة ضخ المياه من محطة علوك فوراً.

*استدعاء ممثلي وكالات الأمم المتحدة

كما استدعى نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور بشار الجعفري ممثلي المنسق المقيم للأمم المتحدة ووكالات الأمم المتحدة العاملة في سورية وممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية وأطلعهم على خطورة الأمر وطلب منهم التحرك العاجل لدى رؤسائهم في نيويورك وجنيف لوقف هذا التصعيد التركي غير المبرر تجاه المواطنين السوريين في محافظة الحسكة.

*بانتظار الحل الجذري والشامل

ومن الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال التركي والمجموعات المسلحة التابعة لها تُـقْـدِم للمرة الثالثة والعشرين ولفترات زمنية طويلة بعضها وصل إلى 35 يوماً منذ احتلال منطقتي رأس العين وتل أبيض في الجزيرة السورية في التاسع من شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019 على قطع مياه الشرب عن سكان منطقة الحسكة وضواحيها وتل تمر وقراها البالغ عددهم نحو مليون إنسان.  

جانب من محطة مياه عللوك

وهذه المرة يعود السبب إلى التعديات الحاصلة على خط التغذية الكهربائية للمحطة. وذلك بقيام المجموعات المسلحة بمد خطوط غير نظامية باتجاه القرى والمزارع في منطقة رأس العين المحتلة، من أجل استخدام الكهرباء بتشغيل الآبار الارتوازية التي تقوم تلك المجموعات باستخدامها لري الحقول والأراضي الزراعية التي استولت عليها من أصحابها الشرعيين بعد تهجيرهم قسرياً من المنطقة.

وقد أدت الجهود التي بذلت إلى عقد اتفاق مع الجانب التركي برعاية الأصدقاء الروس يقضي بإزالة التعديات الحاصلة على خط التغذية الكهربائية لمحطة مياه عللوك وإعادة تشغيل المحطة وضخ المياه باتجاه السكان المستهدفين. لكن الذي حصل أن هؤلاء السكان بقوا ينتظرون وصول المياه إليهم يوماً اثر آخر دون جدوى، بسبب تأجيل الضخ باتجاههم عدة مرات لعدم امتلاء خزانات التجميع في محطة ضخ الحَـمـّة. والسبب في ذلك يعود إلى عدم التزام الجانب التركي ومرتزقته وكما جرت العادة بالاتفاق الذي تم إبرامه برعاية الأصدقاء الروس. فعدد الآبار العاملة في المحطة هي 6 آبار فقط من أصل 30 بئراً، كما تقوم مضخة واحدة فقط من أصل 12 مضخة بضخ المياه باتجاه محطة ضخ الحَـمـّة. وهي ليست كافية لملء خزانات المحطة ومن ثم ضخ المياه باتجاه الأحياء المستهدفة حسب برنامج التقنين المقرر. وباختصار تقوم مؤسسة المياه حالياً كل عدة أيام بضخ كمية قليلة من مياه الشرب لا تغني ولا تسمن إلى السكان، أي أن المشكلة مازالت قائمة وبانتظار الحل الجذري والشامل. 

aqtini58@gmail.com