جديد 4E

حتى لو كانت !.

محمد أحمد خبازي

    يتنامى الحديث في الشارع السوري اليوم، عن جدوى الإجراءات الحكومية الأخيرة، لتخفيض سعر صرف الدولار، بما فيها  إغلاق شركات صرافة للحوالات الداخلية والخارجية، والإبقاء على عدد محدود منها  ، وتدخل المصرف المركزي  لكبح جماح الأخضر الطيار وجنونه ،  وضبط مضاربين ومصادرة ما كان بحوزتهم من قطع أجنبي وعملة وطنية، واحالتهم للقضاء المختص  .

  إذ رغم كل تلك الإجراءات، لم يلمس المواطن حتى الساعة ، أيَّ تحسُّنٍ في الأسواق  ، وبالمواد الضرورية لحياته اليومية التي لايمكنه الاستغناء عنها، وإلَّا لاستغنى !.

  فالأسعار لمَّا تزلْ تكويه بألسنة لهبها المتصاعد  ، وبعض التجار الكبار لم يخفِّضوا أسعار موادهم الغذائية وغير الغذائية  ، التي لم يستوردوها اليوم ، وإنما  هي  مخزنة  بمستودعاتهم  ومن إجازات  استيراد  ليست  بنت  اليوم   ،  والباعة مستمرون بالبيع وفق الأسعار المتحركة لحظيَّا  ، والتي يبلغهم بها تجار الجملة  ، على مدار الساعة وبالواتس  ،  الذي شكَّلوا عليه مجموعات للباعة لتبليغهم بالطارئ السعري والمستجد  !!.

 والمواطن  الذي  “يرفلُ”  بأزمته  المعيشية والمالية  ،  لمَّا  يزلْ  يعاني  الأمرين  بتأمين  الحدِّ  الأدنى  مما  تحتاجه  أسرته ــ أكثر  من ذي قبل  ــ  وبالكاد يستطيع شراء كفاف  يومه من الضروريات فقط.

   ومع ذلك لم يفقد الأمل بأن تحقق الإجراءات الحكومية غاياتها ،  وتنقذه  من مخالب  مافيات  المال  التي  تتحكم  بالأسواق  ومواده  الحياتية.

  إذ لاخيار لديه سوى الأمل ، فهو الصابر الصبور  ،  والصامد بوجه الرياح المعيشية والأعاصير الاقتصادية وغيرها  ،  صمود السنديان في قعر الوديان  !.

  وكم يتمنى أن يمضي يومه على خير  ، وينام ويستيقظ ويجد الأسعار ثابتة ومستقرة  ، حتى لو كانت نارية  !.