جديد 4E

الأم .. قلبٌ هائم في بحرٍ متلاطم الأمواج حُبّاً .. لا يعرف النفاد

علي محمود جديد

أعتقد أنّ أي أم في الدنيا لم تستطع حتى الآن أن تعبّر بشكلٍ دقيق عن حجم وكيفية الحب اللامتناهي الذي يسكن في أعماقها لأبنائها، ويحيطُ بها من كل الاتجاهات، حتى تبدو وكأنها منغمسةً به.

لاحظوا ما تحكيه هذه الصورة البديعة التي تبدو فيها الأم وكأنها تحب ابنها أكثر من نفسها بكثير، لا .. ليس وكأنها .. بل هي تحبه أكثر .. وهو يستلقي على ظهرها متمسكاً بها ليس من شدة حبه لها .. وإنما لأنها بالنسبة له كسفينة نجاة، وهي لا تهتم لاعتباراته فالمهم أن تحيطه بالحب والعطف والحنان.

المسألة ليست مجرد برولاكتين على الرغم من أهميته، فثمة طاقة إلهيّة خفيّة ربما لا نرى إلاّ شيئاً قليلاً من آثارها ..!

لا أدري من أي شيء وهبها الله تركيبة عقلها .. ونظام قلبها الذي لا يتردد بأن يتراقص فرحاً لغلاظاتنا .. وابتهاجاً لعذاباتنا لها ..؟!

مع الأم لا يتعايش المنطق .. لأن لديها منطقها الأسمى الذي يصعب إتقان قراءته فيما تتربّع هي على عرشه ..

يا أمهات الدنيا .. يا بنات حواء .. كُنَّ بخير .. فأنتُنَّ سرٌّ ثمين من أسرار هذه الحياة .. كل عامٍ وأنتنّ بخير .. كل عام والخير جزء من طاقة الحب الهائلة التي تتدفق من حولكنّ ومن وجوهكنّ وعيونكن .. ومن أعماق قلوبكنّ الهائمة بنا في ذلك البحر المجنون الجميل .. المتلاطم الأمواج حبّاً بنا .. وعشقاً لا يعرف النّفاد.