جديد 4E

فرصة لقرار حكومي شجاع

كيف يمكن للحكومة مساعدة الأسر الفقيرة بعيداً عن السطو عليها ..؟

أغلب التجار لن يرحموا أحداً .. وقد يكون العلاج الأجدى تكنولوجيا بين يدينا عبر البطاقة الذكية

دمشق – السلطة الرابعة

كتبت الزميلة هيام علي – رئيس تحرير موقع سيريا ستيبس مقالاً صحفياً في غاية الأهمية تناولت فيه كيف يمكن للحكومة مساعدة الأسر الفقيرة بعيداً عن السطو عليها ..؟ مُركزة على تلك الأسر التي لا تمتلك أي دخل، وقالت :

(بعد زيادة أسعار البنزين لن نتحدث عن المطالبة بزيادة الرواتب والأجور، فلن يدع تجار البلد الموظف ليهنأ بها وسيكون غير الموظفين من معدومي الدخل ضحية مؤكدة لارتفاع الأسعار ولن يستفيدوا من أي زيادة إلا بالمزيد من التعتير والفقر .

ولكن لنتحدث عن فرصة تمتلكها البلاد و كل الاسر السورية .. فرصة تحتاج لقرار حكومي شجاع  )

وأوضحت الزميلة هيام الكيفية التي تُمكّن الحكومة من فعل ذلك، مشيرةً إلى أن سورية باتت تمتلك قاعدة بيانات دقيقة لعدد الأسر وأفرادها ويمكن استهدافها بأي محاولة جدية لتحسين قدرتها على مواجهة الغلاء عبر منحها مبالغ مالية توضع في البطاقة الذكية وتتوجه بها الأسرة الى المؤسسة السورية للتجارة لتشتري بها من السلع الاستهلاكية وخاصة الغذائية ما يعينها على مواجهة ظروف المعيشة القاسية .. وقالت: يجب إحداث ثورة حقيقة في طريقة عمل السورية للتجارة والتركيز في عملها على أن تكون منفذ بيع للناس المحدودي الدخل عبر توفير سلع بأسعار مناسبة.

فهناك سلع تتوفر فيها المواصفات المطلوبة ويمكن ان تقدم بأسعار غير باهظة بالإضافة الى منتجات القطاع العام وما يمكن ان تتسوقه المؤسسة من الفلاحين بمعنى لقد حان الوقت لتكون السورية “التاجر الشاطر” الذي يستطيع تأمين السلع بطريقة ذكية واحترافية .. بحيث يمكن منح الاسرة  ” بونس ” او “نقاط ” بمبلغ معين  توضع في البطاقة الذكية حسب عدد افراد الأسرة مع مراعاة من يعيشون لوحدهم بحيث يمكن معها الحصول على سلع بقيمة معينة  من فروع السورية للتجارة المنتشرة على امتداد الجغرافيا السورية .

الأمر لا يبدو هكذا صعباً، فعلى مستوى التطبيق في غاية السهولة ويمكن ان يترافق الشراء مع رسائل السكر والرز.

فاليوم تبدو الحكومة الحالية – تقول الزميلة هيام – معنية فعلاً بتحسين معيشة الناس وفقا لما تردده كل يوم على مسامعنا، وهي  لن تقدر على تحسين المعيشة استنادا لسياساتها الحالية وطريقة تعاملها مع دور السورية للتجارة، لذلك على الحكومة أن تتجه نحو خيار رفع قدرة الأسرة للحصول على احتياجاتها الأساسية من خلال منحها مبالغ معينة عبر البطاقة الذكية، مبالغ لا يمكن لأحد أن يسطو عليها أو يسرقها، مبالغ هي ملك الأسرة وحدها التي  تذهب بكل بساطة الى السورية للتجارة وتحصل على ما هو مخصص لها كما هو محدد دون أن يكون بمقدور أحد استغلالها أو سرقتها .

فالحل التكنولوجي جاهز ولا يحتاج إلا لقرار شجاع والأهم لا يحتاج لمد المزيد من الأيدي المعرقلة والمنظرة اليها ؟ 

وقالت : حصنوا وجهزوا وهندسوا السورية للتجارة بالشكل الذي تصبح فيه فعلا ذراعا يمتد لمساعدة الأسر السورية، انجزوا أمراً استثنائيا  يُسجله لكم التاريخ في ظل هذه الحرب القذرة على بلادنا ريثما تنطلق عجلة الانتاج وريثما تتمكن البلاد من تجاوز هذه الحرب الاقتصادية الحقيرة ..  كونوا عوناً حقيقيا للأسرة التي قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بالأمس أنّها استغنت عن 80 % من احتياجاتها ؟

ورأت الزميلة هيام أنّ الأتمتة هي الحل والأداة متوفرة بين ايديكم فاستغلوها .. واعتبرت أنّ أي تأجيل أو أي فرجة على الوضع لن ينفع ..

وختمت بأنّ السورية للتجارة اليوم هي السند أو بعض السند لمئات الآلاف من الأسر السورية ولذلك امنحوها القوة .. فالتكنولوجيا لا تُخطئ ؟

هامش 1 :

كل هذا ويجب أن يباع الخبز عبر صالات السورية للتجارة فقد آن الأوان لإنهاء فساد الأفران ..؟

هامش 2 :

البطاقة الذكية لها عدو واحد هم الحرامية والمنتفعين من الدعم وكل اولئك الذين يعتقدون أن لهم نصيب في كل دعم تقدمه الدولة لمواطنيها ؟

هامش 3 :

لا توجد رسائل لاتصل ؟

في الواقع هذه الفكرة جديرة بالاهتمام وإلى حدٍّ بعيد، لا سيما وأنها تطال أولئك الذين لا دخل لهم، فهؤلاء هم أكثر أبناء الوطن تهميشاً، فلا فرص عملٍ تستقطبهم، ولا دخل يسعفهم بأبسط احتياجات الحياة ، ثم لا منح ولا زياداتٍ للرواتب .. إذ لا رواتب لديهم، ولا يحظون من حياتهم سوى البؤس وراء البؤس من زيادات الأسعار المتوالية والتي سرعان ما تلتهم مختلف المساعدات التي يمكن أن تأتيهم ولا يستطيعون العيش إلاّ عليها .. ولذلك – كما أشارت الزميلة هيام – أن الأمر يحتاج إلى قرار حكومي شجاع فعلاً .. ونحن نعتقد أن الأمر ممكن جداً .. وليس بالمعجزة.