جديد 4E

الصرافات الآلية.. رحلة العذاب الشهرية والعذر المستمر: الجهاز خارج الخدمة حالياً..

السلطة الرابعة – حسين صقر

رحلة عذاب وشقاء تبدأ مع نهايات كل شهر وبداية آخر، نتيجة التنقل المضني بين الصرافات الآلية، وذلك بعد أن اختارت المؤسسات عملية توطين الرواتب والأجور، بهدف تسهيل عملية سحب الراتب على الموظف أو العامل،  ولكن حصل مالم يكن متوقعاً، بعد أن فرح العاملون بالبطاقة، لظنهم أنهم لحقوا بقطار التكنولوجيا، وأصبحت أقدامهم في مقصوراته الأولى، لكن الفرحة لم تكتمل، وبدأت المتاعب تواجههم.

ورغم مرور سنوات على تلك التجربة، إلا أن أخطاء كثيرة تقع، وأعطال متكررة في الصرافات تحصل، هذا فضلاً عن قلة عددها، وتوزيعها غير الصحيح، لأنه في بعض الأحيان يضطر الموظف لجولة ميدانية كاملة في أنحاء المدينة للحصول على راتبه، فإذا قضى تلك الرحلة راجلاً، وضع ربع ذاك الراتب أدوية مفاصل، وضربة شمس في الصيف، وإنفلونزا والتهاب جيوب ورشح في الشتاء، وإذا كانت رحلته بالمواصلات فنصف الراتب قد لا يكفيه في هذه الأيام، في وقت هو أحوج فيه لأن يأخذ مستحقاته كاملة، كي يوزعها بين البقال والصيدلية والفواتير وأجور النقل لأبنائه في المدارس والجامعات، ولن نقول عند اللحام، لأن زيارة الأخير أصبحت سنوية أو أكثر.

وبعودة إلى موضوع الصرافات وسوء توزيعها، فقد نرى في نفس المنطقة عدداً منها، بينما تفتقرها في مناطق أخرى، حيث من المفترض أن يتم وضعها بشكل يخدم الجميع، وأينما توجه الشخص، بالإضافة لرفد المنطقة التي تتواجد فيها الأجهزة بفني أو أكثر يتابعها ويصلح أعطالها، ويقدم خدماته للمواطنين في حال ابتلع الصراف البطاقة، أو كانت هناك مشكلة، أسوة ببعض المناطق التي طبقت فيها تلك الخطوة.

تلك الخطوة تتبعها عدة خطوات منها زيادة عدد الصرافات في المؤسسات الحكومية، أو في كل وزارة على الأقل، أو في أبنية البلديات أو أماكن خدمة المواطن الأخرى وتحصيل الفواتير ، والتشديد في ترتيب الدور عبر وضع الإعلانات واللافتات التي تمنع استخدام الصراف من قبل الشخص لأكثر من بطاقتين أوثلاثة، بحيث يكون القانون مع من يقفون منتظرين أدوارهم.

في ذات السياق تلفت الانتباه ظاهرة من يستلمون رواتبهم من أجهزة تابعة للمصرف العقاري، كالتسليف الشعبي مثلاً،  عندما يضطرون لسحب رواتبهم كل عشرة آلاف على حدة، والسؤال إذا كانت الغاية من ذلك تقاضي رسوم إضافية، يمكن للمصرف العقاري أن يزيد تلك الرسوم وتكون عملية السحب واحدة، أما إذا كان هناك هدف آخر يمكن للمعنيين بهذا الشأن أن يبحثوا عن آلية أخرى، لأنه من غير المعقول أن يقف شخص في الطابور لمدة ربع ساعة، ثم يتلوها بربع آخر منتظراً شخصاً يسحب راتب من التسليف الشعبي بعدة عمليات، فكيف إذا كان معه بطاقة أو أكثر، وبعده آخر سيتبع نفس الخطوات.

الصرافات الآلية خطوة جيدة، بل وممتازة، لكن إذا زودت بالأموال بشكل دائم، وتمت متابعتها بالصيانة ومولدات الكهرباء، لأنه غالباً تكون جاهزة فنياً، لكن لا يوجد طاقة كهربائية لتشغيلها.

مطالبات كثيرة وتساؤلات أكثر في هذا المضمار بعضها سقط سهواً وآخر لامجال لذكرها.