مجرّد ملاحظات..!
عبد الحليم سعود
من حيث المبدأ، وانسجاما مع مبادئ وأفكار وقيم “الحاجة” بريجيت باردو ــ الله يتوب عليها ــ وكل جمعيات الرفق بالحيوان والإنسان في الشرق والغرب، أقرّ وأعترف وأنا بكامل “انبهاري” بعادات الغرب التي نقلّدها في شرقنا “ع العميانة”، بأني لستُ ضد تربية الحيوانات بمختلف أنواعها داخل البيوت، لأن تركها في الشارع قد يجعلها عرضة “للتشرد” وربما يعرضها لمخاطر كبيرة، ولكن لديّ بعض “الملاحظات” أرجو أن يتسع صدر من يعنيه الأمر لها..
ــ إذا اقتنيت كلباً في بيتك أو أسكنته على سطح البناية بزعم أنه صديق وفي، فلا مشكلة لديّ في أن تطعمه أشهى المأكولات “المستوردة” خصيصاً له بالعملة الصعبة، وأن تدللـه بأحسن طريقة، وأن تنظفه بأفضل شامبو أجنبي وأن تسشوره بأحدث السشوارات وأن تمشوره بأفخم السيارات وأن يرافقك حتى الآخرة ، ولكن توخّ أن يكون صوت نباحه خفيفاً على الأسماع وخاصة في الليل، ويستحسن أن يكون من فصيلة “راقية” وليس من فصيلة “الجعاري”..!!
ــ أما إذا اقتنيت قطة صغيرة وتكفلتها بالرعاية والاهتمام حتى أصبحت كبيرة “بتخربش وبتكشر” فالرجاء تزويدها بعنوان بيتك بشكل مفصل وبرقم جوالك وحسابك على التويتر، بحيث تتصل بك عند عودتها من السهرة فلا تزعج الجيران بصوت موائها القلق ، ويستحسن أن توصيها بعدم السهر ليلاً والقدوم للنوم في وقت متأخر كما تفعل راقصات الملاهي..!
ــ أما في حال كان لديك كشة يمام “ستيتيات” أو حمام يأكلن ويشربن على شرفتك أو سطح بيتك من الخبز الحكومي المدعوم بلا بطاقة، فالرجاء أن تخصص لها مسكناً لائقا لا أن تتركها مشردة على شرفات الجيران وحبال غسيلهم النظيف، بحيث يضطروا لاستعارة بندقية “أبو جدعان” للتعامل مع الحالة الطارئة..!!
– أما إذا كنت من أثرياء الحرب أو الأزمات واضطررت للسكن في العشوائيات وأحياء المعترين والموظفين واضطررت للتخلص من كميات الطعام الزائدة عن حاجتك فالرجاء وضعها في كيس أسود وإيصالها إلى أقرب حاوية في الحي لأن منظرها على الأرصفة والطرقات مبعثرة يعطي فكرة غير دقيقة لوزارة التموين بأننا شعب(مفشخر) لا يقيم وزنا للنعم التي وفرتها البطاقة الذكية لنا في هذه الظروف الصعبة..!
وعلى سيرة البطاقة الذكية فياريت تستردوها او تلغوا عنها مادتي الخبز والمازوت على الأقل لأن من يستطيع الحصول على مستحقاته من هاتين المادتين هذه الأيام فهو يعد بطلا من هذا الزمان الأجرب، ويستحق جائزة… ربطتي خبز مثلا …ويا طابور قللي رايح على فين..؟!