جديد 4E

مع اقتراب انتخابات غرفة تجارة دمشق .. ودرءاً للتسلّل ابحثوا عن شلاحٍ بارعٍ في التشبيك الإقليمي والدولي .. والإمساك بزمام أمور التجارة

دمشق – السلطة الرابعة :

تستحق دمشق التي غلب تجارها كل تجار الأرض أن يأتي تجار كبار أصحاب عراقة ونجاح وحضور الى غرفتها التجارية التي غزت عراقتها وتأثيرها العالم كله من خلال رجالات عرفوا كيف يمدون الجسور الحقيقية بين بلدهم والبلدان الأخرى فصارت كلمتهم التجارية مسموعة عند أهل السياسة ومقدّرة ..

الرئيس الراحل حافظ الأسد والمرحوم بدر الدين الشلاح – رئيس غرفة تجارة دمشق الأسبق

تستحق دمشق في هذه الظروف تحديدا أن يشغلها من هم ناضجون في العمل التجاري .. ومن هم أصحاب أعمال ناجحة وراسخة على الأقل

  .. اليوم تستعد هذه الغرفة لانتخاباتها .. و لسان حال مجتمع دمشق التجاري يقول : إنّ غرفة تجارة دمشق تستحق تجاراً ناجحين على الأقل في أعمالهم خاصة وأن بعض المرشحين لمجلس إدرة الغرفة لايحظون بذلك الرضى من المجتمع التجاري ومن كان فيهم مقبولا فلا يبدو ذلك الناجح والمتميز في أعماله إلاّ إن كان يخبئ لنا المفاجآت لاحقاً

كلنا يعرف دمشق والمكانة الرفيعة التي تُشغلها على مستوى العالم، وحتى لا نتحدث نحن السوريين عن عاصمة البلاد ( دمشق )  ويعتقد القارئ بأننا نغالي فيما نقول، سندع الحديث للآخرين، كيف يرون دمشق ..؟ وبماذا يصفونها ..؟

بدر الدين الشلاح

تقول الموسوعة الدولية ( ويكيبيديا ) وهي أمريكية، بأنه منذ العصور القديمة، اشتهرت دمشق بوصفها مدينة تجارية، تقصدها القوافل للراحة أو التبضع، كانت المدينة إحدى محطات طريق الحرير، وطريق البحر، وموكب الحج الشامي، والقوافل المتجهة إلى فارس أو آسيا الصغرى أو مصر أو الجزيرة العربية. هذا الدور الاقتصادي البارز لعب دوراً في إغناء المدينة وتحويلها إلى مقصد ثقافي وسياسي أيضاً، فالمدينة كانت خلال تاريخها مركزاً لعدد من الدول أهمها الدولة الأموية – أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة في التاريخ.

إذن أولى صفات دمشق ومواصفاتها بعد العراقة والتاريخ – حسب ويكيبيديا – تأتي الصفة التجارية كركيزة أساسية لعنوان وهوية دمشق، فهي مقصد القوافل ومحطة الطرق والمواكب، وهذا يتطلب منها أن تكون ذات غِنى تجاري ضخم ليس فقط بتوفر وتنوّع مختلف أنواع السلع والمنتجات التي يشتد طلبها مع تلك الصفات فقط، وإنما أن تكون ذات غِنى كبير وواضح بقيادة تجارية رفيعة المستوى وعلى قدر المقام، لتتمكن من الحفاظ على دور دمشق الاقتصادي البارز القادر على أن يساهم بقوة في إغناء المدينة والحفاظ على كونها مقصداً ثقافياً وسياسياً بارزاً على مستوى العالم.

الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في زيارة لمزرعة بدر الدين الشلاح في مرج السلطان بريف دمشق

غرفة تجارة دمشق لا شك بأنها تلعب دوراً أساسياً في هذا المجال منذ تأسيسها في عام / 1830 / ولاسيما مع قيام الدولة السورية حيث جرى تشبيكٌ قوي بين الدولة والغرفة، وصدر القانون / 131 / لعام / 1959 / لتنظيم عمل غرفة تجارة دمشق وبقية الغرف السورية، والذي بقي سارياً حتى هذا العام حيث جرى تطويره بصدور القانون رقم / 8 /  لعام 2020 / م الذي انضوت تحت نصوصه غرفة تجارة دمشق أيضاً، هذه الغرفة التي يتركز عملها على خدمة وتمثيل المؤسسات التجارية والترويج لها والدفاع عنها متعهدةً الحفاظ على الإرث الحضاري و العراقة التجارية لأقدم مدينة ما زالت مأهولة على وجه الأرض حيث عزمت على أن تكون المنظمة الرائدة بين المنظمات الداعمة للأعمال و لموقع دمشق الاقتصادي عالميا.

وقد التزمت غرفة تجارة دمشق – اعتماداً منها على خبرتها المتراكمة في خدمة مجتمع الأعمال الدمشقي العريق – بالترويج لمصالح المنتسبين إليها وحمايتهم وتمثيلهم وخلق الفرص المناسبة لهم من خلال تقديم أفضل مستويات الخدمات التي تساعد على زيادة قدراتهم التنافسية وتحفيزهم وتشجيعهم، وتوسيع آفاقهم عالمياً.

الملك حسين مبتهجاً باستقبال بدر الدين الشلاح

هذا المنحى هو الأساس الذي لا يجوز أن يغيب عن هوية غرفة تجارة دمشق كلاعب أساسي في الحفاظ على موقع دمشق عالمياً، وتوسيع آفاق التجار على الصعيد العالمي أيضاً، فهل يرى تجار دمشق بخبرتهم وعراقتهم أن المرشحين اليوم لانتخابات مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق والتي ستجري يوم 8 تشرين الأول القادم، أهلاً للقيام بهذه المهمة ..؟ وهل من بين المرشحين من يمتلك الكفاء العالية القادر من خلالها على قيادة الغرفة وتحقيق أهدافها ..؟

ما من شك بأن الغرفة تحتاج إلى دماءٍ جديدة وحيوية .. ولكن لا بدّ من أن تكون نقيّة وطيبة، في عروق شخصياتٍ على مستوى رفيع من الكفاءة والصدق يكونون قادرين على تحقيق الأهداف المأمولة.

الدكتور راتب الشلاح

أهداف غرفة تجارة دمشق

حدّدت غرفة تجارة دمشق أهدافها بحماية مصالح المنتسبين إليها والدفاع عنهم، والتأثير في السياسات الاقتصادية المتعلقة بمصالح المنتسبين إلى الغرفة ومصلحة الاقتصاد الوطني، ورفع تنافسية المنتسبين من خلال تقديم خدمات تدعم أعمالهم، بالإضافة إلى الاستمرار في رفع وتطوير القدرات من أجل خدمة مجتمع الأعمال في دمشق على أفضل وجه، والترويج للاستثمار والمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني، والشيء المهم جداً هو تسهيل فرص التشبيك على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وفتح أبواب الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالأعمال للتجار السوريين والعالم الخارجي.

هذه المهام والأهداف في غاية الأهمية، وبصراحة ليس أي شخص قادر على تحقيق هذه الأهداف، ولاسيما لجهة التشبيك الإقليمي والعالمي، الذي يحتاج إلى رصيد ضخم من العلاقات الطيبة مع العديد من الدول، ولذلك فإن الكرة اليوم في ملعب تجار دمشق دون غيرهم من خلال استخدام قناعاتهم ووجدانهم في الانتخابات بعيداً عن العواطف والمجاملات التي لن تفيد بشيء، وإعطاء أصواتهم لمن يستحق، ولمن يجدونه ممتلكاً لتلك الكفاءة والقدرات فعلياً، وما نخشاه أن يتسلل بعض الضعفاء بل الدخلاء الذين يفتقدون للعراقة بل يفتقدون حتى للنجاح في أعمالهم،

بدر الدين الشلاح مع الكاتب البريطاني باتريك سيل أثناء إعداد كتابه ( الصراع على الشرق الأوسط )

فالغرفة يجب أن تحافظ على قوتها وسويتها، بل وأن ترتقي أكثر، أي وبكل وضوح ابحثوا عن شلاّح حقيقي يرعى هذه الغرفة كما كان الدكتور راتب الشلاح – أمدّ الله بعمره .. ووالده بدر الدين رحمه الله – ويكون قادراً على الإمساك بزمام أمورها، وبارعاً في التشبيك الإقليمي

والدولي، ابحثوا ودقّقوا لتبقى الريادة لدمشق كمدينة تجارية واقتصادية عريقة، والتألق لغرفتها التجارية كما تستحق دائماً.