جديد 4E

أمثال شعبية وشوية حكي!

عبد الحليم سعود

 طوال أربعة أيام وأنا أقلب بـ”إعجاب ودهشة وانبهار” البيان “العرمرم” الذي تقدمت به حكومتنا العتيدة أمام ممثلينا الأفاضل في مجلس الشعب، حول خططها للنهوض بالواقع المعيشي والاقتصادي المزري الذي وصلنا إليه في السنوات الماضية، وقد لفت نظري كثيراً– كما لفت نظر الكثيرين – الكم الكبير والهائل (أكثر من عشرين شاشة على التلغرام) من الوعود الضخمة التي “تسد بوز” المنتقدين وتحبط نوايا الفيسبوكيين “العاطلة”، وعود جرت صياغتها بلغة عربية “فول أوبشن” محكمة ــ ما بتخر المي ــ لا يدانيها الشعر الجاهلي ولا الموشحات الأندلسية في “دقة” التعبير و”متانة” المعاني و”رهافة” الأحاسيس..

وقد خرجت مقتنعاً بأن هذا البيان “الخارق الحارق المتفجر” يصلح لسكان الفضاء أكثر من أهل الأرض، ويقيناً – وهذا وعد مني – بأننا سنحتاج إلى تسعة أو عشرة أجيال للوفاء بما جاء في بنوده وفقراته التسويفية، هذا إذا توافرت الإمكانات المادية والنية الصادقة، وليس لتسعة أو عشرة أشهر فقط وهو العمر الافتراضي المتوقع للحكومة الحالية، ولا أعتقد أن مواطناً سورياً واحداً جرت في عروقه ذرة تفاؤل واحدة وهو يقرأه أو يستمع “لتلاوته” الحماسية أمام المجلس، وقد تابعت بـ “انبهار ودهشة” أيضاً مطالعات السادة النواب حول البيان والتي تراوحت بين “الدهشة والانبهار” إلى جانب بعض الانتقادات “المسلوقة” لزوم الطبخة البرلمانية، كما شاهدت ندوة تلفزيونية حول الموضوع خرجت منها وبعدها مدججاً بـ “خُفي حُنين” وثقة لا تعادلها ثقة العطشان بالسراب، وبعد أن سمعت آراء الشارع “المتفائلة” وتعليقات بعض “نقيقة” الفيسبوك حول الموضوع، خرجت بالنتائج التالية التي حرصت على عرضها بطريقة الامثال الشعبية المهضومة:

فبعد استماعي للبيان راودتني هذه الامثال واعذروني إذا أجريت عليها بعض التعديلات المناسبة:

– فالج لا تعالج…!

– تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي…!

– الجاجة إذا بتقطع منقارا ما بتغير كارا…حتى ولو طمرتها بالعلف…!

– الطبل بدوما والعرس بحرستا…والعريس هاجر برا البلد…!

– يا طالب الدبس…ما عندي فكرة مين بيكون النمس…!

– اللي كبّر الحجر ما ضرب…!

– الحجر اللي ما بيعجبك بيفجك…!

– المية بتكذب الغطاس…!

– إجا ليكحلها عماها…!

– الحارة ضيقة ومنعرف بعضنا…!

– لو كان فيه خير، ما رماه الطير…!

– الزايد أخو الناقص…!

– السكافي حافي والحايك عريان…!

وقد وجدت من المناسب والواجب تقديم النصائح التالية لجماعة الفيسبوك تجنباً للوقوع في مصيدة الجرائم الإلكترونية:

– الباب اللي بجيك منو الريح سدّو واستريح.. وإذا بدك تستريح فعلاً.. شو ما شفت قول منيح…!!

– كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه…وخاصة إذا كنت عالكازية أو الفرن…!

– الإيد اللي ما بتقدر عليها بوسها وحطها على راسك…!

كما أنصح نفسي بما يلي:

– المنحوس منحوس ولو علقوا على راسو فانوس…!

– أكتر من القرد ما مسخ ربنا…!

وأخيراً، كنت أتمنى من الحكومة لو وضعت جدولاً زمنياً واحداً لحل أزمة واحدة من عشرات الأزمات التي نعانيها تجنباً للإحراج أمام شباب المجلس وأمام الناس…وأختم بقولي هذا والرزق على الله:

هيهات يشمخ في بلادك عامرٌ….. إن كنت تبني والبقية يهدم