جديد 4E

مسؤولون… إما بلا قلب… أو بلا عقل يفكر منطقة لا تبعد عن دمشق سوى 7 دقائق… وبعض سكانها دخلوا مرحلة الجوع!

كتب زياد غصن

ماذا تقول التقارير اليومية التي تُرفع عن الوضع المعيشي والصحي في جديدة الفضل؟

هل ذكرت تلك التقارير أن هناك أسراً تبيع ممتلكاتها لتؤمن الطعام لأفرادها ..؟ وماذا كانت ردة فعل المحافظ مثلاً أو وزير الإدارة المحلية أو الشؤون الاجتماعية أو الصحة أو التجارة الداخلية…. وغيرهم؟

أم أن التقارير المرفوعة كانت تقول إن كل شيء في المنطقة المعزولة على ما يرام والسكان “مبسوطين”… ومع ذلك ماذا فعل المحافظ المعني للتأكد فعلاً من صدق هذا الكلام؟

ليست هذه هي المرة الأولى التي تُختبر بها مؤسسات الدولة في أزمة طارئة، وتفشل في كسب ثقة المواطن وحمايته ودعمه. ليس لأنها غير قادرة على تحقيق ذلك، وإنما لأن المسؤولين عنها…. إما أنهم بلا قلب… أو بلا عقل يفكر!

بلا قلب… فلا يشعرون بوجع الناس الذين ولوا على خدمتهم، ورعاية مصالحهم، وتأمين مقومات العيش الكريم لهم… ببساطة هنا المسؤول لا يكون من الناس ولا يعبر عن أفكارهم وهمومهم وطموحاتهم، وكيف يكون كذلك، ومشروعات تعبيد الطرقات مثلاً تجري على قدم وساق، في وقت تجد هناك أسراً يذهب أفرادها إلى النوم وهم جائعون!

وبلا عقل… لأنهم قد يملكون قلباً رحيماً ورغبة بالعمل، إلا أنهم يفتقدون لملكة التفكير العميق والمبادرة والقدرة على قيادة العمل، إذ لا يمكن التصديق بأن منطقة سكنية لا تبعد عن العاصمة سوى 7 دقائق لا يعلم المسؤولون ماذا يجري فيها في هذا الظرف الصحي الخاص!

كلنا معرضون لأن نضطر للمكوث في منازلنا لفترة قد تقصر أو تطول بسبب أزمة فيروس كورونا، وتالياً فإن ما يعانيه أهلنا في جديدة الفضل قد نعانيه أيضاً إذا بقي تفكير المسؤولين وسلوكهم على هذه الحالة من الاستهتار والسطحية واللامبالاة… لذلك لابد من مقاربة جديدة، ليس فقط للتعاطي مع الأزمات وإدارتها بما يدعم تجاوزها بأقل الخسائر الممكنة… وإنما لدور المؤسسات الحكومية وآليات تقييم عملها وشفافية ما تنفذه.

بالطريقة الحالية، سنكون أمام أزمات أخرى كثيرة… فكل أزمة نفشل في معالجتها وإدارتها بموضوعية وإنسانية، ستولد لنا عشرات الأزمات التي يصعب تجاوزها، فمثلاً أزمة فقدان الثقة ليس من السهل إطفاؤها… طبعاً هذا إذا كان بعض المسؤولين مهتمين فعلاً بتعزيز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة!

هامش1:

لا يمكن التذرع بمحدودية السلل الغذائية الإغاثية، لأن بعض فروع الهلال الأحمر قامت خلال الفترة الماضية بتوزيع جزء من هذه السلل على مواطنين من أبناء المناطق التي يعملون بها… وعلى حساب المستحقين لها!!

هامش2:

 بعض المسؤولين وعلى حساب الخزينة العامة “يتفننون” في إجراءات التعقيم من شراء الأجهزة الليزرية للأبواب إلى المعقمات وغيرها… وفهمكم كفاية!

هامش3:

 وفق ما هو شائع فإن الإصابة المكتشفة الأولى في جديدة الفضل كانت بسبب إهمال طبي بدمشق… وأرجو إن كانت هناك جهة لديها معلومة أخرى مغايرة لتقلها لنا…