جديد 4E

الخارجية بعد مؤتمر بروكسل : لا مكان لدبلوماسية التسوّل في السلوك السوري .. ولن تُفلح الضغوط السياسية والاقتصادية علينا

السلطة الرابعة – وكالات

أكدت سورية أن مؤتمر بروكسل وغيره من المؤتمرات يشكل تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي السوري كما أن المواقف الصادرة عنه تبين استمرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأنظمة التابعة لهما في سياساتهم العدائية تجاه سورية.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا اليوم إن مؤتمر بروكسل حول سورية والمواقف الصادرة عنه أوضح استمرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأنظمة التابعة لهما في سياساتهم العدائية تجاه سورية والتي أجهضت وثبت فشلها ولا أدل على ذلك من ترنح واندحار مشروعها العدواني.

وأضاف المصدر إن هذه الأنظمة التي قدمت كافة أشكال الدعم للإرهاب وسفكت دماء السوريين ودمرت منجزاتهم وتقوم بسرقة ثرواتهم من النفط والقمح والمصانع والقطع الأثرية وتعيق عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب وتفرض العقوبات المتتالية التي تؤثر على حياة المواطن ولقمة عيشه وتعيق عودة السوريين إلى وطنهم لا تستطيع بأي شكل من الأشكال الادعاء بحرصها على السوريين لأن من ارتكب هذه المحرمات والجرائم بحقهم يتحمل المسؤولية الأساس عن معاناتهم ولا يستطيع إخفاء إجرامه وراء القناع الإنساني الزائف والتسييس الفاضح للجانب الإنساني خدمة لأجنداته.

وتابع المصدر إن الجمهورية العربية السورية إذ تشجب مثل هذه المؤتمرات فإنها تعتبرها تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي السوري والذي هو من صلاحية واختصاص السوريين وحكومتهم الشرعية وتؤكد أن المساعدة الوحيدة التي يمكن لهذه الأنظمة تقديمها للسوريين تتمثل في التوقف عن دعم الإرهاب تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2253 الخاص بمكافحة الإرهاب واحترام سيادة سورية وعدم التدخل في شؤونها.

وقال المصدر إن السوريين الذين تصدوا ببسالة للإرهاب الحاقد قادرون بإمكانياتهم الذاتية ..كما كانوا على الدوام.. على مواجهة الحصار الاقتصادي الجائر والعقوبات الأحادية اللامشروعة وحماية الاقتصاد الوطني الذي يشكل دعامة القرار الوطني المستقل كما أن مستقبل سورية حق حصري للسوريين ولن تفلح الضغوط السياسية والاقتصادية في النيل من الإرادة الحرة للسوريين لأن دبلوماسية التسول التي يجيدها الكثيرون لا مكان لها في السلوك السياسي والدبلوماسي السوري.

وكان مؤتمر بروكسل حول سورية الذي ضم أكثر من 80 دولة، قد أعلن عن تقديم 7.7 مليار دولار كمساعدات إنسانية لمتضرري الحرب في سوريا من لاجئين في دول اخرى او النازحين داخل سوريا، وذلك بعد أن أنهى أعماله يوم أمس الثلاثاء 30 / 6 / 2020م زاعماً تعهده بتقديم هذه المساعدات.

وذكر مفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية يانيز لونارسيك في مؤتمر صحفي عقده عقب اختتام المؤتمر “أن جائحة (كورونا المستجد – كوفيد 19) تنتج احتياجات إنسانية ضخمة في جميع أنحاء العالم وتمثل تأثيراً كبيراً على اقتصادات الجهات المانحة”.

وأضاف “بالنسبة لعام 2021 وما بعده لدينا ملياري يورو (2ر2 مليار دولار أمريكي) فيما أعلنت المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة عن قروض بشروط ميسرة تصل قيمتها الى 6 مليارات يورو (7ر6 مليار دولار أمريكي)”.

وفي تعليقها على نتائج مؤتمر بروكسل حول سوريا رأت مديرة الاتحاد الدولي للمنظمات الخيرية (أوكسفام) لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مارتا لورنزو أن “التعهدات التي قطعتها الحكومات المانحة لا تزال غير كافية لمعالجة الأزمة السورية”.

من جهتها قالت ( وكالة عربي اليوم الإخبارية ) أنّ الاتحاد الأوروبي يزعم من خلال مؤتمر بروكسل للمانحين الدوليين للاجئين والمهجرين السوريين، أنه يريد لفت نظر العالم إلى معاناتهم، في محاولة تملص من مسؤولياتهم تجاه الحرب السورية ودورهم المباشر في تدميرها وتدمير حياة الكثير من السوريين، ودليل ذلك تمديدهم العقوبات على سوريا لعام آخر، بالإضافة إلى قانون سيزر، الأمر الذي يؤكد أن لا خيار أمام سوريا سوى استرجاع كل الجغرافيا السورية، وهذا ما يتم العمل عليه، وأهمه استعادة هيبة الدولة السورية.

ونقلت الوكالة عن معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، يوم أمس الاثنين، اعتباره أن الذي دعم الإرهاب في سوريا وساهم في سفك دم السوريين وتدمير منجزاتهم وبنيتهم التحتية لا يستطيع الادعاء أنه يريد مساعدة السوريين، وذلك في تعليقه على ما يسمى مؤتمر بروكسل للمانحين الدوليين للاجئين والمهجرين السوريين الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الأمم المتحدة .

وقال سوسان: إن مؤتمر بروكسل والمؤتمرات الأخرى بخصوص سوريا، التي تعقد من دون دعوة سوريا، لا نعيرها أي اهتمام، وهي مؤشر يؤكد مواقف تلك الدول (المنظمة) وتواطؤها في التآمر على سوريا متسائلاً: كيف تناقش موضوعاً يخص سورية ويخص السوريين، والحكومة السورية غير مدعوة إلى مثل هذه الفعاليات؟ لذلك فإن فعاليات كهذه بغياب الطرف المعني لا نعيرها أي اهتمام.

وأوضح سوسان، أن هذه المؤتمرات تأتي في إطار مواقف تلك الدول إزاء سوريا، وقال: هم يحاولون في مثل هذه المؤتمرات وتحت الرداء الإنساني أن يغسلوا أيديهم من دماء السوريين، وشدد على أن الذي دعم الإرهاب في سوريا والذي ساهم في سفك دم السوريين وتدمير منجزاتهم وبنيتهم التحتية لا يستطيع أبداً الادعاء أنه يريد مساعدة السوريين.

وأضاف: المساعدة الوحيدة التي يستطيعون تقديمها لسوريا هو احترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها والكف عن التآمر عليها.

وحول تزامن عقد مؤتمر بركسل للمانحين مع تجديد الاتحاد الأوروبي وأميركا لإجراءاتهما القسرية أحادية الجانب ضد سوريا وفرض ما يسمى قانون قيصر الأميركي، قال سوسان: هذا يؤكد ما قلته لكم، كيف يريدون مساعدة السوريين ويفرضون هذه العقوبات الاقتصادية التي تنعكس سلباً على معيشة السوريين في لقمة عيشهم؟

وأضاف: هؤلاء الذين حجبوا عن سوريا تأمين البنية الطبية اللازمة لمواجهة وباء كورونا لا يستطيعون الادعاء بأنهم يريدون مساعدة سوريا والسوريين، ومن يفرض العقوبات لا يستطيع أن يقول إنه يريد المساعدة، وهذا الرداء الإنساني الذي يضعونه في هذه الظروف هو قناع من أجل إخفاء دورهم التخريبي ودورهم ومسؤوليتهم عن معاناة السوريين.

وختم سوسان تصريحه بالقول: السوريون الذين صمدوا في وجه هذه المؤامرة وهزموا الإرهاب التكفيري قادرون إن شاء الله بمواردهم الذاتية وبالتكاتف بين الشعب والدولة على حماية الاقتصاد الوطني وتأمين احتياجات السوريين.

وكان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد افتتح أمس الثلاثاء، اجتماعاً وزارياً لمؤتمر بروكسل الرابع حول ما يسمى دعم مستقبل سوريا والمنطقة، لتجديد دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، وحشد دعم مالي دولي، ومساعدات إنسانية داخل سوريا ودول الجوار.

وقال بوريل في كلمة افتتاحية: إنه يتوجب اتخاذ خطوات حاسمة بشكل مشترك لبلورة حل سياسي وليس عسكرياً للصراع في سوريا، مضيفاً أن السوريين عانوا لفترة طويلة جداً، وبعد تسع سنوات من الصراع، هناك خطر بأن يصبح للعالم مناعة ضد صور وأحداث المعاناة غير المقبولة وغير الضرورية، ولكن لا يمكن السماح بحدوث ذلك؛ ولا يمكن تجاهل محنتهم..

بوريل غضّ في حديثه الطرف كلياً عن المواقف الإجرامية لأغلب الدول الحاضرة في هذا المؤتمر، ولاسيما العديد من دول اتحاده الأوروبي التي ساهمت بدعم الإرهاب في سورية وفي قتل السوريين وسفك دمائهم، وحصار الشعب السوري ولا تزال.

وزعم بوريل أنه من الواجب الأخلاقي مواصلة دعم الشعب السوري، موضحاً أن مؤتمر بروكسل 4 يهدف إلى زيادة حشد المجتمع الدولي وراء جهود تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي دائم للأزمة السورية بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار والسلام لجميع السوريين.