جديد 4E

  • ...

آخر الأخبار

 العلوم الاقتصادية تضع الاستثمار والإعمار والنمو تحت المجهر.. د . مرزوق : إعادة الإعمار فرصة لتحديث المجتمع وفق رؤية وطنية

 

 

شريحة كبيرة خارج هذا الحد .. دكتور مرزوق يحث على إعادة النظر بالنظام الضريبي المسطح بالحد الأدنى 15 %

مؤشرات التحليل الاقتصادي : بنية تحتية غير فعالة … استثمار خاص غير كاف وقطاع مالي مدخراته وجهته غير صحيحة

السلطة الرابعة – سوسن خليفة :

لا يمكن وجود فكر مستقل لإعادة الاعمار والنمو المستدام دون بعد تنموي بعيد المدى…. بهذه الكلمات برر الدكتور نبيل مرزوق اختياره لعنوان محاضرته” الاستثمار لإعادة الاعمار والنمو المستدام التي ألقاها في المركز الثقافي بأبي رمانة  ضمن نشاط جمعية العلوم الاقتصادية بإقامة ندوة الثلاثاء الاقتصادية في الحادي عشر من الشهر الجاري.

يقول د. نبيل مرزوق لقد أتيحت لي فرصة العودة إلى سورية وحياتها اليومية ، وأشكر جمعية العلوم والزملاء الذين حافظوا على بقاء الجمعية وفكرها الاقتصادي.

أشار د. نبيل بداية إلى الظروف الحالية التي تعيشها سورية واصافاً إياها بأنها غير عادية بعد سنوات من الاستبداد والمتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية على المحور العالمي، والصراع الدائر من أجل الهيمنة والسيطرة ضمن هذه الظروف.

يرى المحاضر أن يكون لدى الحكومة رؤية شاملة وواضحة للتنمية والعدالة والرفاهية والتشاركية مع المجتمع السوري. وأردف قائلاً : يبدو من خلال تصريحات المسؤولين أن الحكومة لا تمتلك رؤية شاملة ، ولديها مفاهيم مغلوطة، وهناك عدم إدراك لما عاناه الشعب السوري من الحرب ، ووقوع سورية تحت عقوبات دولية، والمتغيرات الاقتصادية. كل هذه الأسباب تحتم علينا وضع خطة وطنية للتنمية المستدامة.

طرح المحاضر جملة من التساؤلات مفادها : هل تتوفر في سورية محددات الاستثمار المحلي والأجنبي؟  وبالعودة إلى نتائج 14 سنة من الحرب نوه إلى الخسائر البشرية والتي تقدر نحو 618 ألف شخص ، و 2.6 مليون معوق ، و 6.7 مليون نازح قصراً داخل البلاد، و 6.6 مليون يمثلون اللاجئون خارج البلاد. كما حلت سورية في عام 2010 بالمرتبة 115 في ترتيب التنمية البشرية، وتراجعت في عام 2024 إلى المرتبة 157.

إضافة إلى 90% من السكان تحت خط الفقر. و 66 % يعانون من الفقر المدقع وما يعادل 89 % لا يتمتعون بالأمن الغذائي. وتشير أرقام الآثار الاقتصادية والاجتماعية خلال سنوات الحرب إلى خسائر اقتصادية كلية بنحو 530.1 مليار دولار أميركي  من المساكن وبين 600 ألف ومليون مسكن ، وما يزيد على 50% من المرافق التعليمية والصحية غير صالحة للعمل، وما تبقى يعاني شح الموارد الذي يعوقه عن أداء عمله، وما يراوح بين 40 و50% من الأطفال السوريين بين 6 و15 عامًا لم يستطيعوا الالتحاق بالمدارس، وما يقارب 6 مليون من السوريين والسوريات أي ما يعادل 28% من السكان (عدد كبير منهم من الأطفال) أصيبوا بإعاقات دائمة، ولا تتوفر لمعظمهم الخدمات والرعاية الصحية   مع تعرض البنية التحتية إلى تدمير كلي أو جزئي.

محددات النمو الاقتصادي:   

يرى الدكتور مرزوق أن إعادة الاعمار لا تعني بناء ما تهدم ، بل فرصة لتحديث المجتمع. وفق رؤية وطنية يتوافق عليها معظم السوريين والسوريات. إلى جانب زيادة عوامل مدخلات الانتاج وتحسينات الكفاءة والانتاجية.

وبحسب التحليل الاقتصادي للعوامل الرئيسية في النمو الاقتصادي تبين المؤشرات أن هناك بنية تحتية غير فعالة ، واستثمار خاص غير كاف وفعال، وقطاع مالي يوجه المدخرات بشكل غير صحيح، وسوق مال متخلف، ونظام إداري معوق وفساد.

وتساءل المحاضر هل تنمية الاستثمار في قطاع الكهرباء بالاستثمار الخارجي هو الحل ؟ ! في هذه الحالة قد نعرض الاقتصاد الوطني إلى الرهن لمؤسسات دولية، ناهيك عن السعر الذي يمثل أعلى سعر في المنطقة ، إذ كيف نحمل الشعب السوري هذه الأسعار المرتفعة ونسبة 90 % منهم تحت خط الفقر ..؟!  وهنا يحتم علينا أن نعرف أين وماذا نستثمر ومن هو المستثمر؟

وإذا عدنا للأرقام  وماذا حققت سورية في مجال نمو الدخل الحقيقي للفرد  حسب معطيات البنك الدولي من عام 1963 حتى 2000 يبينها الجدول التالي:

السنوات 1963-73 74-80 1981-85 986-90 1991-2000
معدل النمو بالنسبة للفرد 0.05% 7% -1% -2% 3%

 

وتختلف حصة الفرد من الناتج المحلي نتيجة التباين في كمية الرأسمال البشري ومتوسط العمر المتوقع . ولا شك بأن النمو يعتمد على سيادة القانون ، ولا شك بأن زيادة العمر المتوقع يؤدي إلى زيادة الناتج المحلي.

الاستثمار مستقبلاً

تأتي في الأولويات التركيز على قطاعي التعليم والصحة ودور الدولة والأفراد أساسي في تنفيذ الأهداف . وبالنظر إلى محددات الاستثمار العامة يأتي في الدرجة الأولى الأمن والاستقرار وسيادة القانون والسيادة الوطنية وقدرة الحكومة على حماية مواطنيها.

وحدد المحاضر مستقبلاً في هذا المجال من تطوير للمؤسسات والقوانين والتشريعات، وبناء النظام الإداري والتنظيم والمؤسسات التعليمية والصحية، والتضامن الاجتماعي، وإعادة دمج النازحين واللاجئين والمسرحين من المؤسسات العسكرية في الحياة الانتاجية، ووضع خطة وطنية للتنمية المستدامة 2025-2050 تُركز على :

  • الأمن والأمان والحوار المجتمعي الوطني
  • الاستثمار في التعليم والصحة
  • التحديث التكنولوجي للقاعدة الانتاجية. وبناء نظام تحفيز للاستثمار.
  • نظام تأمين صحي شامل ومناهج تعليمية متطورة
  • زيادة الأجور والتشاركية مع القطاع الخاص
  • الحفاظ على التعامل بالتأمينات الاجتماعية وعدم تعليق العمل بها. فهذا خطر على القوى البشرية
  • إعادة النظر بالنظام الضريبي المسطح بالحد الأدنى 15 % وهناك شريحة كبيرة خارج هذا الحد.

( الضرائب المسطحة يتم اعتمادها للتخلص من التهرب الضريبي وهي – مثلاً – فرض ضريبة موحدة على الاستيراد بقيمة 5% وتستطيع الضريبة المسطحة إن كانت بقيمة 5% تحصيل ايرادات هائلة لتمويل الدولة، ولكن الضريبة بقيمة 25% على بعض السلع تؤدي إلى الغش والتهرب الضريبي )

وبالعودة إلى محاضرة الدكتور مرزوق، فقد استعرض من خلالها أبرز المعوقات التي تحول دون تطور الاستثمار وهي:

التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار.

تحويل الأزمة إلى فرصة للنمو

أدار الندوة السيد فؤاد اللحام أمين سر جمعية العلوم الاقتصادية الذي أشار إلى خبرة الدكتور مرزوق في العمل الاقتصادي من خلال عمله كمستشار في هيئة تخطيط الدولة والقطاع العام وخبير في اتحاد نقابات العمال. مؤكداً أن الموضوع المطروح مثار خلاف بين الباحثين والمختصين ، وعقب على المحاضرة بأن هناك مجموعة نقاط يجب التنبه إليها والإفادة من تحويل الأزمة إلى فرصة للنمو مع تحديد أولويات الاستثمار التي يتطلبها الاقتصاد الوطني.

المداخلات

  • الأستاذ محمد حلاق : واضح أننا نضيع الوقت .. الكل يعرف المشكلة والحلول. وعلينا العمل على توحيد المفاهيم لنصل للحل الأفضل.
  • أ. محمد بكر : نحن بحاجة إلى توصيف الحالة الراهنة والاستثمار بحاجة إلى القوة الشرائية وإعادة القيمة إلى عملتنا الوطنية
  • د. سمير سعيفان : مطلوب الوعي كي ننهض بالاقتصاد وأن يعرف الناس مصلحتهم . وأوافق المحاضر ما قاله وأشير إلى غياب العدالة.
  • أ. عارف طرابيشي: علينا مواجهة حقيقة مشكلتنا وجوهرها ( الحوكمة الفاشلة) والمؤشرات تؤكد ذلك.
  • أ. ليزا العاصي: لدينا مقومات الاستفادة من الطاقات البديلة من شمس ورياح لماذا لا نستثمرها؟
  • د. معن داوود : هل يفيدنا تعريف المفاهيم ، وإذا أردنا توضيح المفاهيم المغلوطة علينا طرح بديل منافس.
  • د. حسان حلبي : قال ممازحاً أن أغلبية الحضور من اليسار. وإذا أردنا التغيير علينا أن نغير ما بأنفسنا.

بدوره ختم د. مرزوق حديثه بالقول: هناك أشكال كثيرة للاستثمار بوجود خارطة ريحية وشمسية تسمح بإنتاج قدر من الطاقة وبأسعار معقولة. والمجتمع السوري يمتلك إمكانيات وخبرات علينا الاستفادة منها في بناء الاقتصاد الوطني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.