كيف يمكن توليد نمو اقتصادي مدفوع بقاطرة إبداع الفكر الحر .. المتحرر من قيود القمع وكوابح الخصوصية الثقافية ..؟
كتبَ – أسامة توفيق :
إن لم تستطع مواجهة خصمك فعليك تحييده، وإن لم تستطع فعليك التخفيف من عدائه، وإن لم تستطع فعليك صداقته. فإما أن تقوى بصداقته وإما أن يضعف عدوك أثناء صداقتك، فتكون أنت الرابح في الحالتين…وهذا ما يسمى بالبراغماتية، والتي تستدعي شروطاً أخرى حاسمة لنجاحها .
من هنا أرى أن كل خطوة باتجاه أميركا والغرب هي بالضرورة خطوة بالاتجاه الصحيح… ولكن أهم شروط نجاح التوجه غرباً واستدامة هذا النجاح، هو التأسيس الصحيح لبناء الدولة على النمط الغربي..!..
فلا يكفي مثلاً أن نستورد السلع والتكنولوجيا الغربية كي نحقق تنمية أو تحضر، بل علينا أن نوطن نمط الحياة الذي أنتج هذه السلعة وهذه التكنولوجيا، وصولاً إلى خلق طقسٍ سياسي يقود ثقافةً اجتماعية، تولد نمواً اقتصادياً، مدفوعاً بقاطرة إبداع الفكر الحر و المتحرر من قيود القمع، ومن كوابح الخصوصية الثقافية، التي حاول النظام البائد الحفاظ عليها كحمايةٍ للتخلف..!!!..
ولتحقيق ذلك كله أو حتى بعضه لا بد من الاستثمار في الإنسان كأداة مطلقة ووحيدة لأية عملية بناء، هذا الاستثمار يبدأ بتحرير الإنسان من الخوف على حاضره ومستقبله، والحفاظ على حقوقه الأساسية، في الحياة والاعتقاد والأمن والكلمة الحرة، وتقديم الحوافز له كي يتفرغ للعمل والإبداع، ويخلق بيئة تنافسية تحقق قفزات باتجاه اللحاق بالمجتمعات الغربية وحضارتها.. بذلك يتشكل رأي عام داعم للسلطة ومؤيد لتوجهاتها وحامي لظهرها…!!!..