إدارة الأفراد
كتبه د.عامر خربوطلي :
كان هذا المصطلح الرسمي لشؤون إدارة الأفراد في سياق علم إدارة الأعمال فيما سبق قبل أن ينتشر مفهوم جديد يتمثل بإدارة الموارد البشرية تعبيراً عن أهمية الفرد كمورد بشري أو كرأسمال بشري مهم جداً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
اليوم في سورية الجديدة هناك حاجة أكثر من ملحة بل مصيرية لإعادة هيكلة المورد البشري في قطاعات أكثر أهمية للاقتصاد السوري وبخاصة إعادة تمكين وتأهيل وتدريب الخارجين من القطاعات العسكرية وإعادة الاستفادة منهم في أعمال تتناسب مع مؤهلاتهم على الأقل في المرحلة الأولى.
الزراعة بشقيها النباتي والحيواني مستهلكة للأيدي العاملة التي هجرتها في مراحل سابقة باتجاه الأعمال الخدمية البسيطة في المدن الرئيسية.
الصناعة والحرف من أشد القطاعات المتعطشة اليوم للأيدي العاملة الخبيرة والمدربة لإعادة إقلاع هذه الأعمال بكفاءة أعلى وإنتاجية أكبر.
الشباب السوري مورد غني ومستمر للأيدي العاملة التي تحتاجها سورية الجديدة ليس فقط في المهن والأعمال التقليدية بل في أعمال الريادة والمشروعات الصغيرة وأعمال الابتكار والإبداع والتقانة وهي مجالات لا حدود لها وهي منبع القيم المضافة والتطور الجديد.
إعادة هيكلة عمالة القطاع الحكومي العام والخدمي والإداري من أولى ضرورات إدارة الموارد البشرية باتجاه الاستخدام الأمثل للكفاءات والخبرات وإلغاء البطالة المقنعة والترهل الإداري وتراكم الوظائف لأعمال لا تحتاجها أصلاً .
الدمج والاختصار والتكامل من أهم حاجات المؤسسات الحكومية التي فاقت أحجام توظيفها دولاً بأعداد مضاعفة عن عدد السكان السوري.
اقتصاد السوق التنافسي الحر يتطلب سرعة استجابة المورد البشري لهذا التحدي عبر إجراءات عديدة منها:
-وضع خطة إسعافية سريعة لستة أشهر لاستيعاب فئة الشباب وبخاصة المتحرر من قيود الخدمة الإلزامية أو التطوعية أو القادم من الخارج عبر تنظيم جلسات دعم اقتصادي/ اجتماعي/ تنموي/ لأهمية مرحلة الإعمار الجديدة.
-اعتماد خطة سنوية تعتمد أولويات الإعمار والتنمية والتشغيل وفي مجال إنشاء وتقييم المشروعات الجديدة الناشئة وريادة الأعمال.
-دورات مهن جديدة تحتاجها السوق السورية مهنية/ حرفية/ إدارية.
-التشبيك مع الجهات الداعمة للأعمال من غرف واتحادات وجمعيات لتأمين فرص عمل للكوادر الشابة المؤهلة حديثاً.
-دعم وتنشيط المعارف والمهارات ونقل الخبرات في مجالات الزراعة الحديثة والحرف المهنية والورشات الفنية والتسويق والمبيعات في ظل الاقتصاد الحر التنافسي الجديد.
-تقانة المعلومات والمهارات والبرامج المتخصصة في الإدارة والمراقبة ومهارات التجارة الدولية والإلكترونية وأسواق البورصات العالمية.
-وضع خطط لتثبيت الشباب في أعمالهم الجديدة عبر منظومة تنفيذية للمتابعة وحل المشكلات وخدمات النصح والمشورة والتشبيك مع جهات التمويل وإنشاء شبكة إلكترونية لربط مستشاري الأعمال السوريين في مجال التسويق والإدارة والمعلومات والاستثمار.
الشباب السوري بحد ذاته مورد هام وليس مشكلة عويصة ويجب استثماره بالشكل الأمثل في سورية الجديدة المتجددة.
العيادة الاقتصادية السورية – حديث الأربعاء الاقتصادي رقم /278/
دمشق في 8 كانون الثاني 2025م