جديد 4E

يونس خلف : الصحافة ضرورة وطنية .. حياتنا محاصرة بالصعاب والتحديات وعدم الاهتمام .. ولسنا مجرد وسيلة

 

كتب يونس خلف* :

قضيت ما مضى من عمري كله في بلاط صاحبة الجلالة ( الصحافة ) بكل معاناتها وأسرارها ، وأمضيت فيها أجمل الفترات ونالني  منها الكثير من المنغصات  لكن بقيت وفياً لها ، محباً للعمل بها ، كنت ولا أزال أرى فيها نفسي وسعادتي ونالني ما نالني من تحديات ومنغصات وأمراض بسببها كنت أواجهها بالصبر والتحمل والإصرار على  بلوغ أهدافي .

اليوم حتى الآن هناك من أصحاب الشأن والقرار  لم يقتنع بأن الصحافة من المهن الخطرة لا بل يضع العوائق أمام تصنيف الصحافة بأنها من المهن الخطرة  .

يريدوننا أن نخسر عيوننا فيقولون العين تقاوم المخرز .

ويريدوننا مجرد وسيلة لتأدية وظيفة تنتهي صلاحية الاستهلاك بانتهاء الوظيفة . ولحظة التأمل تكون هنا على هذا السرير .. ماذا قدمنا .. وماذا فعلنا .. كيف ضحينا بالوقت والجهد والصحة وكل شيء . ولماذا نشعر في هذه اللحظات أننا ضحية الإهمال والتقصير والتريث المتعمد وتجاهل كل الحقوق الضائعة للصحفيين .

لطالما كنت أتساءل بعد التقاعد وقبله واليوم على هذا السرير وبعد تركيب شبكتين نتيجة التعرض لأزمة قلبية وقبل ذلك الإصابة بداء السكري  أجدد السؤال:  هل نريد صحافة وإعلام أم لا ؟

هل نحن بحاجة للصحفيين أم لا ؟ . الجواب هو الذي يحدد تصنيف مهنة الصحافة .. وهو الذي يحدد مدى وحجم الاهتمام بالصحفيين ورعايتهم وتأمين الحد المقبول من حياتهم الكريمة . جيلنا كان ولازال الضحية  واليوم المأمول أن تتاح لجيل جديد من الصحفيين الظروف الملائمة للعمل الصحفي من الحرية والمسؤولية والحياة المعيشية  الكريمة . لست نادماً على عشرة عمر طويلة مع صاحبة الجلالة لكن بالتأكيد حياتنا الصحفية كانت محاصرة بالصعاب والتحديات وعدم الاهتمام بقضايا الصحافة والصحفيين مرة بالإهمال المزمن ومرات كثيرة بالتريث وترحيل كل محاولة لتحسين وضع الصحفيين .

فهل يكون هذا الرثاء لمرحلة مضت آخر رثاء وبداية مرحلة لعودة حقوق الصحفيين الضائعة  وصحوة حقيقية لأصحاب الشأن والقرار بأن الصحافة والصحفيين ضرورة وطنية وليست خاضعة للأمزجة الشخصية .

* أمين سر اتحاد الصحفيين في سورية – الصفحة الشخصية