الرئيس الأسد يعبّر عن حرصه البالغ على أن تشهد مسارات العمل الثنائي والتنسيق المشترك تطوراً وتقدماً مستمرين لما فيه مصلحة البلدين والمنطقة العربية
السلطة الرابعة – متابعات :
هنأ السيد الرئيس بشار الأسد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بمناسبة الذكرى السبعين لثورة الأول من نوفمبر المجيدة، متمنياً له موفور الصحة وللشعب الجزائري الشقيق دوام الأمن والأمان والاستقرار، واطّراد التقدم والازدهار.
وقالت وكالة سانا أن الرئيس الأسد عبّر عن تقديره العالي لما تتميز به العلاقات الأخوية الراسخة التي تجمع سورية والجزائر، وحرصه البالغ على أن تشهد مسارات العمل الثنائي والتنسيق المشترك تطوراً وتقدماً مستمرين لما فيه مصلحة البلدين والمنطقة العربية.
***
من جهتها أوردت وكالة الأنباء الجزائرية أن رئيس الجمهورية العربية السورية, السيد بشار الأسد, بعث يوم الأربعاء ( 6 تشرين الثاني / نوفمبر ) تهانيه الى رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, بمناسبة سبعينية ثورة أول نوفمبر المظفرة.
ومن خلال السيد الرئيس, هنأ الرئيس السوري أيضا الشعب الجزائري الشقيق, متمنيا للجزائر دوام الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار.
كما أعرب عن تقديره العالي لما تتميز به العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين, معلنا حرصه البالغ على أن يشهد العمل الثنائي والتنسيق المشترك تطورا وتقدما مستمرين.
الذكرى الـ 70 لاندلاع الثورة المجيدة: مناسبة لاستلهام العبر واستمداد القوة على نهج الجزائر السيدة المنتصرة
من جانب آخر أكدت مجلة “الجيش” في افتتاحية عدد خاص أفردته لسبعينية اندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954, أن هذه الذكرى مناسبة لاستلهام العبر واستمداد القوة على نهج الجزائر السيدة المنتصرة, مشددة على أنه حري بالجزائريين الاعتزاز بما تم تحقق من إنجازات خلال مسيرة مظفرة, قاطرتها الشباب المتمسك بتاريخه العريق والمفتخر بأسلافه الأمجاد.
ولفتت الافتتاحية التي حملت عنوان: “على خطى الأبطال” إلى أنه “تستوقفنا هذه الذكرى الغالية لنستلهم منها الدروس والعبر ولنستمد منها قوتنا ونحن نحث الخطى على نهج الجزائر السيدة والمنتصرة”.
كما ذكرت بمواقف الجزائر “المدافعة عن القضايا العادلة في العالم والشعوب المقهورة, وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لويلات عدوان سافر ووحشي وحرب إبادة لا مثيل لها من قبل الاحتلال الصهيوني, كما تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أراضيه المسلوبة, طبقا لقرارات الشرعية الدولية”.
وجاء في الافتتاحية: “هذه الثورة العظيمة التي فجرها ثلة من شباب الجزائر البررة, الذين أيقنوا من الوهلة الأولى أن النصر سيكون لامحالة حليفهم, وهو ما تحقق بعدما ارتوى كل شبر من أرضنا الطاهرة بدماء قوافل من الشهداء, الذين صنعوا بحق ملاحم بطولية في ثورة تعتبر من أعظم ثورات التحرير, إن لم تكن أعظمها على الإطلاق”.
بيان أول نوفمبر 1954: منارة الثورة الجزائرية ومرجعية الدولة الحديثة
في الذكرى السبعين للثورة التحريرية، يُذكَر بيان أول نوفمبر 1954 كوثيقة تاريخية حددت مسار الشعب الجزائري نحو الاستقلال. فقد استطاع هذا البيان –الذي أعلن بداية العمل المسلح– أن يجسد آلام وآمال الجزائريين، ليكون صوتًا موحدًا للشعب ومؤسِّسًا للجمهورية الجزائرية.
ورأت قناة الجزائر الدولية أنّ القراءة الموضوعية لهذا النص المرجعي تُظهر خصائصه الكثيرة ومبادئه الخالدة التي تتجاوز حدود الزمان والمكان، مما يفسر إجماع كافة التيارات السياسية الجزائرية عليه على مدار العقود الماضية. يُعدّ هذا البيان مرجعًا أساسيًّا لدستور 2020 الذي رسم معالم الجزائر الجديدة، والذي أرسى دعائمه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. من أبرز هذه الدعائم تعزيز قيم اللحمة الوطنية الجزائرية ووحدة الصف وتعزيز الحوار دون إقصاء، مع تجسيد الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة في إطار المبادئ الإسلامية.
فتح بيان أول نوفمبر الأبواب أمام جميع القوى الوطنية الجزائرية للانضمام إلى جبهة التحرير الوطني، ما حقق التفاف الشعب حول قضية الاستقلال. جاء البيان مخاطبًا الجزائريين بشكل مباشر بعبارة “أيها الشعب الجزائري، أيها المناضلون من أجل القضية الوطنية”، مما جعل المصلحة الوطنية الجزائرية فوق كل الاعتبارات الأخرى. كما أتاح الفرصة لجميع المواطنين من جميع الطبقات الاجتماعية والأحزاب والحركات للانخراط في الكفاح التحرري.
من الخصائص البارزة لبيان أول نوفمبر أنه أسس لمفهوم القيادة الجماعية، حيث اجتمع القادة الستة (محمد بوضياف، العربي بن مهيدي، مصطفى بن بولعيد، كريم بلقاسم، ديدوش مراد، رابح بيطاط) يوم 23 أكتوبر 1954 بالرايس حميدو بالعاصمة، للمصادقة على نص البيان الذي يؤكد المؤرخون أنه وُضع بشكل جماعي.
تميز البيان بلغة بسيطة ومباشرة، مما جعله سهل الفهم وغير قابل للتأويل. شدد البيان على ضرورة التطهير السياسي وإعادة الحركة الوطنية الجزائرية إلى نهجها الحقيقي، والقضاء على جميع مخلفات الفساد، وتنظيم جميع الطاقات السليمة للشعب الجزائري ضد الاستعمار.
وبعد مرور 70 عامًا، لا تزال الرسائل النبيلة التي تضمنتها هذه الوثيقة الخالدة مرجعية للدولة الجزائرية، حيث أسست لمشروع مجتمع يؤمن بمبدأ التعايش بسلام ويكرّس احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني.
تجاوز بيان أول نوفمبر البعد المكاني الضيق، ليكون مصدر إلهام لأهم النضالات الإفريقية التي طالبت بحقوق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها. وتستمر الجزائر المستقلة في الدفاع عن هذا المبدأ في كافة المحافل الدولية، مشددة على ضرورة حماية كرامة الشعوب العربية والإفريقية المضطهدة، وعلى رأسها الشعبان الفلسطيني والصحراوي.
بهذا، يظل بيان أول نوفمبر 1954 مثالًا حيًّا على الإرادة الجماعية والشجاعة التاريخية التي قادت الجزائر نحو حريتها واستقلالها.
وكان الرئيس الجزائري القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، قد أشرف مؤخراًعلى فعاليات الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش الوطني الشعبي بمناسبة إحياء الذكرى ال70 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة، حسبما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.