أيمن الحرفي :
يذكر التاريخ أن سورية كانت محركا للأحداث و منطلق كل مجد و بداية كل نصر.
ما زالت سورية صاحبة اول أبجدية في العالم و ستبقى سورية بداية كل الحضارات و العلوم .. سورية تعيش في وجدان كل انسان في هذا الكون .
و لا يخفى على أحد ان تاريخ سورية موطن الحضارة و سورية ولدت و ما زالت تلد أجيالا من العلماء و الأدباء و المؤرخين و الشعراء و الابطال.
و أبناء سورية هم علامات فارقة على مستوى العالم قدموا خلاصة عملهم وعلمهم وخبراتهم في انحاء الوطن العربي والعالم .
ففي مجال التربية والتعليم نرى ان مؤسس وزارة التربية العراقية و مؤسس جامعة بغداد عام ١٩٢٤واول عميد لها هو العلامة السوري ساطع الحصري (١٨٧٩- ١٩٦٨) و هو المفكر السوري المعروف وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي.
أما مؤسس وزارة المعارف في البحرين عام ١٩٢٧ هو المربي السوري عثمان الحوراني ( ١٨٩٨- ١٩٥٨) و مؤسس وزارة المعارف في قطر عام ١٩٥٧ هو المربي الدكتور عبد الله عبد الدائم (١٩٢٤-٢٠٠٨)الذي ولد في حلب و استفاد من والده القاضي في تعلم اللغة العربية والنحو والصرف وعمره لا يتجاوز عشر سنوات .
و عبد الدائم تأثر بعباقرة الادب و العلم ( شاكر الفحام ) و انطون مقدسي و محمد البزم و سامي الدروبي كما تأثر بطه حسين وعباس محمود العقاد والمازني واحمد شوقي .
و للدكتور عبد الدائم اسهاماته العربية في المشاركة بوضع اسس السياسة التعليمية و التربوية في بعض البلدان العربية ، و قام بتقويم النظام التربوي بدولة الكويت.
حياته عطاء لا ينضب و نتاج فكري كبير ، تنقل بين السياسة والثقافة والعمل الحكومي كوزير للإعلام ١٩٦٢- ١٩٦٦ و التدريس الجامعي وبين الالتزام القومي و التخطيط التربوي في أغلب الدول العربية وغرب أفريقيا و باريس.
كان موسوعة في الفكر و سفرا في الفلسفة و صرحا أدبيا و تربويا كبيرا.
أما مؤسس قطاعي التعليم و الصحة في السعودية هم الأطباء السوريين مدحت شيخ الأرض ( ١٩٠٠- ١٩٩٠ )و رشاد فرعون ( ١٩١٠-١٩٩٠) .
و في المجال الدولي والسياسي كان للإنسان السوري بصمته الواضحة واسهاماته الهامة في المجال الدولي والسياسي فنرى أحد مؤسسي الأمم المتحدة في طوكيو عام ١٩٧٣ هو العلامة السوري الدكتور عبد الرزاق قدورة سفير سورية في المحافل العالمية الذي عرف بتفوقه ونبوغه العلمي منذ الصغر.
كذلك السياسي والبلوماسي الكبير فارس الخوري ( ١٨٧٣- ١٩٦٢) هو أحد واضعي شعار الأمم المتحدة و أحد مؤسسي المنظمة الدولية عام ١٩٤٥.
و لا ننسى الكلمة التي ألقاها الخوري في المؤتمر في دورته الاولى ونالت تقدير العالم واعجابه حيث بين فيها استعداد بلاده سورية وشقيقاتها العربيات لتلبية نداء البشرية من أجل تفاهم متبادل أتم وتعاون أوثق ، كما تحدث عن خطورة المهام الملقاة على عاتق المؤتمر وأظهر تفاؤلا في امكانية تحقيق الفكرة السامية التي تهدف إليها المنظمة العالمية وبناء على جهوده فقد منحته جامعة كاليفورنيا (الدكتوراه الفخرية) اعترافا بمآثره العظيمة في حقل العلاقات الدولية ، وانتخب عضوا في مجلس الامن الدولي ١٩٤٧ ..
كما أصبح رئيسا له ثم رئيسا لمجلس الوزراء في سورية .وتفيد المعلومات أن رؤساء الوزارة الثانية والثالثة والرابعة والسادسة في الاردن هما الزعيمان السوريان ( رضا باشا الركابي من دمشق (١٨٦٨ – ١٩٤٢) و هو اول رئيس وزراء في سورية و مظهر باشا رسلان من حمص ) اللذان تناوبا على مقعد الحكم في الاردن عند تأسيسه في بداية العشرينات ،
و نبقى في الاردن فمصمم مدينة عمان في الاردن هو المهندس السوري (صبحي كحالة ) الذي أصبح وزيرا لسد الفرات فيما بعد .
و في الاردن أيضا نرى مؤسس وزارة المالية فيه هو السياسي و الدبلوماسي حسن الحكيم ( ١٨٨٦ – ١٩٨٨) وفي العراق نرى مؤسس الجيش العراقي هو الضابط السوري الدمشقي صبحي العمري ( ١٨٩٨- ١٩٧٣).
هكذا و بكل فخر نرى الرجل السوري ترك بصمته، وابداع سيتحدث التاريخ عنه لاحقا وهذا غيض من فيض من ابداع السوريين في العالم.