مرشد ملوك :
مقبلة البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها على غربها .. خلال الشهر أو الشهرين القادمين على جني موسم الزيتون، موسم الخير والبركة وكل شيء له علاقة بالأمن الغذائي والتنمية في الريف والمدينة.
كما هو معلوم فإن جني محصول الزيتون يحتاج إلى جهود كبيرة، ويكاد يكون التعب الأساس في زراعة الزيتون في وقت “الحواش” والكثير من أصحاب الحيازات الزراعية الكبيرة المزروعة بالزيتون يقدمون لمن يقوم بالجني والحواش نسبة من الغلة النهائية تصل أحيانا إلى 40 %
على هذا تؤشر النسبة 40 % على أن من يقوم بجني محصول الزيتون على حسابه يحتاج إلى تكاليف عالية، سواء من الحاجة والضرورة على الانفاق لأفراد الأسرة الذين سيقومون بالشراكة في العملية، أو أجور العمالة التي يحتاجها كل من يجني الزيتون لأن فترة الجني تكون قصيرة قبيل قدوم الشتاء.
أضف إلى أن أجور نقل المحصول إلى المعصرة، وفي المعصرة هناك حكاية من طعم مختلف، وما يتعرض له الفلاح أحياناً من ظلم وابتزاز وأحياناً سرقة المحصول، والأهم هنا هو تقديم نسبة من الزيت المعصور للمعصرة أو بدل نقدي يصل لحدود عشرة بالمئة، كتكاليف للعصر.
في كل المشهد السابق يلجأ الفلاح إلى الاستدانة من المرابين لتغطية تكاليف جني محصوله العالية ويقدم جزءاً من الزيت للمعصرة .. وبطبيعة الحال من لديه الفائض يقوم ببيع جزء من الإنتاج في نهاية المطاف لسد التكاليف .. وهذه دورة عمل قد تكون طبيعية يحكمها قانون الاقتصاد في كل المراحل.
المقترح أن يحل المصرف الزراعي التعاوني وأي مصرف مهتم بتقديم القروض الزراعية مثل بنوك التمويل الصغير التي تدعي دعم المشاريع المغرقة في الصغر، وقد نشر بنك الإبداع وهو من هذه الفصيلة.. بعض الأخبار حول تقديم تمويل زراعي، إذا أن تحل هذه المؤسسات المالية مكان هؤلاء المرابين الذين يقنصون تعب الفلاح والفائدة الممكن أن يجنيها من هذه الزراعة.
وفي هذه النقطة نشر رئيس وزارء بنغلادش المعين حديثاً في بلاده تفاصيل حول جوهر مشروعه بالتنمية الريفية وهو تخليص الفلاحين والمنتجين الصغار في الريف من أنياب المرابين وفق معادلة مالية دقيقة جداً.
صحيفة الثورة – على الملأ – 16 أيلول 2024م