جديد 4E

الصحافة العمانية تخطو بخطوات تاريخية

 

كتب زيد السربل :

 تعد الصحافة في سلطنة عمان جزءًا مهماً من تاريخ السلطنة وقد شهدت مسيرة الصحافة العمانية تطوراً كبيراً  منذ ان بدأت حتى يومنا  هذا، ويمكن تقسيم تاريخ الصحافة العمانية إلى عدة مراحل رئيسية هي :

مرحلة البدايات  في القرن التاسع عشر، وكانت البداية الحقيقية للصحافة العمانية في خارج سلطنة عمان عندما تأسست أول صحيفة عمانية بعنوان “النجاح” عام 1911 في زنجبار، وكانت حينها جزءاً من الإمبراطورية العمانية.

صحيفة النجاح

وكانت هذه الصحيفة موجهة نحو القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية للعمانيين في زنجبار وشرق أفريقيا.

اما المرحلة الثانية للصحافة  العمانية فقد بدأت في داخل  سلطنة عمان  وبالتحديد. في فترة  السبعينيات .

ومع تطور الأوضاع السياسية والاجتماعية في سلطنة عمان بدأت الصحافة العمانية بالظهور في بداية السبعينيات

ومع صعود  جلالة السلطان قابوس بن سعيد إلى  عرش الحكم في عام 1970، بدأ عهد جديد من الانفتاح والتطور في عمان وكان للصحافة دور كبير.

وتأسست صحيفة “الوطن” في عام 1971 وكانت من أولى الصحف اليومية التي بدأت في نشر الأخبار والمقالات المحلية والدولية.

ثم صحيفة “عُمان” التي تأسست عام 1972 م وهي الصحيفة الرسمية للحكومة وتهتم بالشؤون المحلية والدولية مع تغطية واسعة لأخبار السلطنة.

وللصحافة في سلطنة عمان دور هام في تعزيز الوعي الاجتماعي والسياسي بالإضافة إلى دعم عملية التنمية الوطنية والتعبير عن آراء وتطلعات المواطنين.

ومع تطور الإعلام في السلطنة أصبحت الصحافة وسيلة لنقل المعلومات بشفافية وموضوعيه ولها أهمية كبيرة ونجحت في تثقيف ونشر الوعي في المجتمع من خلال تقديم معلومات عن القضايا الوطنية والدولية وتعزيز الوعي حول الموضوعات الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية والسياسية وتعزيز الهوية الوطنية وإبراز الثقافة العمانية وتاريخ السلطنة مما يعزز من ارتباط المواطنين بهويتهم الوطنية.

وساهمت الصحافة العمانية في مراقبة ومتابعة   الأداء الحكومي والقطاعات المختلفة مما يعزز الشفافية والمساءلة.

ونجحت الصحافة والصحافيين في سلطنة عمان بدعم حرية التعبير باعتبارها  منصة للتعبير عن آراء الجمهور والمساهمة في النقاشات العامة حول قضايا المجتمع والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية  من خلال تغطية القضايا التنموية وتشجيع الحوار حول الحلول الممكنة لتساهم الصحافة في دفع عجلة التنمية.

وميدان مهنة الصحافة في عمان متخم برموز وشخصيات كثيرة، من أبرزهم  معالي عبدالعزيز الرواس وزير الإعلام وهو احد الشخصيات الإعلامية البارزة في الصحافة العمانية وله دور كبير في تطوير الإعلام العماني والأكثر تأثيرا وله بصمات واضحة في تطوير العمل الصحفي في السلطنة كذلك من أبرز الإعلاميين علي بن خلفان الجابري الذي شغل عدة مناصب إعلامية وعبدالله بن ناصر الحراصي الذي يعد رمز للصحفيين المخضرمين ممن ساهم في تشكيل الهوية الإعلامية للصحافة العمانية وغيرهم كثيرون.

وساهمت هذه الشخصيات وغيرها بدور محوري في تطوير وبناء الصحافة في عمان وجعلها مصدرًا موثوقًا للمعلومات.

وفي عام  ٢٠٠٤ م تأسست جمعية الصحفيين العمانية لخدمة الصحافة والإعلام في سلطنة عمان لتهتم بتطوير المهنة الإعلامية والدفاع عن حقوق الصحفيين، وتعمل على تعزيز دور الإعلام في دعم القضايا الوطنية وتطوير المهارات الصحفية.

وتقدم  الجمعية المساعدة لكافة الصحفيين سواء في مجال التدريب أو حقوقهم المهنية والتطوير المهني بتنظيم ورش عمل، ندوات ودورات تدريبية والمنتديات والملتقيات الإعلامية وتمثيل الصحفيين في سلطنة عمان دوليًا وفي المحافل الإقليمية والدولية.

وتهدف الجمعية التي يترأسها حاليا الدكتور  محمد مبارك العريمي تعزيز الأخلاق المهنية والارتقاء بالمهنة وتعزيز القيم المهنية والأخلاقية.

وتولى رئاسة مجالس   *جمعية الصحفيين العمانية* منذ تأسيسها علي بن خلفان الجابري  وعوض بن سعيد باقوير الذي تولى رئاسة الجمعية لفترات متعددة ولهما دور بارز في تمثيل الصحفيين العمانيين دوليًا وتعزيز مكانة الجمعية والدكتور محمد بن مبارك العريمي الذي يتولى رئاسة الجمعية في فترات حديثة، حيث انتخب للفترة 2022-2023 وأعيد انتخابه حتى عام ٢٠٢٦م.

الكويت – ٢٩ آب

 

هامش للسلطة الرابعة :

الجدير ذكره أن جمعية الصحفيين العمانية تستعد في هذه الأثناء لإقامة المنتدى الصحفي العماني في الثالث من أيلول / سبتمبر القادم في مجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة في محافظة ظفار وبمشاركة  ٢٠٠ صحفي وإعلامي من ٢٣ دولة.