جديد 4E

وجبات غير ضرورية..!  

 

السلطة الرابعة – عبد الحليم سعود:

رغم أوضاعي المالية المتذبذبة على الدوام، ومسحة التشاؤم والنكد التي ترافقني أينما حللت، إلا إنني أعامل مثل السياح درجة أولى لدى دخولي الاماكن العامة والسياحية.. ربما لأنني أفتقر كاريزما رجل التموين او الجمارك.. فمنذ مدة وجدت نفسي مضطرا تحت ضغط العائلة  لزيارة أحد مطاعم الوجبات السريعة التي زاد عددها هذه الأيام.. فتقمصت دور السائح وانتقيت ركنا بعيدا وجلست جلسة اميرية – وكل شي بحسابو- وما أن استقريت في مكاني وأخذت نفسا طويلا – من دون اركيلة- حتى حاصرني كل جراسين المطعم وعماله وراحوا يمطرونني بوابل أسئلتهم الغربية وكأنني اللورد بايرون – أخوه لسمير- وحين طبعني التردد والحيرة أغاثني أحدهم بالمينو – قائمة المأكولات والمشروبات – فاخترت أكثرها تواضعا وأبسطها سعرا لكي يبقى في جيوبي ما أستطيع به إكمال رحلة الشهر الطويلة..- على اعتبار محسوبكم قابض الزيادة ومفكر حالو أوناسيس زمانو – المهم راح الوقت يمضي بطيئا ثقيلا وانا انتظر طلبي.. ثم مضى كلمحة بصر حين أتت الوجبة المرفقة بأشياء لم أطلبها لتأتي بعدها المفاجأة المدوية -الفاتورة- التي أتت على كل الراتب والزيادة – من دون إكراميات أو إضافات أو بخشيش – فتذكرت وقتها قول الشاعر الجاهلي إمرؤ الفيس المهزومي: قفا نبكٍ من هول فاتورة لم تحسبِ.. ولم تخطر ببال موظف غير مجرّب

فخرجت من المكان على إيقاع أغنية لا تهزي كبوش التوتة ..المعود عالزوادة ما بيشبع من بسكوتي..

الفاتورة:

– ثمن وجبة غير ضرورية.

-ضريبة إثراء غير مشروع.

– ضريبة دخول اماكن محظورة على موظفي القطاع العام.

– ضريبة خروج من المنزل دون استشارة محام او طبيب قلبية.

– ضريبة بريستيج اجتماعي.

– بخشيش للجراسين.

– ضريبة عدم تقدير العواقب.

– وأخيرا تذكرت ضريبة أخرى كانت المرحومة ستي تفرضها لحظة الغضب ( ساعة عزا وشحار).