جديد 4E

صدق العاشقون.. ولو كذبوا..

 

لميس علي :

هل يكون الحبً ملاذاً من واقع مرّ..؟

إذاً بالقياس إلى واقعنا (الحالي) ستزيد نسبة العشاق..

وأيضاً بالاعتماد على فظاعة حاضر نحياه، ما مدى صدق الحبّ وأصالة جوهره..؟

قائمة المقالات الشهرية المتراكمة أعادتْ إلى ذاكرتها موضوعة (الحبّ)، والذي يرتفع منسوب حضوره في شهره (شباط).

كم تبدو فكرة (تجارية) بحتة أن يرتفع ذكر الحبّ واستذكاره في شهر واحد سنوياً..؟

إحدى المقالات حلّلت حالة الحب علمياً..

ما دفعها الى استخلاص عبارة: صدق العاشقون.. ولو كذبوا..

ويبدو أنه بالنسبة إلى ظرف استثنائي لبلد نحيا على رقعته الجغرافية، لربما زادت نسبة الكذب في خليط (صدق/كذب) العشقي.

ينشأ هذا الخليط من اندفاعات الحبّ.. ودفقاته غير المضبوطة، دون أن يتنبّه العاشق أن لكلماته تأثير وعودٍ.. ولاعترافاته مسارات أحلامٍ تنبت في خيالات الآخر..

ولهذا كلا العبارتين صحيح: صدق العاشقون.. ولو كذبوا..

وكذب العاشقون.. ولو صدقوا..

الفرق في وجهة النوايا.. والنوايا العشقية الطيبة لا تنبت في أرض واقع مرّ وشحيح.

من أي صنف كانتْ..؟

سألتْ نفسها هذا السؤال.. قبل أن تبدأ عملية فرز واستعراض لمختلف الذين كذبوا أو صدقوا حبّاً وعشقاً ووعوداً قطعوها على حين غفلة من عقولهم.

ولأجل أن لا تقع في فخّ العاطفة البحت وما يستجره من كذب وعودٍ، لجأتْ إلى عقلها دائماً.. والذي كان المأخذ والسلبية الأكثر من واضحة لمفهوم (الحبّ)، كما خبرته في سنوات عمرها، بعرف الآخرين.

البعض يرى أن العقل هو مقتل الحبّ..

وبدورها آمنتْ دائماً أن الحبّ الحقيقي يقوم على التوازن ما بين العقل والعاطفة دون أن يلغي أي منهما الآخر..

تعترف بذلك مع أنها غلّبت كفة (العقل) دائماً..

وفي المرة الوحيدة التي سايرتْ فيها عاطفتها أكثر مما اعتادتْ، لم تتنبّه أن كلماتها نمت وتحوّلت أملاً ووعوداً لدى الآخر.

مرة واحدة جعلتها ترتد إلى منطق العقل سريعاً.. والاقتناع بما يقوله العلم من أن كيمياء الحبّ ليست أكثر من تفاعلات لهرمونات محددة في أجسادنا.. (الدوبامين، السيروتونين) هرموني السعادة، وهرمونات أخرى تزيد الرغبة والتعلق.

تقول إحدى الدراسات العلمية: (عندما يقع الإنسان في الحبّ فإن الدوائر العصبية الخاصة بالحرص والتفكير المنطقي يتم إغلاقها)..

الأمر الذي يبرر مقولة: كذب العاشقون، ولو صدقوا.. فكذبهم يأتي على سبيل الصدق الظرفي.. (الآني واللحظي) الواقع تحت تأثير خدر الحبّ.. فكأنهم صدقوا ولو كذبوا.

صحيفة الثورة – رؤية – 28 شباط 2024م