زرقاء اليمامة السورية .. !!

عبد الفتاح العوض :

سُئل أحد العلماء لماذا تهتم بالمستقبل قال: «ببساطة لأننا سنقضي بقية عمرنا فيه»..

من أجمل تعاريف المستقبل هو «الممكن الذي لم يأت بعد» فهل لدينا من يقرأ الممكن القادم…. هل لدينا زرقاء يمامة سورية؟

يعتبر البعض قصة زرقاء اليمامة مجرد أسطورة من الأساطير العربية لما قبل الإسلام، والبعض الآخر يتحدث بثقة عن زرقاء اليمامة ودورها في معركة قبيلتي طسم وجديس، ويتحدث مؤرخون مثل المسعودي عن تفاصيل القصة، ويأتي معجم البلدان للحموي ليحدد مكانها وزمانها.

وللتذكير فإن شهرة زرقاء اليمامة تأتي من أنها كانت ترى الركبان على مسيرة ثلاثة أيام وحسب ما تم تقديره على مسافة 60 كم.

أياً كانت القصة أسطورة أم حقيقة فإن رؤية المستقبل ضرورة ملحة.. وأشد ألم يعيشه السوريون حالياً أنهم لا يرون الأحداث على مسيرة يوم واحد… وأتحدث هنا عن المستقبل الاقتصادي لسورية.. وهو بلا شك مرتبط بالسياسي محلياً دولياً.

ما قبل الحرب على سورية كان لدينا مشاريع لقراءة المستقبل، وفي كثير من هذه المشاريع أحلام مؤجلة منها ما هو قابل للإدراك، ومنها ما هو مجرد سطور في كتاب الأحلام.. لكن على الأقل كان لدينا الشجاعة لنرسم المستقبل ونلونه حسب ما نراه وما نتوقعه.

الآن كما يتبدى لكل منا حقيقة ماثلة للجميع أن قراءة اليوم غير ناضجة وقراءة الغد مستحيلة، بل ومع كل ألم قراءة الأمس كانت خاطئة ولم نعترف بها بعد.

أليس من الحكمة أن نقدم للسوريين لمحة عن المستقبل..؟

كيف يمكن ذلك ونحن ما زلنا في دخان الحرب وما حولنا أعاصير تحجب الرؤية؟

ببساطة قراءة كف المستقبل هو علم.. علم الخيارات الممكنة والسيناريوهات المحتملة.

يعني سيكون غدنا بشكل ما لو استمر الحال على ما هو عليه.. سيكون مختلفاً لحد ما إن فعلنا كذا وكذا.. سيكون مختلفاً إلى حد أبعد لو حدث في العالم كذا وكذا.

تعالوا نتفق على أننا بحاجة لمعرفة الغد.. أما كيف فذلك يعود لطريقتنا التي نختارها في قراءة المستقبل.. أهي بالمشاركة في صنعه؟ أم بانتظاره؟ أم بتوقعه؟

العقل العربي لديه مشكلة مع المستقبل، وبظني أن ذلك يعود لربطه بالعلم بالغيب وهو الأمر الذي لا قدرة للبشر عليه وهو ربط خاطىء تماماً.. التخطيط للمستقبل ليس رجماً بالغيب ولا تألياً على الله.

إن كان من اقتراح هنا أن نشكل مجلساً من أهل العلم والخبرة لوضع تصورات لمستقبل سورية… وأن تقوم إحدى الجامعات أو مراكز الدراسات باستضافته.

قراءة للمستقبل بعقل منفتح بلا قيود ولا مخاوف..

السوريون بحاجة لمن يخبرهم إلى أين هم ذاهبون؟!

أقوال:

– إذا كان الماضي غير كامل، فيجب توخي الحذر من المستقبل.

– تبدأ بالشيخوخة عندما يفوق ارتباطك بالماضي حماسك للمستقبل.

– احزم حقائب الحب، دعنا نذهب إلى المستقبل.

– المستقبل ملك لأولئك الذين يستعدون له اليوم.

صحيفة الوطن