جديد 4E

بايدن الحائر في ظل عصا البقاء بسورية.. أنا لست الرئيس!

 

عزة شتيوي :

في حيرة الانسحاب يلجأ الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الحيلة والرقص على التناقضات في التصريحات ولأنّ سِنّه السياسي قد فقد الليونه نراه يسقط في زلات اللسان والخطط التكتيكية للبقاء أو الرحيل في سورية والعراق أو حتى داخل أسوار البيت الأبيض.. فتارة يظهر النية للانسحاب وتارات أخرى نجده يفضل ترحيل الملف إلى مَن بعده فيصف سلفه الرئيس ترامب بالرئيس الحالي كلما اقتربت احتمالات خروج واشنطن من سورية والعراق..

الرؤية الأميركية تزداد تشويشاً وضبابية في الشرق الأوسط ومن يؤكد انسحاب بايدن من شرق الفرات ومن قواعده غير الشرعية عليه أن يتحسس النبض السياسي للرئيس الأميركي وهل هو قادر بعد على مشقة الانسحاب الذليل لقواته من منطقتنا بعد أن حمل خشبة الهروب من أفغانستان على ظهره السياسي.. هل يتحمل الرئيس الأميركي في حقبته المزيد من الأثقال السياسية..؟

تعقد المشهد كثيراً بالنسبة لجو بايدن خاصة بعد عملية طوفان الأقصى وارتداداتها على المنطقة وعلى جيش الاحتلال الأميركي تحديداً في سورية والعراق وبدلاً من أن تشكل هذه القواعد غير الشرعية صمام أمان لإسرائيل في المنطقة بات كابوس رعب على بايدن من أن تكون الخسائر الأميركية في سورية والعراق توازي ما خسرته إسرائيل من سمعة عسكرية واستخباراتية فيعود الجندي الأميركي محملاً في توابيت الخسارة خاصة بعد ضربات المقاومة في سورية والعراق ومطالبة بغداد لبايدن بالخروج دون حجج أو تأجيل.

الأخبار تتضارب حول الاستراتيجية الأميركية في سورية والعراق فهناك من يطالب أميركياً وصهيونياً بزيادة الدعم العسكري الأميركي في سورية، وهناك من يرى أن البقاء غير الشرعي وغير المبرر يفتح الاحتمالات على فضائح أميركية جديدة وخسارات سياسية وعسكرية لقوات الاحتلال الأميركي ومن الواضح أن سورية قيادةً وشعباً وجيشاً ومقاومةً لن تترك شبراً من أراضيها وخاصة حيث تتواجد معظم ثروتها النفطية دون تحرير والضرب الزائد على معدتها الاقتصادية يزيدها صموداً وإصراراً ويدفعها باتجاه عمليات التحرير وهو ما يشجعها عليه الحلفاء في روسيا وإيران خاصة أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف قالها علناً (لا يمكن الحديث عن بقاء القوات الأميركية في شرق الفرات، في حال انسحابها من العراق، مؤكداً أن هذه القوات ستغادر «عاجلاً أم آجلاً»..

من الواضح أن الإدارة الأميركية تبث الإعلانات عن انسحابها من سورية لكسب مزيد من الوقت وربما لرفع الضغط المقاوم عن كاهل قواعدها غير الشرعية في سورية فهي تدرك أن للبقاء ثمن لا يمكن تحمله من خسارات في صفوف جيشها المحتل، أما الرحيل بالنسبة لها فهو هزيمة من عيار تقديم الهدايا لمحور المقاومة وإن كان العقلاء في واشنطن لازالوا يعترفون بأن الانسحاب قد ينقذ الموقف الأميركي في المنطقة والعالم ويفتح مجالات للحوار مع دمشق وحتى روسيا وقد يطفئ نيران الحروب حتى في أوكرانيا.. فهل هذا ما تريده أميركا!!.

حتى اللحظة لايزال شيطان الدولة العميقة في أميركا وهو صهيوني بامتياز يدير عقل واشنطن.. وهو إذ يهرب لحظياً من أزماته ليبحث عن بدائل لا يجد حتى الآن سوى أنّ أردوغان هو الحل.. هكذا بدأت تشي بعض التسريبات بأن البديل لواشنطن ليست قسد بل أنقرة، ولكنها فكرة يخافها الأميركيون أيضا بحكم خبرتهم بأردوغان الذي لا يقل احتلالاً أو عدوانيةً عنهم ولكن ورغم تحالفها أي واشنطن معه في الأطلسي والكثير من الملفات إلا أنه قد يبيع مصالحها كما ستبيع واشنطن قسد له في سورية.. ليس في سوق النخاسة بل في أسواق الابتزاز التركية.

لذلك وأكثر نجد بايدن يقع في الحيرة ويلجأ لحيلة الدعاية عن انسحابه من سورية فهذا بالون اختبار لفتح الاحتمالات المتاحة والتي باتت معدومة، في ظل بقائه الطويل والذي خلّف جسداً أميركياً متخوفاً لدرجة أن بايدن تمنى لو كان ترامب في موقفه الصعب وقالها في زلة لسان: “ترامب هو الرئيس الحالي”؟.

صحيفة الثورة – نبض الحدث – 28 كانون الثاني 2024م