جديد 4E

إهمال وقصور في الدراسات .. نمنا بالعسل لحين وقوع كارثة سهل عكار لنبحث بعدها عن الأسباب والحلول ..!

 

سهل عكار

شعبان أحمد :

لم تسعفني الكلمات كما كل السوريين للتعبير عن حجم الفاجعة التي أصابت قرى سهل عكار بطرطوس جراء فيضانات الأنهار، والتي أدت إلى خسائر فادحة بالأرواح والزراعات سواء المحمية أو الطبيعية ..

نحن هنا لسنا بوارد لطم الخدود.. ولا توزيع الاتهامات.. ولكن هل الأمطار الغزيرة التي هطلت هي حالة طارئة أو استثنائية و خاصة في طرطوس..؟ الجواب حتماً لا.. فمحافظة طرطوس معروفة بغزارة أمطارها وإن تفاوتت بين عام وآخر ..

المشكلة هنا بالإهمال.. بقصور الدراسات .. !!

الطامة الكبرى هي النوم بالعسل لحين وقوع الكارثة.. ليتحرك بعدها المسؤولون ويبحثون عن الأسباب والحلول .. !!

مواطن منكوب يتساءل: ألا تستدعي هذه الكارثة تشكيل لجنة وزارية رفيعة المستوى للوقوف على الأسباب والبحث عن متطلبات الحل .. ؟

في هكذا كوارث ألا يجب تقديم الدعم العيني مباشرة وبشكل استثنائي .. وهل على هؤلاء الفلاحين انتظار أشهر عديدة ليصدر تقرير صندوق الجفاف والكوارث..؟

من عايش الواقع غير الذي شاهد وتابع عن بعد.. نحن ندرك أن هذه الكارثة أوجعت السوريين جميعاً.. كما أوجعت الحكومة والسلطة التنفيذية بالمحافظة التي سارعت لتوزيع بعض السلل الغذائية مع استنفار مديريات الخدمات والموارد المائية لتعزيل الطمي وفتح الأنهار والعبارات.

الفاجعة وقعت.. وهنا المفروض دراسة الأسباب ووضع الحلول حتى لا تتكرر مرة أخرى.. وأجزم أنها ستتكرر ما لم تكن هناك نوايا جادة بالتعامل مع الكوارث بطريقة أكثر جدية ممزوجة بالغيرة الوطنية ..

كلنا يدرك.. حتى الحكومة حجم الضغط على المزارع من خلال ارتفاع تكاليف الإنتاج .. وحجم الديون المتراكمة التي من المفروض تسديدها ” ع الموسم ” ..

آلاف البيوت البلاستيكية وآلاف هكتارات القمح والبطاطا أتلفت وتضررت بشكل كامل.. وسهل عكار هو السلة الغذائية ليس لطرطوس فقط إنما يشكل قيمة مضافة على المستوى الوطني.

كلمات العزاء.. والتعاطف.. والشعور بالحزن لن يجدي نفعاً.. الذي يجدي الآن وسريعاً تشكيل لجنة وزارية وقيامها بدفع تعويضات مباشرة لكل المتضررين حتى يتسنى لهم ترميم أراضيهم و العودة إلى الزراعة مجدداً مع ضرورة وضع خطة استراتيجية لمنع حدوث هذه الكارثة مستقبلاً.. و غير ذلك يسمى ” تسويف “.

صحيفة الثورة – على الملأ – 16 كانون الثاني 2024م