جديد 4E

يجري في كهفٍ ضمن الصخور منذ ستة آلاف عام .. نبع أفقا التاريخي يعود للعطاء بمياهه المعدنية

 

أفقا سر وجود تدمر .. اكتُشفت في مجراه مذابح نذرية منحوتة من الحجر مكرسة لواهب الحياة والمياه إله النبع “يرحبول”

 

السلطة الرابعة – متابعات :

عاد نبع أفقا التاريخي في مدينة تدمر إلى التدفق من جديد، بعد عدة أشهر من العمل السوري الروسي المشترك، هو نبع مائي و كهف أثري حفر ضمن الصخور منذ أكثر من 6 آلاف عام.

افتتح الموقع ضمن حفل أقامته وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة الفيلق التطوعي الاستكشافي في روسيا، وبحسب مدير عام الأثار والمتاحف محمد نظير عوض تضمنت أعمال الترميم، تعزيل مجرى النبع من الأنقاض والردميات وترحيلها والكشف عن الدرج الأساسي بالكامل المؤدي إلى مجرى النبع وإعادة بناء الجدار الأثري باستخدام أحجار مشابهة للقديمة إضافة إلى الكشف عن سويات أثرية ومذابح نذرية لإله النبع (يرحبول).

وبحسب الوكالة السورية للأنباء سانا، أشار مدير عام الآثار والمتاحف إلى أن موقع النبع الذي تعرض للتخريب جراء اعتداءات تنظيم داعش يعد سبب الحياة وسر وجود الإنسان في تلك المنطقة مبيناً أن هذا المشروع سيكون بداية الأعمال المشتركة مع الفريق الأثري الروسي لمتابعة ترميم مواقع أثرية أخرى في منطقة تدمر التاريخية.

واعتبر مدير منظمة الفيلق التطوعي الاستكشافي الأثري في روسيا تيمور كارموف: أن هذا المشروع الأثري المهم الذي بلغت مدة تنفيذه نحو ثلاثة أشهر يساهم بشكل كبير في إعادة الحياة لهذا النبع التاريخي كما يساعد على إعادة المزارعين إلى بساتينهم في واحة تدمر واستقرارهم بالمنطقة.

وتضمن حفل الافتتاح إصدار كتاب باللغتين العربية والروسية، يتحدث عن تاريخ نبع أفقا وخطوات العمل لإعادة تدفقه.

ويقع نبع أفقا في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة تدمر وتتدفق مياهه من جوف جبل المنطار من مغارة طولها نحو 400م ينبع فيها الماء من تسعة آبار جوفية طبيعية محفورة في الصخر الكلسي، شذبها الإنسان عبر العصور، ونحت على جوانب نهاية المغارة مصاطب ومدرجات وأحواض ووضع مذابح حجرية منحوتة لتقديم النذور والقرابين في ذلك الوقت.

نبع أفقا سر وجود تدمر

وتحت عنوان : ( نبع أفقا التاريخي سر وجود تدمر.. عبث به إرهابيو “داعش” وأعادته نعمة السماء ) نشر الزميل عدنان الخطيب مدير مكتب وكالة سانا في تدمر ريبورتاجاً تعريفياً بهذا النبع – ونشرته سانا بتاريخ 8 / 4 / 2019م قال فيه:

يعتبر نبع أفقا التاريخي الذي يعود إلى أكثر من ستة آلاف عام أحد أسباب نشوء الحضارات التاريخية في مدينة تدمر وسر استمرار الحياة فيها.

ويقع نبع “أفقا” في الطرف الجنوبي الغربي من مدينة تدمر وتتدفق مياهه من جوف جبل المنطار من مغارة أثرية طولها نحو400 متر تنبع فيها المياه من تسع آبار جوفية طبيعية محفورة في الصخر الكلسي شذبها الإنسان التدمري عبر العصور ونحت على جوانب نهاية المغارة مصاطب ومدرجات وأحواضا ووضع مذابح حجرية منحوتة لتقديم النذور والقرابين للإله الذي وهب الإنسان نعمة المياه وديمومتها.

وبين الباحث في الآثار التدمرية محمد خالد الأسعد في تصريح لمراسل سانا إنه اكتشف في مجرى النبع مجموعة كبيرة من المذابح النذرية المنحوتة من الحجر مكرسة لواهب الحياة والمياه إله النبع “يرحبول” كما وجدت نصوص كثيرة منقوشة على المذابح تردد الدعوات وتذكر اسم “يرحبول” راعي الحياة ومانح البركة الدائمة في تدمر.

وأشار الأسعد إلى أنه كان يتم تعيين أحد رجالات المدينة قيما على النبع ليشرف على توزيع مياهه بين المواطنين لسقاية واحة النخيل والزيتون.

الأسعد لفت إلى أنه توجد في مدخل المغارة غرفة منحوتة في الصخر الكلسي استخدمت كمعبد صغير قدم فيه التدمريون نذورهم وتقديماتهم وأضاحيهم كما أقيمت غرفة مائدة على السفح المجاور لتناول الطعام حيث حمل النبع صفة القداسة لدى التدمريين القدماء.

وأوضح الأسعد أن درجة حرارة مياه نبع أفقا المعدنية تبلغ 33درجة مئوية ثابتة في الفصول كافة تفيد في الشفاء من الكثير من الأمراض وخاصة الجلدية والمفصلية وحالات فقر الدم وإزالة المواد الرملية في الجهاز البولي نتيجة ارتفاع نسبة الكبريتات فيها.

ولفت إلى أن مياه هذا النبع جفت عام 1993 لكن الآن عادت الحياة إلى نبع أفقا التاريخي نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة هذا العام ( 2019 ) ما دعا مديرية الموارد المائية بحمص إلى إجراء الكشف على موقع النبع وتبين لها وجود مياه معدنية دافئة أكدت تحاليلها أنها مطابقة لمواصفات مياه النبع قبل جفافه.

وأكد الأسعد أهمية عودة المياه إلى مجراها الطبيعي والتي من شأنها أن تحافظ على الكهف من التآكل كما حافظت عليه منذ آلاف السنين مشددا على ضرورة تعزيل أكوام الردميات والأتربة المتراكمة في مجرى مياه النبع جراء اعتداءات تنظيم “داعش” الإرهابي محاولة منه طمس آثار هذه الحضارة الموغلة بالقدم.