في الذكرى 43 لرحيله .. لماذا طلب هواري بو مدين إلغاء مراسم زيارته إلى موسكو ..؟ وكيف ساعد عبد الناصر ..؟

كتب عمرو ناصيف :

تحل اليوم الذكرى 43 لرحيل الرئيس الجزائري القائد هواري بو مدين، الذي ينبغي على كل مصري أن يعرف بعضاً مما قدّمه هذا العظيم لمصر .

لن أتحدث عن دعمه المالي والاقتصادي، ولا عن قواته وطائراته التي أرسلها إلى مصر في أعقاب نكسة 1967 ولا عن الشهداء الجزائريين الذين رووا أرض مصر بدمائهم الطاهرة، فقد كتبتُ في ذلك مراراً.

اليوم سأذكّر بزيارة الرئيس بو مدين إلى موسكو في أعقاب النكسة، واستيائه من موقف الاتحاد السوفييتي الذي خذل مصر والعرب، بمواقفه معنا التي كانت أقل وأضعف من أن تقارن بمواقف أمريكا إلى جانب اسرائيل، لذلك طلب أن تلغى كل مراسم الاحتفال بزيارته وأن تُلغى مآدب الطعام.

وبمراجعة نقاشاته مع سكرتير الحزب الشيوعي بريجينيف ، ورئيس الوزراء أليكسي كوسيجين، فقد صارح بو مدين الروس بمآخذه، فردوا عليه بأننا كعرب لم نحسن استخدام سلاحهم الذي لم نسدد ولا حتى ربع ثمنه.

فردّ بو مدين بقوة : ليكن، نحن لا نحسن غير أن نسوق الجمال ولا نعرف كيف نقود الطائرات الحديثة ، فتعالوا أنتم وعلمونا ..

وأما مسألة ربع الثمن ونصفه فقد تحسبت لها ، وأخرج صكاً بمبلغ 100 مليون دولار وألقاه على الطاولة ، ولم يقل إنها من مالية الجزائر، وإنما قال : هذا من عبد الناصر تحت الحساب ،ولا تنسوا أن سلاحكم هُزِم في المعركة.

كان بو مدين على يقين من أن السوفييت في حاجة إلينا بقدر ما نحن بحاجة إليهم، وبالفعل ، نتج عن زيارته أن قرر الرئيس السوفييتي نيكولاي بودجورني زيارة عبد الناصر في القاهرة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات.

رحمة الله على القائد هواري بو مدين.

عن الصفحة الشخصية للإعلامي المصري عمرو ناصيف بتاريخ 27 / 12 / 2021م