جديد 4E

كان .. يا ما كان .. لماذا تدهور الفروج بعد ازدهاره في سورية وهو أكثر منتجات اللحوم شعبية هنا وفي العالم ..؟

المنتجون .. مسحوقون بين مطارق تجار الاعلاف وسلخ اصحاب المسالخ .. وجيوب المستوردين تقتنص دعمهم

جهود مبعثرة .. إدارة هشّة .. أعباء مرهقة بلا تمويل .. ووزارة الزراعة حَكَمُ خط التماس بلا راية

مكاتب تمويل المنتجين انسحبت .. والمصرف الزراعي فشل بالتعاطي مع ملف الدواجن

المنتجون يواجهون قدرهم بين فكي كماشة على إيقاع صراخ المستهلكين

علي محمود جديد

في الوقت الذي كان فيه أغلب مربي الدجاج يعتمدون على مكاتب تمويلية تُسهّل لهم عملية الإنتاج بحيث تقوم تلك المكاتب بتزويد المنتجين بصيصان التربية والأعلاف وباقي مستلزمات الانتاج بالبيع الآجل ، لقاء نسبة من الارباح حال تحققها في نهاية الدورة الانتاجية يتم الاتفاق عليها بين المنتج ومكتب التمويل ، او يتم تدوير الديون الى دورة قادمة في حال عدم تحقيق ارباح او تحقق خسائر .

هذا ما كشفه الباحث الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة، موضحاً أنه تحت ايقاع الازمة توقفت تلك المكاتب عن تمويل النسبة الاكبر من المنتجين، والذين يُشكل 85% منهم ضمن نطاق صغار المنتجين، ذوي البنية الاقتصادية الهشة، و يعتمدون على التمويل في تامين مستلزمات الانتاج و ممارسة انشطتهم الانتاجية ، وهم الذين لا تتعدى طاقتهم الانتاجية تربية 10 آلاف طير في الدورة الانتاجية .

فشل المصرف الزراعي

وأمام تلك الصدمة بتوقف تلك المكاتب عن التمويل إلى حدّ بعيد، لجأ العديد من المربين إلى المصرف الزراعي التعاوني علّهم يعثرون على التمويل المنقذ، غير أن إجراءات المصرف الزراعي لم تنجح حتى الان – حسب المهندس عبد الرحمن – بلعب دور تلك المكاتب نظراً لارتفاع نسبة الفوائد المفروضة على القروض  التي تتجاوز نسبة الربح المحددة للمنتج من قبل اجهزة الدولة المعنية ، وهذا تناقض يؤكد غياب نظرة استراتيجية لقطاع انتاج الدجاج . اضافة الى الاجراءات الروتينية الاستبعادية التي تفرضها انظمة المصرف، وهذا بطبيعة الحال يساهم بقذف كم كبير من المنتجين خارج حلقات الانتاج .. وهذا ما حصل.

اكدت دراسات محلية منشورة ان متوسط استهلاك الفرد السوري من مختلف انواع اللحوم تبلغ 22 كغ سنويا مقارنة مع 36 كغ للمواطن الاردني  و24 كغ للمواطن المغربي و 62 كغ للسعودي . ومحليا تساهم لحوم الدواجن بـ 54 % من اجمالي استهلاك المواطن من اللحوم وهي تغطي 42% من استهلاكه من البروتين الحيواني . رغم أنه لمكافحة سوء التغذية ونقص التغذية بصورة فعالة يتعين تقديم 20 غرام من البروتين الحيواني للمواطن يومياً أو 7.3 كغ سنوياً.  ويتم تحقيق ذلك من خلال استهلاك نحو 33 كغ لحم هبر أو 45 كغ سمك أو 60 كغ بيض أو 230 كغ حليب على التوالي في السنة. وتشير تقارير منظمات الامم المتحدة المعنية ان لحوم الدواجن ستكون اكثر منتجات اللحوم شعبية في العالم خلال العشر سنوات القادمة .

فوضى الإنتاج وتذبذب العرض .. توقف الصادرات .. وارتفاع حاد للأسعار

غير أن فوضى انتاج لحوم الدجاج ( الفروج تحديداً ) ومستويات عرضها بالأسواق ، تخلق شكوكًا غير مسبوقة في سلاسل الغذاء المحلية ، ولعل العواقب الاقتصادية والاجتماعية لفوضى الانتاج تلك ستلغي التوقعات الإيجابية لإنتاج الدواجن على المديين المتوسط  والبعيد .حيث تفرض عوامل معقدة  ضغوطًا كبيرة على سلاسل توريد منتجات الدجاج . ويأتي في مقدمتها غياب استراتيجية وطنية للتعامل مع هذا الملف.

 ووفقًا للواقع  فإن النمو السلبي لقطاع انتاج اللحوم والبيض الذي برز خلال سنوات الازمة مدفوعاً بتداعياتها وما نتج عنها من انحسار دور مكاتب تمويل المربين بمستلزمات الانتاج ، وارتفاع واضطراب اسعار الاعلاف ، وانتشار العديد من امراض الدواجن  ، وتخريب العصابات الارهابية لأعداد كبيرة من منشآت انتاج الدجاج ، وخروج عدد كبير من المربين من حلقات الانتاج ،  جميعها عوامل ساهمت  في مزيد من التذبذب في حجم المعروض من منتجات الدجاج في الاسواق المحلية ، فضلاً عن التوقف التام لصادرات القطاع ، وارتفاع حاد بأسعار لحوم الفروج تجاوز قدرة المستهلكين على شراء حاجتهم منها خلال الآونة الأخيرة.

جهود مبعثرة وسياسة إدارية هشة

حتى الآن تؤكد الوقائع – حسب قرنفلة – أن القطاع افتقد الى سياسات ادارة حصيفة لمعالجة التشوهات التي اعترته خلال سنوات الحرب ، ولا يزال يفتقر الى استراتيجية وطنية تساهم في اعادته الى مستويات خط الاساس . هذا في ظل التحرك الديموغرافي الذي فرضه ايقاع الازمة وساهم في خفض عدد السكان ، مترافقا بتراجع القوة الشرائية للمقيمين منهم وهذان عاملان يشكلان احباطا يعمق اتجاه نمو القطاع نحو الاتجاه السالب .

 ولا يمكن هنا اغفال الجهود التي بذلتها وزارة الزراعة خلال سنوات الازمة في محاولة منها لإبقاء بعضا من حيوية القطاع إلا ان تلك الجهود كانت مبعثرة في معظمها ولم تتم متابعتها بخطوات تنفيذية تنقذ المنتجين من معاناتهم .

تحول نظام المستهلكين الغذائي من اللحوم الى الخضار :

أن نسبة تكاليف تغذية الدجاج تتراوح بين 65 الى 80 % من اجمالي تكاليف الانتاج ، وارتفاع القيمة النقدية لأعلاف الدجاج مع ضعف القوة الشرائية للمستهلكين ،   جعل تربية دجاج اللحم لا تحقق عائدا عادلاً للمنتجين ، وربما اوقعت الكثير منهم بخسائر اعاقت قدرتهم على الاستمرار بالعمل فضلاً عن عجز معظمهم عن توفير قيمة حاجة قطعانهم من الاعلاف، هذا الواقع ادى الى تزايد موجات تذبذب حجم المعروض من لحوم الدجاج في الاسواق وارتفاع اسعارها بشكل غير مسبوق ، ومن المتوقع ان يتجه المستهلكون الذين يعانون من انخفاض حجم الدخل الى تحويل نظامهم الغذائي من اللحوم الى الاغذية الاساسية التي تشكل الخضار والبقوليات بنيتها الواسعة .

مطرقة مستوردي الاعلاف

ينقل عبد الرحمن قرنفلة عن منتجي لحم الدجاج – وهو على صلة وثيقة بهم – تأكيدهم أن مستوردي الاعلاف يقومون باستغلال الدعم الذي تقدمه الدولة للقطاع (عبر تمويل اولئك المستوردين بالقطع الاجنبي اللازم لاستيراد الاعلاف بأسعار مدعومة ) ، بينما يقوم المستوردون ببيع الاعلاف للمنتجين من خلال احتساب سعر القطع الاجنبي بسعر السوق الموازية ( السوداء ) ومن المعروف ان هناك فرقا شاسعا بين السعرين . وبالتالي فإن الدعم الذي خصصته الحكومة لدعم المنتجين يذهب مباشرة الى جيوب المستوردين، اضافة الى الارباح الكبيرة التي يحصدونها ، في ظل غياب دور فاعل لأجهزة تسعير الاعلاف في فرض سعر محدد لبيع الاعلاف بما يتناسب والتكاليف الفعلية ونسب الارباح المحددة ، ومن جانب اخر يشير منتجو الدواجن الى ان المستوردين  يقومون بإغلاق مستودعاتهم والتوقف عن البيع مع كل تحرك لسعر صرف القطع الاجنبي كنموذج لحالات الاحتكار .

وتظهر كثير من حالات التحكم بالأسعار  وفرض اسعار مرتفعة  بعيدة عن الواقع من قبل المستوردين حال حدوث اختناقات في توفر  المادة بالأسواق . وتثبت سجلات منتجي الدواجن وبعض مراسلاتهم مع الحكومة وجود مدى واسع من موجات ارتفاع اسعار المواد العلفية خلال فترات زمنية متقاربة جداً . وعلى النقيض من ذلك تحدث حالات تراجع طفيف لأسعار المواد العلفية عندما تكون هناك وفرة بالمادة وتنافس بين المستوردين .

وهنا ايضا لا بد من التنويه الى الجهود الكبيرة والدور الايجابي اللذان قام بهما العاملون في استيراد وتوزيع المواد العلفية منذ فترة تراجع دور المؤسسة العامة للأعلاف عن قيامها بالدور المناط بها في توفير حاجة حيوانات القطر من المواد العلفية . وحتى خلال مرحلة الحرب والازمة التي تعرضت لها البلاد والمخاطر التي تحملوها جراء قيامهم بتأمين حاجة الثروة الحيوانية من الاعلاف .

 وسندان اصحاب مسالخ الدجاج :

لفتَ قرنفلة إلى أن عمليات ذبح وتجهيز الدجاج ليصبح جاهزا للبيع ، هي جزء من العملية الانتاجية ومكملة لها ، وتنتشر في البلاد اعداد كبيرة مما اصطلح على تسميتها / مسالخ الدجاج / رغم انه يصلح تسميتها بورشات ذبح وتوضيب الدجاج حيث أن اكثر من 90% منها يفتقر الى ادنى الحدود المطلوبة لتحقيق انتاج آمن صحيا من لحوم الدجاج ، فضلاً عن انتشارها العشوائي ، وغياب اطار قانوني وفني يؤطر وينظم عملها هذا في ظل غياب تام للإشراف الصحي على عمليات الذبح والتجهيز والحفظ والتداول .

ومن جانب اخر يشير منتجو الفروج الى ان اصحاب تلك المسالخ   / وعلى غير النمط المطلوب منهم / يلعبون دوراً سلبيا في نمو قطاع انتاج لحوم الدجاج ، من خلال قيامهم بفرض الاسعار التي تحقق مصالحهم لشراء الفروج الحي من المداجن ، بغض النظر عن تكاليف الانتاج ، وفي غالبية الحالات تؤدي تلك الاسعار الى وقوع المنتج في خسارة مما يضطره الى مغادرة ميدان الانتاج . ومن خلال التحليل تظهر ثلاث حالات توضح العلاقة بين منتجي الفروج وأصحاب المسالخ من جهة وبين اصحاب المسالخ وبائعي التجزئة والمطاعم ومحلات الوجبات السريعة من جهة ثانية:

1.     في حال وجود عرض كبير من الفروج الحي، يفرض اصحاب المسالخ  اسعار متدنية ودون حدود التكلفة لاستجرار الفراريج من المداجن ، كما يحصدون ارباحاً عالية من خلال التحكم بحجم عرض الفروج المذبوح والمنظف في السوق . مستغلين عدم قدرة المنتج على الاحتفاظ بالطيور بعد بلوغها الوزن التسويقي تجنبا لوقوعه بمزيد من الخسائر.

2.     في حال تراجع مستوى عرض الفراريج الحية من المداجن يتنافس اصحاب المسالخ على تقديم السعر الاعلى لمنتجي الفروج لقاء استجرار انتاجهم . كما يفرضون اسعار مرتفعة على اصحاب محلات بيع التجزئة او محلات الفروج المشوي او المطاعم .

3.     في حال حدوث توازن بين المعروض من طيور الفروج الحية  وحجم الطلب على لحومها بالأسواق لا يلتزم اصحاب المسالخ بتعهداتهم للمنتجين ويقومون بمساومتهم للحصول على ادنى سعر ممكن ، في حين يستمرون بلعبة التحكم في حجم عرض المطروح بالسوق من الفروج المذبوح بهدف الحصول على اعلى سعر ممكن من جيوب المستهلكين.

هذا ما يؤكده منتجو لحم الدجاج والذي يشير الى وقوعهم حقيقة بين مطرقة مستوردي الاعلاف وسندان اصحاب المسالخ وهما الطرفان المستفيدان من عملية انتاج دجاج اللحم في حين ينسحق المربون تحت وقع الخسائر التراكمية ، وهذا الواقع يثبته عدم استقرار العاملين في مجال انتاج لحم الفروج على عكس الاستقرار النسبي الذي يتمتع به منتجو بيض الدجاج . ولعل المتابع لشؤون انتاج الفروج يلاحظ التبدل الكبير للعاملين في القطاع ودخول مراهنين جدد مقابل خروج مراهنين خسروا رؤوس اموالهم .

وزارة الزراعة مراقب خطوط تماس :

في صلب جدلية العلاقة بين اطراف العملية الانتاجية  / مستوردو الاعلاف – منتجو الفروج – اصحاب المسالخ / يفترض ان تأخذ وزارة الزراعة دور المنسق بين اللاعبين الاساسيين لضمان استقرار العملية الانتاجية وتحقيق ارباح عادلة لكافة اطرافها ، لا سيما انها الوزارة الاكثر أهمية في محور الأمن الغذائي الوطني ، لكن المنتجين يؤكدون ان الوزارة تلعب دور مراقب خطوط التماس فقط دون ان ترفع الراية الحمراء في وجه من يتجاوز أصول اللعبة او تقوم بإنذاره كأضعف الايمان . ما يترك المنتجين يواجهون قدرهم بين فكي الكماشة على إيقاع صراخ المستهلكين.  ويشير المنتجون الى انهم عرضوا هذا الواقع على وزارة الزراعة والتي وعدت باتخاذ خطوات متزنة للتنسيق بين كافة الاطراف إلا ان شيئا لم يتحقق حتى الان .. وطبعاً لن يتحقق فيما تبقى من عمر قصير لهذه الوزارة.

تشتت الدعم والحلول البديلة :

ما اوضحه المنتجون في مسألة الاعلاف وتسعيرها يظهر جليا ان الدعم الذي تقدمه الحكومة لقطاع الدواجن يذهب بالاتجاه غير الصحيح ، وهذا يستلزم العودة للمربين المستهدفين بالدعم ،  والتشاور معهم  حول اوجه الدعم الاكثر نفعا لهم وبما يوفر على الدولة الكثير من الجهد ويساهم بتصويب مسارات الدعم لتكون اكثر نفعاً .

وهنا قد يكون من الافضل دعم فوائد القروض المخصصة لترميم وصيانة المداجن ، بحيث يغطي الدعم تلك الفوائد ويحصل المربي على قرض دون فائدة  ، وتسهيل اجراءات منح القروض ، اذ تحتاج كثير من المداجن المتوقفة عن العمل الى صيانات مكلفة سواء في بنيتها الانشائية او في تجهيزاتها  يعجز المربي عن تحملها ، كما يعجز مبلغ الدعم المقرر عن تغطيتها ، في ظل الارتفاع الجنوني لتكاليف الصيانة خلال الفترة الراهنة .

كما يمكن دعم مدخلات الانتاج مباشرة حيث تقوم المؤسسة العامة للأعلاف بإنتاج اعلاف مصنعة وبيعها للمربين المستهدفين بالدعم بسعر مدعوم كما تقوم المؤسسة العامة للدواجن بإنتاج صيصان وبيعها للمربين بسعر مدعوم . وبذلك نكون حققنا تشغيل افضل لمبالغ الدعم وعائد مجزي لمؤسسات الدولة .

او دعم سعر المنتج النهائي عبر قيام مؤسسة السورية للتجارة بشراء لحم الفروج /بسعر تفضيلي مدعوم / من المربين اصحاب المداجن المستهدفة بالدعم  ومن المدجنة مباشرة  ويمكن وضع ضوابط لتدقيق مسارات الدعم بالتعاون مع الوحدات الارشادية المنتشرة في الكثير من القرى السورية ..

التنظيم ثم التنظيم ثم التنظيم :

ورغم ثقله في موازين الامن الغذائي ودوره المهم في بنية الاقتصاد الوطني والاستقرار الاجتماعي فإن قطاع انتاج لحوم الدجاج لا يزال بعيدا عن التنظيم مما يولد  حالات مستمرة من موجات المد والجزر في حجم المعروض من اللحوم بالأسواق ويضع المستهلك في حالة عدم استقرار تجاه مكونات سلته الغذائية ويساهم في استمرار حالة عدم التوازن بين اطراف العملية الانتاجية والتسويقية ايضا ، هذه النقاط تستلزم العمل بجدية كبيرة  لتنظيم قطاع الدواجن شاملاً كافة اصحاب العلاقة بالقطاع من مستوردي ومصنعي الاعلاف والعاملين في حقل الادوية البيطرية الى مسالخ الدجاج ووحدات الخزن والتبريد ووحدات تصنيع وتجهيز لحوم الدجاج وتسويقها وبما يضمن وضع استراتيجية وطنية لتنمية وتطوير انتاج لحوم الدجاج في البلاد لاسيما وان عوامل كثيرة تؤهل سوريا للعب دور محوري في تأمين لحوم الدجاج على مستوى المنطقة العربية .

إن هذا العرض – حسب المهندس قرنفلة – يشير الى ان قطاع انتاج منتجات الدجاج عموما وقطاع انتاج لحم الفروج بشكل خاص بحاجة الى اهتمام اكبر من قبل الحكومة لاسيما ان نسبة مساهمة المنتجين من القطاع الخاص تصل الى 85% من حجم الانتاج المطروح بالأسواق ، ولا تتجاوز نسبة مساهمة المؤسسات الحكومية المعنية والتي تلقى الدعم الاكبر من الحكومة أكثر من 15% من حجم الانتاج.

اعداد مداجن الفروج المرخصة وفق الطاقة الإنتاجية / الف طير بالدورة
 اقل من 5من5-10من10-15من15-20من20-25من25-30أكثر من 30المجموع
دمشق5215743121018283
حمص5144431213911511134
حماة40175601323915181361
ادلب3585609638165131086
الغاب11367110056
حلب93318713518810553
الرقة 92312202048
اللاذقية43248425086
طرطوس131815750136641554
القنيطرة39307300180
درعا142454802010124731
السويداء35117161101171
دير الزور384410222
الحسكة 578116200102
المجموع3023316152631011748827267

( أخبار الاقتصاد السوري – سينسيريا )