جديد 4E

ملك المحظوظين..!

 عبد الحليم سعود :

أصبح السعي لامتلاك المال والثروة وجميع أشكال الرفاهية من أبرز سمات العصر الذي نعيشه، بحيث بات المرء (للأسف) يقاس بما يمتلكه من أموال وعقارات وسيارات وأملاك وأراض ووو..ولم تعد مكانته العلمية والأكاديمية وأخلاقه تذكر الا في أحيان نادرة كورقة النعي او حفل التأبين (إذا كان محظوظا) وبرأيي المتواضع فإن المحظوظ هو من استطاع الجمع بين الأخلاق والعلم والقليل من المال الكافي للاستمتاع بحياة كريمة، ولكن مقومات الحظ تختلف من مكان لآخر ومن زمن لآخر ومن شخص لآخر تبعا لتقلبات الحياة وظروفها المتغيرة، ولو أخذنا الوضع (الكارثي) الذي وصلنا إليه هذه الأيام بسبب الحرب والحصار وجشع تجار الأزمات وفساد وتقصير بعض الجهات الرسمية المسؤولة عن إدارة شؤون البلد والناس مقياساً، لكان المحظوظ في بلدنا من استطاع:

– إكمال أسبوع من دون ديون أو سلف او قروض أو التزامات طارئة منغصة..!

– الحصول على حاجة أسرته من الخبز المدعوم دون الوقوف لساعات طويلة في طوابير مذلة على الأفران..!

– العثور على مكان فارغ في وسائط النقل العامة في أي ساعة من ساعات النهار والليل..!

-الحصول على تموين السكر والرز والشاي في المهلة المحددة ..شرط أن يكون في جيوبه ثمنها..!

– ملء سيارته (إذا امتلكها أصلا) بعشرين ليتر بنزين بعد وصول رسالة تكامل دون الوقوف لساعات طويلة في دور لا يحترمه إلا البسطاء..!

– الحصول على كمية المازوت المخصصة له في الشتاء لأغراض التدفئة..!

– التمتع بنعمة الكهرباء لساعتين متواصلتين بحيث يتمكن من الاستحمام وغسيل وكيّ ثيابه وحلاقة ذقنه وشحن جواله..!

ويعتبر بنظري أكثر من محظوظ كل من استطاع:

– الحصول على فرصة عمل تتناسب مع إمكاناته وطموحه (في القطاع الخاص لأن القطاع العام بسلامتكم)..!

– اقتناء سيارة ولو من عصر الديناصورات والقدرة على تحمل نفقاتها ورسومها المختلفة!

– تأمين سكن صحي ومريح له ولأسرته خلال سنوات عمره الافتراضية..!

– الزواج خلال فترة شبابه والعيش في كوخ وحصيرة على قولة المطرب (محمد اسكندر) والتمكن من تأمين البطاطا والخبز والزيتون لزوجته على رأي (الصبوحة)..!

– التجول في أسواقنا والاطلاع على أسعار السلع دون أن تصيبه جلطة أو أزمة نفسية..!

 ويعتبر بنظري ملك المحظوظين من اكتشف له قريبا في دولة غنية يخلصه من كل هذه الكوابيس..!