جديد 4E

فيلتمان : السياسة الأمريكية في سوريا فشلت .. فورد : فشلاً ذريعاً

باحث سوري: مشروع إقامة كيان شاذ في سوريا لا يمكن أن يمر مهما فعلت واشنطن

السلطة الرابعة – متابعات

اعتبر السفير الأمريكي السابق لواشنطن لدى دمشق روبيرت فورد أن وجود قوات بلاده في سوريا كان بمثابة “فشل ذريع” موجها عدة نصائح للرئيس الأمريكي جو بايدن.

وجاءت تصريحات فورد في مقال له في صحيفة “foreignaffairs” الأمريكية، تحدث فيه عن “الفشل الكبير للسياسة الأمريكية في سوريا بعهد الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً أن جهود الولايات المتحدة طويلة المدى لإعادة بناء مجتمعات ما بعد الصراع وتحقيق الاستقرار لها كانت مضللة ومحكوم عليها بالفشل”.

وقال المفكر والباحث في الشؤون السياسية والاقتصادية والخبير في الإدارة الدكتور غالب صالح، “السفير فورد كان أحد الأطراف التي شاركت في الأزمة والفتنة السورية لإسقاط الدولة. فورد رأى أن سياسة بلاده  فشلت في سوريا بسبب تماسك الجيش السوري ومحور المقاومة، ومن هنا رأى فورد أنه على بلاده الخروج من سوريا لأنه لا يوجد أي مصالح من بقاء القوات الأمريكية في سوريا تلافياً للخسارات التي يمكن أن تتكبدها بلاده كما حدث في العراق”.

وأضاف صالح “أعتقد أن للولايات المتحدة الأمريكية توجهات جديدة لتحقيق ما عجز عنه ترامب ليس إلا، وهذا مرتبط بالملف النووي الإيراني وينعكس بدوره على بعض ملفات المنطقة بما يحقق المصالح الاستراتيجية الأمريكية وعدم ترك الأمور للروس والصينيين وتركيا وإيران. المثبت أن الأمريكي بات متأكداً من أنه لا يمكن أن يتم تمرير مشروع إنشاء كيان شاذ في شمال شرق سوريا، والأكراد يعلمون أنه لا يوجد أي أفق لهم لإنشاء كيان أو دولة في سوريا، هذا مشروع ولد ميتاً ولن ينجح مهما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية”.

من جانب آخر كشف المسؤول الأمريكي السابق، ​جيفري فيلتمان،​ أن السياسة الأمريكية في ​سوريا​، لإدارتي الرئيسين السابقين ​دونالد ترمب​ و​باراك أوباما​ فشلت في ​تحقيق​ نتائج ملموسة إزاء أهداف ​واشنطن​ باستثناء هزيمة “داعش” الإرهابي.

وجاءت تصريحات فيلتمان خلال مقابلة خاصة مع صحيفة “الشرق الأوسط” التي دعا من خلالها إلى اختبار مقاربة جديدة تقوم على اتخاذ ​الرئيس السوري​ ​بشار الأسد​ خطوات ملموسة ومحددة وشفافة لا يمكن العودة عنها في شأن الإصلاح السياسي، مقابل إقدام واشنطن على أمور بينها تخفيف العقوبات على دمشق.

وقال فيلتمان بهذا الصدد:” هناك نقاط معينة من جهة محددة أن مستوى ​العنف​ والحرب الذي عانى منه السوريون خلال عقد، حصل تراجع فيه خلال ​السنة​ الماضية لأسباب بينها التفاهمات الروسية – التركية ووجود ​القوات التركية​ في إدلب، ( ما ردع قوات النظام ).

 في كل الأحوال، من حيث النشاط العسكري، هناك انكفاء. ومن جهة ثانية، فإن ​الوضع الاقتصادي​ والإنساني يتراجع بسرعة، لأسباب عدة بينها انهيار الاقتصاد اللبناني وآثار الدمار والحرب وعوامل اقتصادية واجتماعية”.

وأضاف فيلتمان قائلا :”الروس والإيرانيون ردوا بطريقة عسكرية على تهديد ( ​النظام السوري​. جاءوا لإنقاذ النظام ) وتغيير اتجاه الحرب باتجاه معين. حالياً نحو 65 في المائة من سوريا، تحت سيطرة دمشق. لكن، هل ​روسيا​ وإيران مستعدتان لإعطاء الدعم نفسه للنظام في المجال الاقتصادي كما فعلتا عسكرياً، أشك في ذلك. حالياً، إن تهديد البقاء لحكم الأسد، لم يعد عسكرياً ولا بسبب ( ​الانتفاضة​ ) بل بسبب تراجع الوضع الاقتصادي. لا يقابل بالدعم ذاته من روسيا وإيران، كما حصل عسكرياً”.

ولفت إلى أن “القسم الأكبر من أزمة الاقتصاد يعود لسوء الإدارة و​الأزمة​ الاقتصادية في لبنان، حيث لم يعد السوريون قادرين على استعمال لبنان. لا يمكننا الحديث بثقة، عن المضامين المختلفة، وإلى أي حد العقوبات مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية”.

ورأى فيلتمان أن “سياسة ​واشنطن​ تقوم على تغيير ( النظام ) في المدى ​القصير​. إذا نظرت إلى سياسة إدارتي باراك أوباما ودونالد ترمب، فإن الأسد اليوم بالنسبة للسيطرة العسكرية أقوى مما كان سابقاً. من غير الواقعي أن تقوم ​السياسة​ على تغيير ( النظام ) في المدى القصير. نعم، السياسة الأمريكية يجب أن تقوم على محاولة تشجيع والتعامل مع القضايا الأكبر من ( سياسات النظام وسلوكه ). لكن لا أظن، أن ( حكم الأسد ) مضمون في المدى الطويل. التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبنيوية ستخلق كثيراً من المشاكل التي لا يمكن لنظام دمشق التعامل معها، أكثر مما فعلته ( الانتفاضة ) السورية. إيران و​حزب الله​ وروسيا جاءوا لإنقاذ ( النظام ) هل سيأتون لإنقاذها اقتصادياً؟ لا أظن ذلك”.

وشدد فيلتمان على أنه “لدينا كثير من الخلافات العمقية بطريقة ودية. لكن يجب أن أعترف أن السياسة الأمريكية نحو سوريا في عهد إدارتي أوباما و​ترامب​، فإن القسم الوحيد الناجح هو الحرب ضد داعش وهزيمته جغرافياً في ​العراق​ وسوريا. لكن ما تبقى من سياسة أمريكا نحو سوريا، لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة تخدم مصالحنا”.

وتابع :”أدعم الانخراط واستخدام الأدوات لمعالجة مشاغلنا. لا أدعم ولا أدعو ( لشرعنة النظام ) أدعو لخطوات يقوم بها الأسد تعالج نقاطاً محددة، ونحن سنرد بخطوات من قبلنا. هذه العملية، ستمضي قدماً فقط إذا كانت هناك خطوات ملموسة من دمشق، واستمرت العملية بطريقة لا رجعة عنها. أرى أن هذه مقاربة واقعية لتحقيق نتائج تخص مصالحنا في وقت لم يحصل هذا في العقد سابقاً”.

واضاف :”الجميع يعرف موقفي من وجود إيران ووجود حزب الله في سوريا ولبنان. آرائي معروفة حول ذلك. اقتراحنا يقوم على عدم مناقشة قضايا كبرى وأمور جيوسياسة أو “الفيل في الغرفة”، واستعمال ​الأراضي السورية​ لنقل الأسلحة إلى حزب الله والجذور العميقة لإيران في سوريا. لكن ما قدمناه هو مقترح يعالج بعض المشاكل التي تخص ( سلوك النظام ) وتخفيف معاناة ​الشعب السوري​. إذا كان الجواب (من دمشق) هو نعم لذلك، هذا يوفر بوابة لمناقشة قضايا أخرى. يجب أن نكون واقعيين، إن علاقات إيران مع دمشق اليوم هي أعمق مما كانت عليه قبل 2011. هي، لن تختفي في ليلة وضحاها، لذلك لا بد من فتح كثير من الأبواب لمعالجة جميع القضايا”.

( سبوتنيك )

هامش 1 :

منذ أيام قال جيمس جفري :

 إن هدف ترامب الأساسي في سورية كان محاربة الدولة السورية وليس محاربة داعش ..

هامش 2

واليوم جيفري فيلتمان يقول :

القسم الوحيد الناجح هو الحرب ضد داعش وهزيمته جغرافياً في العراق وسوريا. لكن ما تبقى من سياسة أمريكا نحو سوريا، لم تؤدِ إلى نتائج ملموسة تخدم مصالحنا.

هامش 3

كفاكم اختلافاً على داعش الخارج من مصانعكم .. وبكفالة .. ! والأمر على قدرٍ كبير من الفضيحة .