سأكون خصمك

كتب الدكتور – إياد عفيف البهنسي :

رسالة إلى السيد احمد الشرع

السلام عليكم

قبل أن أبدا برسالتي هذه سأكون صريحاً فأنا ومنذ هذه اللحظة سأكون خصمك السياسي .. وقد تمنيت كثيراً ان أقولها للذي قبلك لكن الخوف كان يمسك بي.

وانا وبرغم غربتي ما أزال اشعر بالخوف و حتى بوجودي خارج سوريا فالخوف اصبح جزء من حياتنا او لعله حياتنا كلها فلقد تربينا عليه .. أنا مثل كل إنسان سوري لقينا ما لقينا منذ ٥٤ عاماً.

لن اطيل فيما اريد ان اصل اليه لقد خاطبتك بالسيد لاني ارفض لقب القائد حتى وان كنت مستحقاً لها فلقد قدت تحرير سورية ولك منا الشكر والامتنان اللذان تستحقها. لذلك ارجو ان يستبدل هذا اللقب بلقب مدني يليق بسورية المدنية الحرة.

كمسلم سوري أدهشتني اخلاق شباب الثورة الذين كانوا يتحدثون مع الناس مطمئنين بكل تلقائية ودون تكلّف بأنهم ابناء الوطن وهم منه . وقد أساء لي إنسانيا و اخلاقياً منظر السجون التي غصّت بالمظلومين وأسلوب عقابهم .

و كمسلم و سوري ايضاً لا اقبل بإهانة اي سوري او ادانته إلا بادعاء و قانون حتى وان كان من القرداحة . وانا اعلم ان قلوبنا ملأى بآلام عمرها اكثر من خمسين عاماً لكن ” لاتزر وازرة وزر أخرى ” هكذا نحن و هذه اخلاقنا .

استاذ احمد .. أنا ارفض الإقصاء فكلنا متساوون أمام الله و القانون وانا اتفهم ان يكون اشخاص لديهم رغبة الإقصاء لكن الدولة كالاب تنظر إلى الجميع بسوية واحدة تدعم المحسن و تنبه المسيء لكنها لا تقصي وإلا عدنا إلى ماكانت عليه سورية من الظلم والجور.

أنا ما زلت خارج سورية مثل ملايين السوريين لكنني احلم مثلهم بالعودة لسوريا التعددية ..سورية شكري القوتلي (الذي امسك ياقته مواطن سوري وقال له : بدنا حرية فرد الرئيس القوتلي “انته ماسك كتف رئيس الجمهورية شوبدك اكتر من هيك حرية ” . وكذلك هاشم الأتاسي و فارس الخوري و سعد الله الجابري و جميل مردم بيك و فخري البارودي والقائمة تطول ولا تنتهي . وارجو ان تكون أنت امتداداً لهؤلاء الآباء و الأجداد الذين خلدهم تاريخ سورية الحديث لما قدموه من مساواة و رخاء وديموقراطية وانسانية.

وللرسالة تتمة والسلام عليكم ورحمة الله

كتبت في لوس أنجلس بتاريخ 17 كانون الأول 2024م

المواطن السوري

اياد عفيف البهنسي