أولوية التنسيق العربي في سوريا

 

تمر سوريا بمرحلة دقيقة حاليا، بحكم الظروف الجديدة التي طرأت على ساحتها الداخلية. هذه المرحلة الدقيقة بدت محط اهتمام خاص من جانب الدول العربية المعنية بما يجرى داخل سوريا، ليس فقط لتداعياته على مستقبلها، وإنما أيضا لانعكاساته على الوضع العربي بشكل عام.

هنا، بات واضحا أن مصر تقود جهودا حثيثة من أجل دعم وحدة واستقرار سوريا. فقد كان الملف السوري أحد محاور اللقاء الذى عقد في 14 ديسمبر الحالي، بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، ومنسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى مجلس الأمن القومي الأمريكي بريت ماكجورك، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا الشقيقة وأمن شعبها.

كما شاركت مصر فى لجنة الاتصال الوزارية العربية التى عقدت اجتماعا فى العقبة في 14 ديسمبر الحالي، انتهى إلى تأكيد وقوف الدول العربية إلى جانب الشعب السوري في هذا الاختبار الدقيق الذى يواجهه، واحترام إرادته وخياراته، ودعم عملية انتقالية سلمية سورية – سورية جامعة، تضم كل القوى السياسية والاجتماعية فى سوريا.

هذه الجهود تطرح دلالة مهمة تتمثل في أن الدول العربية، وفى مقدمتها مصر، ترى أن هناك ضرورة لوجود دور عربي داعم لعملية انتقال سلمية للسلطة فى سوريا تتضمن تشكيل حكومة جديدة تضم كل الأطياف السياسية والاجتماعية فى سوريا. إذ إن ذلك يمثل الآلية الأهم التي يمكن من خلالها تحييد أي مخاطر محتملة قد تنجم عن نشوب الخلافات بين القوى التي وصلت إلى السلطة، أو إقصاء بعض القوى السياسية أو الاجتماعية السورية، لاسيما أن ذلك يمثل «وصفة» لنشر الفوضى وعدم الاستقرار، الذى يمكن أن يمتد من سوريا إلى دول مختلفة بالمنطقة.

ومن دون شك، فإن هذا الدعم العربي بات حتميا باعتبار أن المساعدة في تحقيق الاستقرار في سوريا تضع مزيدا من العقبات التي تقلص من قدرة التنظيمات الإرهابية على استغلال ما حدث من أجل إعادة تجديد نشاطها وتوسيع نطاق نفوذها مرة أخرى.

الأهرام – رأي – 16 كانون الأول / ديسمبر 2024م

التعليقات مغلقة.