جديد 4E

المبادرات الرمضانية .. وضرورات الاستمرارية  !.

محمد أحمد خبازي :

   المتابع لمبادرات الجمعيات الخيرية والجهات غير الحكومية العاملة في البلد خلال هذا الشهر الكريم، يرى أنها بذلت وتبذل جهودًا كبيرة في تأمين مستلزمات المائدة الرمضانية، ووجبات الإفطار والسحور لآلاف الأسر الفقيرة وضعيفة الدخل والمتعففة، ولذوي الشهداء وجرحى الجيش، وذلك بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، وبدعم من المحافظات.

   وهي بما تقدمه لتلك الأسر والمحتاجين، من شمال الوطن لجنوبه ومن شرقه لغربه ، تجسِّد التكافل المجتمعي بأبهى صوره، وترسخ قيم رمضان السامية من تراحم وتوادد وتعاضد، بشكل حقيقي وفعَّال ، وهي ترسل رسالة لتلك الأسر الفقيرة، مفادها أنكِ بالقلب ، ونحن معك على ظروف الحياة الصعبة ، ونعينك بقدر استطاعتنا على نفقات هذا الشهر الكريم .

  وبالطبع، لا يمكن ههنا إغفال دور أهل الكرم والجود، من فعاليات اقتصادية ومجتمعية ، تبرعت وتتبرع لتلك الجمعيات بما يساعدها على أداء واجباتها تجاه الأسر المسجلة لديها ، والأخرى الجديدة التي تستهدفها بخطة عملها الرمضانية في هذا الموسم ، الذي بلغت فيه أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية عتبات عالية ، بل عالية جداً ، ما يجعل تأمين تلك المواد مكلفًا بشكل كبير تعجز تلك الجمعيات عن تحمله بإمكاناتها المادية المتواضعة .

   فجميعنا نعلم حجم الغلاء الفاحش الضارب أطنابه في الأسواق ، وجميعنا نعلم كم هو صعب تأمين مواد الطبخة اليومية لأسرة مؤلفة من أربعة أشخاص فقط ، فما بالكم عندما تكون الأسر بالمئات إن لم نقل بالآلاف .

  بالطبع إن ما تقدمه تلك الجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية العاملة بالمحافظات ، في هذا الشهر المبارك عظيم جدًا بكل المعايير، وما يتبرع به أهل الجود لتلك الجمعيات ، أو مباشرةً لأسر فقيرة  ومعوزة ، في ظروفنا المعيشية القاسية، لا يمكن تقديره بأي ميزان، مهما حاولنا التعبير عنه بمفردات الشكر والثناء، فإطعام جائع في هذا الزمن الصعب ولمدة شهر كامل ، أعظم من كل قواميس اللغة وأهم بكثير من عبارات المديح.

      وما نأمله حقًّا ـ كصحافة تتحسس أوجاع الناس ـ ألَّا تقتصر مبادرات  تلك الجمعيات الخيرية وأصحاب الأيادي البيض والقلوب المُحبة ، على شهر رمضان المبارك فقط ، بل أن تواصل تقديمها  العون لتلك الأسر  في كل الشهور، لتعينها على صعاب الحياة ما دامت قادرة على ذلك .

  فقد أصبحت تمتلك لها قاعدة بيانات حديثة ، وعلى ضوئها يمكن دعم تلك الأسر بما يحدُّ من جوعها وحرمانها قدر المستطاع، ويخفف عنها منغصات توفير اللقمة اليومية ، التي أمست من أشد الشدائد !.