جديد 4E

رجل الدولة

زيــاد غصن :

سلامات ..

واحدة من السمات التي يفتقدها العديد من مسؤولينا  أنهم لم يرقوا بعد إلى مستوى رجال الدولة… ويبدو أن بعضهم لن يرقوا إلى ذلك أيضاً.

لكن ما معنى رجل الدولة؟

معظم القواميس اللغوية والإدارية تشرح هذا المصطلح بالإشارة إلى الشخص المتمرس بالعمل الإداري، والذي يتصف بسمات عدة أبرزها: الحكمة، المهارة، والترفع عن المصالح الشخصية.

لذلك قولوا لي كم مسؤول لدينا يمكن وصفه بالحكيم، الماهر، والباحث عن مصالح المواطنين… أعتقد أن العدد سيكون قليلاً للأسف.

فالحكمة تظهر من خلال مقاربة المسؤول  لشؤون العمل اليومية، إدارته للأزمات والعلاقة مع المواطن، واستثمار الإمكانيات البشرية والمالية في مؤسسته، سواء كانت وزارة أو مؤسسة أو شركة.

أما المهارة فهي تتمثل في القدرة على تطوير العمل المؤسساتي وفق أسس صحيحة، البحث عن الحلول المجدية والمدعومة مجتمعياً، فضلاً عن النجاح في تحويل التهديدات والصعوبات والمشاكل إلى فرص حقيقية وليست خطابية أو خلبية.

السمة الثالثة المتمثلة في الترفع عن المصالح الخاصة فهي ليست مقتصرة فقط على تجنب المكاسب المادية والمعنوية الشخصية، وإنما تشمل أيضاً تحمل تبعات شغل أي منصب عام من غضب المواطنين وانتقاداتهم ومطالبهم، لاسيما في هذه الظروف المعيشية الصعبة.

مثل هذه السمات ليست تعجيزية، لكنها للأسف قليلة وشبه نادرة اليوم لدى الأشخاص المؤثرين في صناعة القرار الاقتصادي  في البلاد…. أو لنقل أن البيئة الحالية لا تسمح لتلك السمات وأصحابها بالظهور والتعبير عن أنفسهم. فمثل هذه السمات إن توفرت بأحد ما فهي ستكون وبالاً عليه، وسبباً في استهدافه ومحاولة إفشاله… وربما إعفائه أحياناً.

دمتم بخير

شام إف إم