جديد 4E

الصبر السلبي

 

غصون سليمان :

في قاموس الصبر ثمة دوافع نفسية متبدلة حسب كل ظرف ومتغيراته، إذ نرى البعض يراوح مكانه إذا ما أخفق أو فشل بأمر ما.. فنراه يقنط وييأس، يبدي الغضب والانزعاج بطريقة مبالغ فيها، لا يعجبه العجب كما يقال، منتظراً رحمة رب العالمين من دون سعي يذكر لتجاوز عثراته صغيرة كانت أم كبيرة، وغالباً ما يرمي حالة إخفاقه على الآخرين..

هذا اللون من الصبر يمكن تسميته بالصبر السلبي، فلكل مصطلح وجهان وبعدان يظهران الأمر، إيجاباً وسلباً.

فمن يخاف الفشل عليه السعي إلى تبديده بالمثابرة والتصميم والإرادة، ومن يستسلم عند أول عقبة فله الخيار في تحمل تبعات رغبته هذه.

لعل النجاح في الحياة هو أمر نسبي وعندما يقدر المرء ذاته ويستثمر ما لديه من ذكاء وإحساس بعدم البقاء في المكان فإن بعد النظر يمنحك إنجاز الأفضل بشكل صحيح ضمن ما يملكه من طاقات كامنة يبحث عنها ويجربها ويقيس نتائجها بينه وبين نفسه فربما يهتدي إلى مكامن القوة والضعف، وبالتالي يدرك عن قرب ماهية الخيارات التي يحب أن يعززها ويطورها قولاً وفعلاً.

حسابات داخلية موجودة في نفس كل شخص، لكنها تختلف ربما بمنهجية التفكير وفرز الأولويات، فلكل همومه ومشاغله ومشكلاته النفسية والمادية والاجتماعية، فإذا استطاع تجاوزها بصبر وأناة أياً كان الشخص أو الفرد فيكون قد وضع قدمه على سلم درجات النجاح، وليكن الشعار.. أي إخفاق هو بداية النهوض..

صحيفة الثورة – عين المجتمع