جديد 4E

استهداف عمل الصحفيين عبر شريحة السيرف .. تكاليف لا تُطاق تهدد العمل الإعلامي .. والأمل باتحادنا

 

يا سيريتل أنا صحفيّ .. !

علي محمود جديد :

تداولَ العديد من الزملاء الأعزاء منذ أواخر كانون الثاني الماضي نقاشات مستفيضة على مجموعة (الشؤون المهنية والاجتماعية) التي تديرها الزميلة فاطمة درويش من وكالة سانا على السوشيال ميديا، وهي شيقة تضم مئات الصحفيين، والتي ما تزال – أي النقاشات – دائرةً إلى اليوم حول سيرف الصحفيين والمصير الجديد الذي آلَ إليه بعد (المؤامرة الكونية) التي حاكتها ضدنا شركة سيريتل المُشغّل الأكبر لشبكة الخليوي في سورية، بالتحالف مع وزارة الاتصالات والتقانة، من خلال رفعهم لأسعار الاتصالات بما في ذلك سيرف الصحفيين الذي لا ندري بعد إلى أين ستأخذنا عواصفه وأعاصيره ولاسيما بالنسبة للصحفيين الذين يُديرون صفحات ومواقع ألكترونية -وأنا واحد منهم- وأقول ذلك لأنني أمرُّ اليوم إزاء ذلك بتجربة هي بالفعل دراماتيكية مريرة ولا أبالغ إن قلت بأنها -إن استمرت- سوف تُشكل تهديداً كبيراً للعمل الإعلامي لعدم قدرتنا -كصحفيين- على تحمّل الأعباء الجديدة الناجمة عن رفع أسعار الاتصالات بهذا الشكل اللامعقول على الاطلاق بالمقارنة مع مداخيلنا المتواضعة جداً والتي باتت هذه الأسعار تلتهمها كما تلتهم النارُ الهشيم.

تلك النقاشات التي توجت بجهود اتحاد الصحفيين وبعض الزملاء بمنحنا 25 غيغا بايت كهدية مجانية طوال شهر شباط الجاري على سيرف الصحفيين من سيريتل ومدعومة من وزارة الاتصالات، دون أن يجري أي حديث عن التوجه نحو مراعاة الصحفيين واكتسابهم معاملة خاصة نظراً لطبيعة عملهم التي لا يمكن ممارستها في هذه الأيام من دون أنترنت لا سيما بعد توقف الصحف والمجلات عن الطباعة، ويبدو أن لا نيّة لمثل هذا التوجه حتى الآن، وسيُكتفى بهذا المُسكّن والمُسكّت الذي تجرّعناه على شكل 25 غيغا – هذا إن كان صحيحاً – فبعد شباط على ما يبدو سيبدأ الجرمُ بنا على الأسعار الجديدة.

فأنا أمتلك شريحتين لا حقتي الدفع – مثلاً- واحدة للاتصال الهاتفي والثانية سيرف الصحفيين10 غيغا تجدد تلقائياً مع بداية كل شهر، هذه هي الحالة منذ سنوات.. ولن أبتعد كثيراً في الأمثلة فخلال عام 2022 كان متوسط فاتورة الشريحتين نحو 7000 ليرة، وبدأ التدرّج صعوداً في عام 2023 لتصل في تشرين الثاني إلى أكثر من33 ألف ليرة، بلعناها وقلنا لا بأس، لأتفاجأ بفاتورة الشهر الذي يليه أنها وصلت إلى نحو 70 ألف ليرة دفعتها في كانون الثاني، لتبدأ معي سيريتل بعد ذلك سلسلة مطالبات بدفعات مالية متلاحقة خلال كانون الثاني وشباط الجاري، بحجة تجاوز الحد الائتماني للاستهلاك تارة، وتجاوز الحد المخصص للاستهلاك على الرقم تارة أخرى، وكل دفعة 28 ألف أو 29 ألف ليرة في 29 كانون الثاني وصلتني رسالة تقول بأنهم سيجددون باقة 10 غيغابايت نقابيين وصحفيين مع بداية الأول من شباط، وعلى هذا الموعد وصلت رسالة أخرى تقول: تم تفعيل باقة سيرف 25 غيغابايت المهداة بنجاح صالحة لمدة 30 يوماً، في 8 شباط وصلتني رسالة تقول إن قيمة الاستهلاك من تاريخ 1 شباط تجاوزت 94 ألف ليرة، وفي اليوم التالي طالبوني بتسديد المبلغ، ثم وصلتني رسالة في 10 شباط تقول بأن قيمة الاستهلاك الجاري من أول شباط قد وصلت إلى أكثر من 115 ألف ليرة، (وياغافل إلك الله) على أساس هناك هدية فضفاضة من “الغيغايات”.

الأنكى من ذلك كله وصول رسالة أخيرة حتى الآن تقول: (عزيزي علي جديد أصبح لديك في رصيدك أكثر من 89 ألف ليرة كمبلغ إضافي سيتم خصمه من قيمة فاتورتك القادمة ).. ! نعم إنهم يعرفون اسمي.. فلست من أسماء التجار والأثرياء.. نعم علي جديد يا سيريتل.. فماذا تفعلون بي..؟! بكل الأحوال إنها حالة ظالمة وخارج المعقول ومازلنا في الثلث الأول من شهر الهدية.. فكيف في الأشهر القادمة..؟!! حالة عصيبة ولابد من حل يا اتحادنا الكريم.

صحيفة الثورة – على الملأ – 11 شباط 2024م

سأورد هنا صوراً لمجموعة من الرسائل التي طوشتني بها سيريتل وفوتتني فيها بستين حيط .. وهي غيض من فيض ما ورد ..!