جديد 4E

مديرعام أكساد: المنطقة العربية تعاني من فجوة مائية تفوق الـ 150 مليار متر مكعب…

 

السلطة الرابعة – 4e :

قال الدكتور نصرالدين العبيد المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ( اكساد )، أنّ منتدى تونس المتوسطي للمياه في دورته الخامسة الذي يضم  وزراء المياه بالدول العربية وأصحاب القرار ومنظمات وخبراء معنيين بالمياه يهدف لإعداد إعلان قمة بالي للمياه التي ستعقد باندونيسيا خلال شهر مايو القادم بهدف حشد الجهود بين الدول العربية والمحيطة بالبحر الأبيض المتوسط لمواجهة التحديات المائية ومحدودية الموارد المائية في ظل المخاطر السلبية لظاهرة تغير المناخ..

وأضاف «العبيد»،  في تصريحات صحفية على هامش أعمال “منتدى البحر المتوسط للمياه” في تونس إن هذه الجهود العالمية تستهدف  الحد من اثر هذه التغيرات المناخية والجفاف وندرة المياه في المنطقة العربية من خلال تقليص الفجوة المائية التي بلغت أكثر من 150 مليار متر مكعب من المياه بالإضافة إلي إهدار أكثر من 100 مليار متر مكعب من المياه مهدورة في المنطقة العربية بسبب الاستخدامات الخاطئة للمياه بالقطاع الزراعي، مشددا على أن الأمن المائي يرتبط بترشيد استهلاك المياه واستنباط أصناف أقل في الاحتياجات المائية.

وأوضح مدير مركز «أكساد» ، أن الأمن الغذائي هو مرادف للأمن المائي منذ 1996 والمنظمات الدولية المعنية بتحديد نصيب الفرد من المياه والخاص بأقل احتياجات مائية والتي يجب الا تقل عن 1000 متر مكعب من المياه وهو حد الفقر المائي، في التسعينات كانت حصة الأفراد من المياه لا تقل عن ألفين أو ثلاثة ألاف متر مكعب من المياه في الدول العربية ولكن اليوم  متوسط حصة الفرد في المنطقة  العربية لـ 13 دولة عربية لا تزيد عن 400 متر مكعب من المياه بسبب محدودية الموارد المائية وزيادة عدد السكان..

وشدد «العبيد»، على أن الحلول المقترحة لمواجهة التحديات المائية تعتمد على استخدام التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي والزراعة الحافظة  والبذور المحسنة والمتحملة للجفاف وحسن  إدارة المياه الجوفية والسطحية وغيرها من الآليات مع توحيد الجهود للحد من التغيرات المناخية التي تعصف بالدول العربية و تحمل عدة دول مسؤولياتها بسبب  ما تنتجه من انبعاثات لغازات دفيئة تسبب تغيرات طبيعية تضر بمخزون المياه بعدة مناطق  عربية..

في افتتاح المنتدى: حظر استخدام المياه كسلاح

هذا وتحت رعاية معالي السيد عبد المنعم بلعاتي وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري في الجمهورية التونسية، وبحضور عدد كبير من معالي وزراء الزراعة والمياه في الدول المتوسطية، وعدد من السفراء ومدراء المنظمات الدولية والعربية والخبراء المختصين،  كان سعادة الدكتور نصر الدين العبيد المدير العام لمنظمة “أكساد” قد شارك في افتتاح فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى البحر الأبيض المتوسط للمياه، المنعقد في الجمهورية التونسية خلال الفترة 5-7 شباط/ 2024، تحت شعار “معًا من أجل اعتدال مائي مشترك”.

وقال الدكتور العبيد في كلمة له خلال حفل الافتتاح، أن منظمة المركز العربي أكساد أولت منذ تأسيسها، ولا زالت اهتماماً كبيراً بإدارة الموارد المائية المحدودة أصلاً، وتعمل على تنميتها والمحافظة عليها في ظل التغيرات المُناخية التي تشهدها المنطقة العربية، وذلك من خلال تنفيذ عشرات المشاريع في إطار الاستراتيجية العربية للأمن المائي (2010-2030)، التي شاركت في إعدادهما منظمة اكساد حيث شملت هذه المشاريع مجالاتٍ عديدة، أهمها رفع كفاءة مياه الري، واستخدام نموذج Aqua Crop لتعزيز إدارة المياه، في المنطقة العربية.

وأكد العبيد أن هذه الفعاليات الهامة تهدف إلى توحيد وتنسيق الجهود الوطنية والدولية للتعامل مع قضايا تغير المناخ والتكيف معها، وتجاوز آثارها، وزيادة المرونة للتصدي المتكامل لها، ودعوة كافة الوزارات والمؤسسات الوطنية والمنظمات المعنية للمشاركة وتضافر الجهود وتكثيفها في مواجهة الآثار السلبية التي تفرضها التغيرات المناخية، معرباً عن شكره وامتنانه للجمهورية التونسية وجميع الشركاء على تنظيم المنتدى المتوسطي الخامس للمياه وما صدر عن “إعلان تونس”  الذي أكد على حشد الجهود لتنفيذ تدابير التكيف وتعزيز القدرة على الصمود لضمان توافر الموارد المائية للأجيال الحالية والمستقبلية في ظل تغير المناخ ووضع استراتيجيات شاملة للتخفيف من آثار الجفاف والفيضانات وإدارتها بالاعتماد على نظم فعالة للإنذار المبكر وآليات للاستجابة.

كما اكد الإعلان على توفير التمويل اللازم والتخطيط الاستراتيجي وتنفيذ السياسات لتحسين حوكمة الموارد المائية، وخاصة إدارة الطلب، لتحقيق التوازن لتلبية الاحتياجات ومقاومة ندرة المياه والكوارث الطبيعية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، حظر استخدام المياه كسلاح وتزويد السكان والمؤسسات المدنية في دولة فلسطين بإمكانية الوصول إلى المياه المأمونة وبأسعار معقولة في السياق المأساوي للصحة العامة في الأراضي الفلسطينية، وتحفيز تبادل المعارف والتعاون لتسخير التكنولوجيات الحديثة لتنمية موارد المياه وحسن ادارتها من خلال الرقمنة، اضافة الى تشريك النساء والشباب والمجتمع المدني بشكل فعال في وضع السياسات المتعلقة بالمياه، وزيادة الوعي وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الاستغلال المستدام للمياه.

وشدد سعادته حرص منظمة المركز العربي “أكساد” منذ تأسيسها على القيام بمهامها الاستراتيجية، من خلال مواكبة التطورات العالمية في هذه المجالات، والعمل على التوسع في استخدام التقانات الحديثة والذكاء الاصطناعي، والزراعة الذكية مُناخياً من أجل ترشيد استخدامات المياه، إلى جانب الاستفادة من الموارد المائية غير التقليدية، ولاسيما تحلية مياه البحر، والمياه الجوفية المالحة، والعمل على بلوغ الأهداف التنموية العربية المشتركة لمواجهة التحديات المناخية والمتطلبات المستقبلية للتنمية المستدامة.