جديد 4E

قدرات وخبرات تاهت في المسار الزمني

 

سوسن خليفة:

من المعروف أن الادارة علم وفن تتطلب توفر الموهبة إلى جانب المهارة. فهناك أشخاص لديهم القدرة التي تؤهلهم لقيادة المؤسسات وتوظيف الامكانيات البشرية والتجهيزات بمختلف مستوياتها بما يخدم تحقيق النجاح لتلك المؤسسات.  هذا الكلام يقودنا إلى وضع الاجراءات الإدارية التي تتم بقرارات أو توصيات من قبل وزارة التنمية الإدارية في المفاصل الأساسية للدولة من مؤسسات ووزارات. ومنها على سبيل المثال ما يحدث في بطاقة التوصيف الوظيفي التي تضعها الوزارة من خلال  تحديد اختصاص معين لبعض المناصب الإدارية واستبعاد اختصاص آخر صاحبه على رأس العمل والتبرير أن اختصاصه لا يناسب عمل المديرية وذلك من خلال اختيار اختصاص مهني أكثر منه إداري. مثلاً اختصاص حقوق أو اقتصاد يستبدل بمهندس باختصاص معين (كهرباء – ميكانيك – زراعة ….) ظناً ممن بيده القرار أن ذلك أنجح للعمل. وهنا نقول أن العمل الإداري موهبة وخبرة ومهارة. وكم شهدنا تجارب وأمثلة لأكاديميين مميزين في بحوثهم فشلوا فعلياً بالعمل الاداري. علماً أن هناك اختصاص في إدارة الأعمال الدولية (International Business Administration ) التي يمكن من خلاله إدارة مؤسسات وشركات ضخمة نشاطاتها الاقتصادية متنوعة ومع ذلك يقودها إداري بعيداً عن التخصص المهني لها.

والأمر المستغرب أيضاً ما يتم وضعه من شروط لاختيار منصب معاون وزير كلما زادت سنوات الخبرة عن عشر سنوات تدنت علامات الترشح وفاز من كان أدنى خبرة. فهذا المنصب يحتاج إلى بنك من معلومات التي تكتسب تراكمياً ولا يفهم من كلامنا أننا ضد شريحة الشباب ولكن للخبرة ثمنها وأثرها الايجابي على الواقع العملي. وأكبر دليل على ذلك نجاح الشركات الخاصة باستقطابها الكثير من الكفاءات والخبرات وتوظيفها بالشكل الأفضل.

وبرأينا المتواضع اتباع معايير موضوعية لتقييم عمل المديرين ومن يتولى منصب إداري أساس لنجاح أي عمل بعيداً عن ما سمي بالمسار الزمني الذي يتطلب ممن يرغب بتسلم منصب مدير أن يتقدم بترشحه قبل ستة أشهر من موعد انتهاء مدة المدير الحالي  ، هذا الاجراء – كما وصفه لنا بعض المهتمين بالعمل – أوجد بيئة يشوبها الكثير من التوتر وبعيدة عن مصلحة العمل كما ينافي أجواء المنافسة الشريفة التي أبعدت الكثير من الكفاءات عن خوض تلك التجربة.