جديد 4E

أعدُّ الليالي ليلةً بعد ليلةٍ

قيس بن الملوح  (مجنون ليلى)

تذكرت ليلى والسنين الخواليا … وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا

ويوم كظل الرمح قصرت ظله… بليلى فلهاني وما كنت لاهيا

بثمدين لاحت نار ليلى وصحبتي … بذات الغضى تزجي المطي النواجيا

فقال بصير القوم وألمحت كوكبا … بدا في سواد الليل فرداً يمانيا

فقلت له بل نار ليلى توقدت … بعليا تسامى ضوؤها فبدا ليا

فليت ركاب القوم لم تقطع الغضى … وليت الغضى ماشى الركاب لياليا

فيا ليل كم من حاجةٍ لي مهممةٍ … إذا جئتكم بالليل لم أدر ماهيا

خليلي إن لا تبكياني ألتمس … خليلاً إذا أنزفت دمعي بكى ليا

وقد يجمع الله الشتيتين بعدما … يظنان كل الظن ان لا تلاقيا

لحى الله أقواماً يقولون إننا … وجدنا طوال الدهر للحب شافيا

ولم ينسني ليلى افتقار ولا غنى … ولا توبة حتى أحتضنت السواريا

ولا نسوة صبغن كيداء جلعداً … لتشبه ليلى ثم عرضناها ليا

خليلي لا والله لا أملك الذي … قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا

قضاها لغيري وابتلاني بحبها … فهلاِ بشيء غير ليلى ابتلانيا

وخبرتماني أن تيماء منزلاً … لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا

فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت … فما للنوى ترمي بليلى المراميا

فلو أن واشٍ باليمامة داره … وداري بأعلى حضرموت أهتدى ليا

وماذا لهم لا أحسن الله حالهم … من الحظ في تصريم ليلى حباليا

وقد كنت أعلو حب ليلى فلم يزل … بي النقض والإبرام حتى علانيا

فيا رب سوِ الحب بيني وبينها … يكون كفافاً لا عليا ولا ليا

فما طلع النجم الذي يهتدى به … ولا الصبح الا هيجا ذكرها ليا

ولا سرت ميلاً من دمشق ولا بدا … سهيلٍ لأهل الشام إلأ بدا ليا

ولا سُميت عندي لها من سميةٍ … من الناس إلا بل دمعي ردائيا

ولا هبت الريح الجنوب لأرضها… من الليل إلا بت للريحِ حانيا

فأن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها … عليّ فلن تحموا عليَّ القوافيا

فأشهد عند الله أني أُحبها … فهذا لها عندي فما عندها ليا

قضى الله بالمعروف منها لغيرنا … وبالشوق مني والغرامِ قضى ليا

وأن الذي أملتُ يا أم مالك … أشاب فويدي واستهان فواديا

أعد الليالي ليلة بعد ليلة … وقد عشت دهراً لا اعد اللياليا

وأخرج من بين البيوت لعلني … أحدث عنك النفس بالليل خاليا

أراني إذا صليت يممت نحوها … بوجهي وأن كان المصلي ورائيا

وما بي إشراك ولكن حبها … وعظم الجوى اعيا الطبيب المداويا

أحب من الأسماء ما شابه اسمها … ووافقه أو كان منه مدانيا

خليلي ليلى أكبر الحاجِ والمُنى … فمن لي بليلى أو فمن ذا لها بيا

لعمري لقد أبكيتني ياحمامة العقيـــــق وأبكيت العيون البواكيا

خليلي ما أرجوا من العيش بعدما … أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا

فيا رب إذ صيرت ليلى هي المنى … فزني بعينيها كما زنتها ليا

وتُجرِم ليلى ثم تعزم أنني سلوت ولا يخفى على الناس ما بيا

فلم أرى مثلينا خليلي صبابةً … أشد على رغم الأعادي تصافيا

خليلي أن ضنوا بليلى فقرّبا… لي النعس والأكفان واستغفرا ليا

خليلان لا نرجو اللقاء ولا نرى … خليلين لا يرجوان التلاقيا