في “حوار الكتروني” خاص مع “السلطة الرابعة.. مروة الأطرش :
الأعمال المشتركة ليست سبباً في تراجع الدراما السورية .. السبب هو الحرب
أكره كلمة النجومية .. وأرغب بالوصول إلى الشهرة .. ولكنني أخافها
التلفزيون والمسرح بحران من الشغف والحب ولكنني أرجّح المسرح .. الكاشف للممثل
حوار : تالا عيـد
فنانة بعمر الشباب.. وخبرة الكبار.. موهبة نتاج الفطرة والوراثة.. بدأت مشوارها الفني في عمر السبع سنوات من ( الطحين الأسود ).. ابدعت بـ”الخربة ” حتى طغى اسم فلوديا على اسمها الحقيقي، واصلت مشوارها الفني وأبدعت اكثر بعد دراستها الاكاديمية من المعهد العالي للفنون المسرحية.. فكانت متألقة بالعديد من الاعمال التلفزيونية، عشقت المسرح فنال جانبا كبيرا من قلبها، كيف لا وهو من يعطيك نتاج عملك مباشرة في أعين الحضور.. ؟ تابعت المسير لاحقا متسلحة بالخبرة، ودعم والدها، بعيدا عن مفهوم “الواسطة” التي يكره التعامل بها كأسلوب حياة، فكان سندا لها .. فصعود السلم بحاجة الى الحفر بالصخر، وهو ما واجهته وقامت به ، فكان لها عملها الخاص، وكذلك مسرحياتها .. انها الفنانة السورية الشابة مروة الاطرش.
بداية كان الحوار مع مروة الاطرش عبر الخدمة الالكترونية بسبب وجودها في بيروت.. ورغم بعد المسافة بيننا الا أن ذلك لم يمنع من وصل جمال الروح والشكل
وحضورهما بقوة اثناء الحوار.. فكانت تلك اللهجة الجميلة لسويداء القلب حاضرة في كل كلمة تقال، ولان صورتها في القلب، فسرعان ما كانت الكلمات تتشابك مع الصورة وكأننا جالستان قبالة بعضنا البعض.
البداية كانت بالسؤال عن آخر أخبارها الفنية.. وسبب وجودها في بيروت؟
– لقد اعتذرت عن عملين في سورية لصالح العمل في مسلسل ببيروت اسمه (دفعة بيروت) وهو من انتاج كويتي لبناني، كتبته الاستاذة هبة مشاري حمادة واخراج
المخرج البحريني الاستاذ علي العلي، وهذا سبب وجودي في بيروت حاليا ومن المفترض ان يكون عرض المسلسل خلال شهر رمضان ولكن حتى الان ليس هناك أي فكرة عن موعد العرض بالتحديد.. (دفعة بيروت ) عمل مشترك خليجي وأنا سعيدة جدا بهذه التجربة كونها تشكل نوعا من تبادل الثقافات وهو عمل مختلف وتجربة جديدة من نوعها لاختلاف تيب العمل.
الفنيون من مصر وتونس والبحرين والكويت، كذلك الممثلون من مصر والكويت، وأنا من سورية، إضافة الى مشاركة أكثر من 60 نجماً عربياً وخليجياً ،وبصراحة فإن العمل يشكل قيمة اضافية فنية لي حيث اتعامل مع نجوم وممثلين مهمين جدا مثل الاستاذة لؤلؤة الملا من الكويت والأستاذ بشار الشطي، علي الكاكولي، حمد اشكناني اضافة الى عدد من الشباب المهمين المصقولين.
— هل من مشاركة لك في دراما رمضان القادم؟؟
– شاركت بعمل درامي فقط وهو مسلسل (ببساطة) ، من اخراج تامر اسحاق بطولة اساتذتي باسم ياخور، احمد الأحمد، وسوف يتم عرض المسلسل على تلفزيون لنا وهو عبارة عن عدة لوحات مختلفة بشخصيات وكاركتر مختلف أطل فيها بكل لوحة.
– طغى اسم (فلوديا) بمسلسل الخربة على اسم مروة ما السبب ؟
بصراحة فان الموضوع غريب جدا فأنا لليوم وبعد مضي ما يقارب اكثر من 12 سنة أسير في الشارع حتى في بيروت ثمة جماهيرية ملحوظة لشخصية ( فلوديا ) من المعروف دائما للفنان دور وشخصية خلال مسيرته تبقى محفورة اكثر عند الجمهور، ولكن المفارقة بالنسبة لي أنني لا أعتبر دوري في الخربة ذا طابع اكاديمي فقد كنت يافعة17 سنة، وكنت احب التمثيل كموهبة بالفطرة وليس دراسة اكاديمية والموضوع غريب بالنسبة لي ( وهذه المرة الاولى التي افصح بها)، وكنت اتمنى لو أن الدور عرض عليّ بعد دراستي الاكاديمية، اي بعد خبرة وتجربة، فتجسيد دور “فلوديا” كان حينها بشكل عفوي، وسلوكية الشغل التي قمت بها كانت صادرة عن العفوية، فقد كنت وسط اساتذة كبار، الليث حجو، “بابا” ممدوح الاطرش، والاساتذة نضال سيجري “رحمه الله”، باسم ياخور، احمد الاحمد، ضحى الدبس، دريد لحام، رشيد عساف وهذا يعني “تيب” عمل كامل يقوم على أسس أكاديمية بحتة، من بروفات الطاولة الى “تيستات” المكياج واللباس، ورسم الكاريكترات على الورق، وحتى اليوم فان مسلسل الخربة يعاد عرضه وله جماهيرية ويتم حضوره بشغف، وأظن أن عفوية العمل ،والاعتماد على الموهبة هو الذي جعل اسم (فلوديا) يطغي تماما على اسم (مروة)، فقد كان نقطة تحول، والدخول بعالم الشهرة ( اكره كلمة النجومية)، واثر بشكل كبير في الشارع رغم صغر عمري حينها.
— وصول مروة الاطرش الى ما وصلت اليه من نجاح كان بفعل ارادة الشباب أم كان لدعم والدك دور في ذلك؟.
- من المؤكد أنه لا يمكنني أن أنكر وجود والدي بحياتي، ولكن بنفس الوقت، لم يكن ذاك الوجود والدعم من باب (الواسطة) فأنا أنتمي الى عائلة فنية، والدي المخرج والممثل ممدوح الاطرش، ووالدتي خريجة نقد مسرحي، واختي الكبيرة خريجة نقد مسرحي إضافة الى تخصصها بالإعلام، واختي الوسطى راقصة باليه، وهي تتدرب على يد استاذ بالمعهد، وحاليا تعد رسالة الدكتوراه في روسيا في مجال تصميم الرقص المسرحي، فهذا الجو ووجودي ضمن عائلة فنية يحتم على أي شخص كان بذات الاجواء أن يطلع على كتب مسرحية، وروايات، كما يحتم على المرء مواكبة الفنانين والحركة الثقافية بشكل عام، ووالدي شخص محاور ومناقش مهم، ووجوده كان الداعم الكبير، وأؤكد لك أني تربيت ووعيت على سلوكية حياة تختلف عن حياة اي شخص آخر هذا من جانب، من جانب ثان، فان ارادة الشباب كانت موجودة، فبعد دخولي الى المعهد العالي بدأت الحفر بالصخر لوحدي، فقد عملت مسرحيات وحدي، مثل (اليوم الاخير) حيث شاركت بمهرجانات وحصدت جوائز عدة، منها مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، رغم أن المنافسين كانوا من فرنسا وايطاليا وتونس، كما شاركت بها في تونس.
لا شك أن لإرادة الشباب دور كبير في مسيرتي، حتى والدي ليس داعما من باب (الواسطة) أو استخدام مكانته، ومعارفه، وسمعته في سبيل تعويمي، فهو من أشد الرافضين لهذا السلوك في الدعم، فانا دخلت في مجال التدريس وأقمت استديو اسمه (شغف) بعد اربع سنوات من التدريس مع الاستاذ احمد الاحمد، وقد تخرج منه أكثر من خمس دفعات، ويجب التنويه الى أنه وضمن معطيات الوسط الفني لابد من البحث والسعي الدائم، والا فان الانسان سوف ينتظر كثيرا ويتعب اكثر.
– رأيك في ظاهرة المسلسلات المشتركة ( سوري – لبناني) ( سوري – لبناني -خليجي) وهل كانت سببا في تراجع الدراما السورية؟.
– طبعا أنا معها بالتأكيد، ولكن ضد عدم انصاف الممثل السوري، حيث يتم الاعتماد في تلك المسلسلات على نجم واحد فقط، وباقي النجوم الاخرين لا يحصلون على ذات الاهتمام، وهذا الامر يعتبر مشكلة كبيرة.
طبعا الاعمال المشتركة ليست السبب في تراجع الدراما السورية، بل أن السبب هو الازمة التي مرت بها البلد، والحرب التي خاضتها سورية، ادى الى تراجع كل شيء، رجعت سورية الى الوراء عشر سنين، ويلزمنا سنوات للنهوض مجددا والعودة بسورية الى ما كانت عليه سابقا، واستغلال بعض الدول ذلك حتى فنيا، أخذنا الى مكان آخر، وبالأصل فان عدد كبير من الفنانين السوريين قد غادروا سورية.
– من الطحين الاسود الى ترجمان الاشواق.. أين كنا وإلى أين وصلنا ” الخبرة، الشهرة، الحرية في اختيار الادوار”؟؟.
– أكيد من الطفولة بعمر السبع سنوات والطحين الاسود، الى ترجمان الاشواق بعد التخرج من المعهد واكتساب الخبرة، وصلنا الى مكان كبير، تخللهما أعمال كثيرة منها فيلمين سينمائيين مع الاستاذ غسان شميط، وعدة مسلسلات من ليل ورجال الى اهل الراية الجزء الثاني، وعطر الشام ومن قبل الخربة لـ الليث حجو، وأسير الانتقام
مع سمير حسين، في حضرة الغياب مع وائل أبو شعر، وخماسية (لومن الحب) من بطولتي، وفي ظل خبرة كبيرة.
طبعا الشهرة بدأت أتلمسها، وأكيد كل فنان بداخله رغبة كبيرة بالوصول اليها، وبذات الوقت أنا اخاف منها، وبقول بكير، لا أرغب في أن تأتي مسرعة، لأن ذلك معناه أنها لن تكون أو تأتي على أسس متينة، وأنا ( بعدني عم إتلمّس أول درجة بالشهرة).
وبالنسبة إلى حرية اختيار الأدوار فان ذلك يأتي نتيجة الخبرة، وانتشار اسم الفنان، مما يجعله مطلوبا من المخرجين، وتصبح الحرية أكبر بالاختيار لما هو مناسب، والمفاضلة بين الادوار التي لعبتها سابقا، ومالا ترغبين القيام به أو تكراره، وأكيد فقد وصلت الى مكانٍ بعيد عما بدأت به والطريق مايزال امامي.
– بين طقوس الاشارات والتحولات، وملحمة سراب، وجسور… والملك لير، وليل ورجال، وكمون وليمون، وترجمان الاشواق، أعمال تلفزيونية ومسرحية كثيرة.. أين تجد مروة الاطرش نفسها اكثر بين المسرح أم التلفزيون؟.
– المسرح والتلفزيون بحران كبيران من الشغف والحب، وكل بحر منهما هو بحر من المتعة ايضا، وله صعوباته على جميع المقاييس، أنا استمتع بالعمل على خشبة المسرح، وارجحه أكثر، فهو رسالة، وكاشف للممثل بمعنى: هو المكان الوحيد القادر على اثباتك كممثلة أولا، الذي يتمكن فيه الفنان من اغناء الخشبة بكل ادواته، المسرح المكان الوحيد الذي يستطيع الفنان فيه أن يتلمس ردود فعل المتلقي مباشرة وبشكل فوري، عبر أعين الجمهور، واكتشاف اذا ما كان مستمتعا.
بالطبع للتلفزيون متعته، وقدرة الوصول الى كل بيت بخلاف المسرح، ولكنه ليس بالأسهل من المسرح، فله صعوباته، وله متعته ونجاحه الخاصين، فهو يحقق للفنان
بجاحا أكبر، خاصة وان المسرح في سورية قد تراجع حاليا “للأسف” وليس كما كان سابقا، بالحقيقة المسرح يستهويني أكثر.